عواصم - (وكالات): أعلن البيت الأبيض أن «الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعقد اجتماعاً مع فريقه الاأني لبحث كيفية الرد على الاستخدام المفترض لأسلحة كيميائية في سوريا»، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن «البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر أوباما تنفيذ عمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد». كما ذكر مسؤول عسكري أمريكي أن «البحرية الأمريكية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز». في غضون ذلك، يجتمع رؤساء أركان جيوش دول غربية وعربية بينها الولايات المتحدة والسعودية في الأيام المقبلة في الأردن لبحث تداعيات النزاع السوري. من جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه «أحصى سقوط 322 قتيلاً بينهم 54 طفلاً قرب دمشق الأربعاء الماضي بـ «غازات سامة» استناداً إلى «تقارير طبية وشهادات من أطباء». كما قالت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «355 شخصاً توفوا في منطقة غوطة دمشق بعد إصابتهم بـ «عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي» منذ الأربعاء الماضي». من جهتها، أكدت فرنسا أن نظام الأسد ارتكب مجزرة كيماوية في الغوطة الشرقية.وفي شأن متصل، نفت المعارضة السورية أمس استخدام مقاتليها للأسلحة الكيميائية في معارك دمشق، معتبرة أن اتهام النظام السوري لها في هذا الصدد يهدف إلى «التغطية على جرائمه»، في الوقت الذي وصلت فيه مسؤولة في الأمم المتحدة الى العاصمة السورية للتفاوض حول سبل إجراء تحقيق في شأن اتهامات المعارضة للنظام باستخدام أسلحة كيميائية.ونفى الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان «الأنباء الكاذبة التي يروج لها نظام الأسد جملة وتفصيلاً، ويعتبرها محاولات فاشلة ويائسة للتمويه والتغطية على جرائمه المتكررة والممنهجة بحق المدنيين السوريين».وجددت المعارضة اتهام النظام السوري بأنه «متورط على أعلى المستويات في استخدام السلاح الكيميائي، وهو ما ينسجم تماماً مع تاريخ نظام الأسد الحافل بملفات الإجرام والإرهاب الممنهج».وفي وقت سابق، اتهم التلفزيون الرسمي السوري مقاتلي المعارضة السورية باستخدام السلاح الكيميائي في المعارك المستمرة في حي جوبر عند اطراف دمشق.والأربعاء الماضي، اتهمت المعارضة نظام دمشق بشن هجوم كيميائي على مناطق في ريف دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة لافتة إلى مقتل 1300 شخص جراءه، الأمر الذي نفاه النظام السوري بشدة.وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية أن نحو 355 شخصاً «يعانون من عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي» توفوا في مستشفيات داخل سوريا تتلقى الدعم من هذه المنظمة، كما عولج 3600 آخرون من العوارض نفسها منذ 21 أغسطس الجاري.من جهته، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن «وحدة من قواتنا الباسلة تطوق المنطقة في حي جوبر عند أطراف العاصمة السورية التي يعتقد أن إرهابيين استخدموا سلاحاً كيميائياً انطلاقاً منها»، لافتاً إلى حصول العديد من «حالات الاختناق» في صفوف الجنود الذين دخلوا حي جوبر.والأربعاء الماضي، شن هجوم على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام اللتين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة في ريف دمشق. وتحدثت المعارضة عن مقتل 1300 شخص متهمة النظام بارتكاب هذه «المجزرة» مستخدماً سلاحاً كيميائياً، الأمر الذي سارعت دمشق إلى نفيه.وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة إلى رام الله في الضفة الغربية أن كل المعلومات تدل على أن النظام السوري ارتكب «مجزرة كيميائية» هذا الأسبوع في ريف دمشق.في المقابل، أعلنت إيران، أبرز حليف اقليمي لسوريا، أن هناك «أدلة» على استخدام مسلحي المعارضة السورية أسلحة كيميائية، كما أفادت وكالة الأنباء الطلابية، محذرة من أي تدخل عسكري في سوريا.وتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن استخدام «عناصر كيميائية» في سوريا، وقال إن «الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرياء بسبب عناصر كيميائية أمر مؤلم جداً» بحسب ما أورد موقع الحكومة، مضيفاً أن إيران «تدين بشدة استخدام أسلحة كيميائية».في هذا الوقت، وصلت ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين إلى فندق «فور سيزنز» في دمشق بدون الإدلاء بأي تصريح. وستطلب من الحكومة السورية أن تسمح لخبراء الأمم المتحدة الموجودين في سوريا بالتحقيق في منطقة ريف دمشق في صحة هذه الاتهامات.من جانبها، انتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل روسيا والصين اللتين حال موقفهما دون اعتماد بيان في مجلس الأمن يطالب سوريا بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع الذي أعلنت المعارضة السورية أنه تعرض لهجوم كيميائي. وتنحصر مهمة فريق خبراء الأمم المتحدة الذي يترأسه اكي سيسلتروم والذي وصل إلى دمشق في 18 من الشهر الجاري بتحديد ما إذا تم استخدام أسلحة كيميائية في وقت سابق هذا العام في 3 مواقع هي خان العسل في محافظة حلب والطيبة قرب دمشق وحمص.في غضون ذلك، أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي يعقد اجتماعاً مع فريقه الأمني لبحث كيفية الرد على الاستخدام المفترض لأسلحة كيميائية في سوريا. وقال المسؤول «لدينا خيارات عدة مطروحة وسنتحرك بسرعة تامة لكي نتخذ قرارات تتوافق مع مصالحنا القومية وكذلك مع تقييمنا لما يمكن أن يحقق أهدافنا في سوريا». وأضاف المسؤول أن الرئيس يجتمع مع فريق الأمن القومي لبحث اتهامات المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق الأربعاء الماضي.وقال إن أوباما أمر أجهزة الاستخبارات «بجمع الأدلة بهدف تحديد ما حصل في سوريا». وتابع «حين نتحقق من كل الوقائع، سيصدر الرئيس قراراً حول طريقة الرد عليها».وفيما وصف أوباما اتهام النظام السوري باللجوء إلى سلاح كيميائي بأنه «مقلق للغاية» مفضلاً عدم الخروج باستنتاج متسرع، أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس باراك أوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.وأتى تصريح هيغل بعيد إعلان مسؤول عسكري أمريكي أن البحرية الأمريكية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز، وذلك بعد الاتهامات الأخيرة التي وجهت إلى نظام الأسد باستخدام أسلحة كيميائية ضد مناطق في ريف العاصمة.وسيجتمع رؤساء أركان الجيوش في دول غربية وعربية عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية في الأيام المقبلة في الأردن لبحث تداعيات النزاع السوري، وفق مسؤول أردني. من جهتها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن السلطات الأمريكية قد توجه ضربات عسكرية إلى سوريا من دون تفويض من الأمم المتحدة مستوحاة من الضربات الجوية التي نفذت في كوسوفو نهاية تسعينات القرن الماضي.