قالت جمعية الإرادة والتغيير الوطنية إن تعيين الشيخ محسن العصفور رئيساً للأوقاف الجعفرية توجه إيجابي للتراجع عن أخطاء فادحة خلال السنوات الماضية، مطالبة بتدعيم هذه الخطوة بخطوات إضافية ترفع الظلم والحيف عن شخصيات وطنية تم إقصاؤها وحرمانها من المساهمة في العمل الوطني وحرمان الوطن من الاستفادة منها نتيجة صفقات سياسية جائرة. وأضافت الجمعية في بيانها عقب الاجتماع الاعتيادي للمكتب السياسي لها أمس أن الجمعية تتابع عن قرب النتائج المميزة للجهود المخلصة المبذولة من قبل العديد من الجنود المجهولين من نشطاء حقوقيين وسياسيين ورجال دين أجلاء وربات منازل وأمهات مخلصات، عملوا الليل موصولاً بالنهار في بيئة محفوفة بالمخاطر لإفشال مخططات الاستغلال السياسي والطائفي الممنهج، ساعين لرفع مستوى الوعي السياسي والحقوقي الهادف لدفع عملية التنمية السياسية، والذي كانت أولى بواكيره رفض عمليات التحشيد والاستقطاب الذي أدى إلى تهتك النسيج الاجتماعي وتشويه الوعي الوطني وتعويق الثقافة المدنية وحصر المجتمع في المواجهات الدامية، والتي سقط جراءها الضحايا بين رجال الأمن والمدنيين من مواطنين ومقيمين، والمتاجرة الرخيصة بالدماء، وهو ما أدركته شريحة واسعة من المواطنين الذين استفادوا من التجربة، ووعى كثير منهـــم الدرس فرفض الانخــراط في المزيد من فعــاليات الاستغلال.وأضافت الجمعية أن السنوات الماضية شهدت أخطاء فادحة أدت إلى إبعاد كثير من الشخصيات الوطنية عن مواقع اتخاذ القرار بناء على صفقات سياسية وتحت غطاء مزاعم لم تثبت صحتها، ولم تتحقق في الإجراءات التفتيشية والرقابية كثير من الاشتراطات القانونية، ما جعلها في نهاية المطاف مزاعم ظنية لا ترقى إلى مرتبة القطع والتأكيد، ونتيجة حتمية لظروف المرحلة مع ما صاحبها آنذاك من ضغوط سياسية من الأطراف ذات المصلحة.ودعا المكتب السياسي وزارة العدل والشؤون الإسلامية للاضطلاع بدورها في ضبط الخطاب الديني والنأي بدور العبادة عن المعترك السياسي، خصوصاً بعد السجالات التي شهدتها عدد من منابر الجمعة بسبب محاولة بعض الأئمة والخطباء فرض وجهات نظرهم السياسية بخصوص الدعوة للقتال في سوريا أو الأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية على جمهور المصلين، مستغلين منابر الخطابة لهذا الغرض والجهر بالدعاء بالتصريح أو التلميح مع الطرف الذي يختلفون معه سياسياً، والتطاول على بعض دول الجوار والإساءة إليها وهو ما يشكل انتهاكاً للقانون وفرضاً للرأي السياسي عبر استخدام السلطة الدينية. وأكد المكتب السياسي للجمعية متابعته تداعيات المجزرة الكيماوية التي ارتكبها النظام المجرم في دمشق بحق المدنيين العزل في غوطتي دمشق، مشيراً إلى أن الجمعية تعمل مع كافة الأطراف السورية ذات العلاقة في الداخل والخارج ضمن حراك دولي غير حكومي لتوحيد الجهود السياسية والحقوقية والإعلامية الكفيلة بتحفيز تحرك دولي لوقف نزيف الدماء المستمر منذ ما يزيد عن العامين، واتخاذ إجراء من شأنه الحفاظ على أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق وحقهم المشروع في العيش بأمان وحرية وكرامة. وذكرت الجمعية أنها قامت بعدد من الاتصالات مع شخصيات سياسية ودينية وبعض أعيان مدينة طرابلس اللبنانية بعد العمل الإرهابي الجبان الذي تعرضت له، وقدم خالص العزاء، داعياً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.وحيّا المكتب السياسي بجمعية الإرادة والتغيير الوطنية الموقف الخليجي المشرف الداعم لجمهورية مصر العربية، والذي تصدى بقوة لكل محاولات تقسيم مصر وتدمير جيشها الذي يعد الجيش العربي الوحيد في مواجهة إسرائيل بعد أعوام من تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد عبر مخطط الفوضى الخلاقة، والتي تهدف في المحصلة النهائية إلى جعل إسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة في المنطقة.وأدانت الجمعية بأقسى عبارات الشجب والإدانة الحملات المسعورة التي تتعرض لها مصر من قبل أطراف دولية وإقليمية مغرضة، ليس آخرها التطاول السافر على مقام الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر د. أحمد الطيب مع ما يمثله مقام فضيلته من رمزية دينية وعلمية كبيرة لعموم المسلمين في كل أنحاء العالم.