قال الفنان السوري جمال سليمان إن «تاء الشباب» طقس من طقوس الممارسات الحضارية، مشيراً إلى أن الوطن العربي يحتاج إلى حوارٍ حقيقي ليس بمعناه الشكلي ولكن بمفهومه العميق، مردفاً: جميل أن يتمكن الشباب من إيجاد الفرص للتفاعل وطرح تصوراتهم للتفاعل مع الآخر. وأكد سليمان -خلال مشاركته في ندوة «الجميلات هُن» في أولى فعاليات مهرجان تاء الشباب (غزل بنات) – أن الوطن العربي يعيش ورطة تاريخية، وحتى المجتمعات التي تنصف المرأة، تكون نتيجة التوصيات السياسية دون أن تكون المسألة مرتبطة في واقع الأمر بقناعات المجتمع نفسه. وتابع أن الوطن العربي لم يتمكن من الوصول إلى هوية متكاملة بسبب تأثره بظروفه وتعقيداته، لافتاً إلى أن النتائج التي تفرزها السياسات قد يظنها البعض نتيجة نضال نسائي طويل، لكن ما أن يتم استبدال تلك القوى السياسية حتى تظهر على السطح كل المشاكل الواقعة تحت الغطاء السياسي، فلا شيء راسخ سوى ما ينتح من قناعة المجتمع. وتساءل سليمان: ماذا استوردنا من الغرب سوى شكلياته؟ بينما نماذجه الإنسانية وقناعاته لم نتمكن من استثمارها، مشيراً إلى أن بعض المعاناة النسائية لا تنبع من ذكورية المجتمع، بل بسبب خيارات الأفراد والنساء أنفسهن، وذلك يعود إلى الطبيعة الإنسانية لا الجنسية. من جهتها، قالت الناشطة الاجتماعية جميلة حسون إن القوانين وحدها لا تنفع، لكن تغيير العقليات هو الأصعب، مردفة: تصوروا أنه حتى المرأة الأمية تدافع عن حقوقها دون أن تعرفها، نحتاج إلى خلق وعي حقيقي بمسألة الحقوق والواجبات، وهذا ما نشتغل عليه في النضال النسوي المغربي. وأضافت أن التربية والتعليم وكذلك الحوار هي أهم أدوات تعزيز الوعي والإدراك للتعامل مع القضايا، فلسنا في صراع مع الرجل، نحن نريد الأنثى ككائن وإنسان فقط. ومن جهتها، قالت الروائية نجوى بركات: من الخطأ أن نعامل القضايا بهذا الانفصال، فذلك يسيء للقضايا والمواضيع. يجب التعامل بمفهوم العدالة والمبدأ لا الجنس ولا التصنيف المجتمعي، متسائلةً: إلى أي درجة يمكن أن تتحمل المرأة مسؤولية كونها في الدرجة الثانية؟، يجب علينا الاعتراف أن نساء العرب قد يستفدن أحياناً من أوضاعهن باعتبار أن لديهـن معيلاً دائماً. وأضافت: سعيدة أنني متواجدة هنا في هذه البيئة التي تثبت أن الثقافة ليست متواجدة فقط في المكتبات وصالات العرض. إن الثقافة طريقة عيش وهي طريقة النظر إلى الأمور والمفاهيم المتصلة بالحياة. ومن ناحيتها، قالت الباحثة والأكاديمية د. آمال القرامي إن هذا التلاقي يجسد تلا قحاً مع الجمهور. وكم هو جميلٌ أننا نقيس التغيير الحادث على مستوى الوطن العربي بعد هذه الثورات من خلال الاحتكاك بالناس والاستماع إلى أفكارهم، مردفة: بحكم تجربتي واختصاصي ورغم أن الحديث عن المرأة يلحقه الحديث أيضاً عن الرجل، إلا أنني أؤمن بضرورة مقاربة نوعية، إذ كشفت الثورات أن التاريخ لا يسير بالضرورة إلى الأمام، وبعد الثورات انتقلت إلينا قضايا لم نكن نعشها أساساً، ففي تونس انتقلت إلينا أفكار عديدة منها ختان الإناث، الزواج بثانية، الزواج العرفي وغيرها من القضايا المستوردة. بدورها قالت الإعلامية والشاعرة البحرينية د. بروين حبيب: نحن في الوطن العربي المرأة هي أنثى الرجل. هي أم فلان، بنتُ فلان، زوجةُ فلان! ومنذ رحلتها إلى الرحم وحتى خارجه، تقع تحت عبودية الماديات والمستهلكات الاجتماعية، متسائلة: كيف تؤرخ المرأة كينونتها؟ لمَ يتوجب عليها فعل الأمومة لإثبات كمالها فيما تبقى ناقصة لو لم تكن أماً؟!. وأضافت: مهما اجتهدت المرأة، يجب أن تكون الأذكى والأجمل والأكثر رشاقةً وتصارع الزمن، داعية حبيب، الرجل للنظر للمرأة كإنسان قبل أن تكون أنثى، لأن المرأة اليوم تواجه في العالم ما يواجهه الرجل. ومن جانبه، قال الشاب المصري بلال رمضان: بعد نقاش المرة الماضية صرتُ أتحسس التغيير المقبل، واتضح لي أننا لسنا بحاجة إلى توصيات، بل على العكس، دعوا المرأة تفعل ما تشاء.