كتبت- نورة عثمان وناصر العمري:أكد مسؤول التدريب باللغة العربية في إذاعة فرنسا الدولية ومسؤول البرامج في إذاعة مونت كارلوالإعلامي فادي مطر أن الإذاعة وسيلة إعلامية لا يمكن أن تموت في عالم منهك من التواصل المتشابك المحموم، ودعا المجتمعات العربية إلى التوجه لتربية الأطفال ثقافياً، وهنأ فريق تاء الشباب على مبادرته الثقافية الرائدة في العالم العربي.واعتبر مسؤول التدريب مطر، في تصريح خاص بتاء الشباب على هامش تقديمه فعالية «تلويحة صوت» ضمن تاء الشباب الخامس، أن للإذاعة موقعاً مهماً وسط وسائل الإعلام الأخرى، موضحاً أنه لا يمكن أن تفقد الإذاعة موقعها عند الأشخاص، حتى وإن كانوا يتابعون التلفزيون أويستخدمون الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً: «كثيرون يتابعون الإذاعة أثناء قيادة السيارة، وكثير من الأشخاص لا يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وغيره، لذلك الإذاعة لا تموت». وبين مطر في تعليقه على إمكانية إيصال الثقافة لجمهور الإذاعيين الشباب بصفتها مادة جادة، وهم يعتمدون أسلوب متابعتها للترفيه، أوسماعها كنشاط ثانوي مترافق مع قيادة السيارة مثلاً، أن «الإذاعة لا تجعل الشباب مهتمين بالثقافة»، معتبراً أن المجتمع يجب عليه أن يفعل ذلك، وعندها سيسمع الشباب البرامج الثقافية من تلقاء أنفسهم.ودعا إلى وجوب أن تكون هناك «تربية ثقافية من الأساس للشباب ليسمعوا المواد الثقافية عبر الإذاعة»، مردفاً: «بالإمكان من خلال البرامج الترفيهية والمنوعات تقديم جرعات صغيرة من الثقافة، لكن الإذاعة لا تربي على الاهتمام بالثقافة فالاهتمام المجتمعي هومن يأتي أولاً».وذكر الإعلامي مطر حول المقارنة بين تعاطي المجتمعات الغربية والعربية مع الثقافة، أن المجتمع الغربي يربي الأطفال على الثقافة منذ الصغر في المدرسة، وفي المجتمعات العربية هناك تربية ثقافية ولكن لا يوجد توجيه ثقافي، لذلك على المجتمع العربي أن يهتم بالثقافة حتى ينعكس الأمر على الأطفال. وتابع: «الثقافة لها موقع أهم في المجتمع الغربي، فنسبة المهتمين بالثقافة في الغرب أكثر منها في العالم العربي، حتى عند الشباب، ففي الغرب يحضر الشباب لفعاليات مثل المسرحيات الجادة لا الكوميدية، وموسيقى الأوبرا وليست حفلات الموسيقى الخفيفة، وأعرف شخصياً إحداهن في فرنسا تبلغ من العمر 16 عاماً، تهتم بعمل المسرح إلى جانب دراستها، وآخر من عمر مقارب يتعلم فن العزف على البيانو، وهذه هي التربية الثقافية المجتمعية على الثقافة». وعن إيصال المادة الثقافية لجمهور الإذاعة، أوضح مطر أن المذيع المثقف أقدر على القيام بهذه المهمة من المثقف نفسه، فالنص الأدبي يختلف عن النص الأدبي الإذاعي، وفي بعض الإذاعات يوجد قسم ثقافي يشتغل فيه إعلاميون ذوواهتمامات ثقافية، لأن الكتابة الإذاعية تختلف عن الكتابة الروائية». واختتم تصريحه بتهنئة خاصة لتاء الشباب: «أهنئ القائمين على تاء الشباب والعاملين به على المبادرة الرائعة النادرة في العالم العربي، وهي مبادرة رائدة أشجع عليها، وإذا استمر الشباب بالعمل في الثقافة هكذا، فأتأمل الكثير منهم حين يكبرون».