حذر اختصاصي الطب المهني توماس كراوس الموظفين من أن التداخل بين أوقات العمل وأوقات الراحة قد يتسبب على المدى الطويل في إصابة الموظف بما يعرف باسم «الاحتراق النفسي»، الذي تشمل أعراضه الإنهاك والتعب بسبب العمل. وأوصى كراوس، عضو الجمعية الألمانية للطب المهني والطب البيئي، الموظف بألا يكون متاحاً لمديره وزملائه في العمل طوال الوقت بعد انتهاء الدوام أو في العطلات والإجازات، وذلك كي يتسنى له الحصول على قدر من الراحة يساعده على تصفية ذهنه وتجديد نشاطه. ولهذا الغرض ينصح كراوس الموظف بضرورة الاتفاق بوضوح مع المدير وزملاء العمل على أوقات محددة للاتصال، كأن يقول لهم مثلاً «يمكن الوصول لي عبر الهاتف في الفترة الزمنية الفلانية فقط، بينما لن أقوم بالرد على أي مكالمات في الفترات الزمنية الأخرى. ولمواجهة المشكلات النفسية الناتجة عن العمل، أوصى كراوس الموظف بملء أوقات فراغه وعطلاته بالأنشطة الفعالة، فبدلاً من أن يستلقي على الأريكة في حالة من الإنهاك في فترات المساء، يفضل أن يقوم بعزف بعض المقطوعات الموسيقية أو يمارس الرياضة المفضلة له. وأضاف الطبيب أن شعور الموظف بأنه لا يستطيع الانتهاء من مهام عمله ولا يمكنه التعامل مع ضغط الوقت يندرج ضمن المؤشرات الأولى للإصابة بما يعرف باسم «متلازمة التعب المزمن»، لافتاً إلى أن كثرة تناول الأدوية يمكن أن يشير إلى ذلك أيضاً. جاء ذلك في تقرير نشرته الجزيرة نت أمس، حيث نصح كراوس في نهاية التقرير إلى أنه من الأفضل أن يتوجه الموظف إلى اختصاصي في علم نفس، إذا ما شعر بالإنهاك والتعب بسبب العمل، إذ يمكن للاختصاصي النفسي تقديم إرشادات فعالة للموظف بشأن سبل مواجهة الاحتراق النفسي.
الإنهاك يؤدي إلى «الاحتراق النفسي»
28 أغسطس 2013