كتب- عبدالله إلهامي:أنقذ مستشفى الملك حمد الجامعي مريضاً أمريكياً في الستينات من عمره، من أورام سرطانية بالكبد عانى منها لقرابة الست سنوات، بعد أن تم تحويله من إحدى المستشفيات، نظراً لعدم استجابة الحالة لعمليات الجراحة الاستئصالية، التي أجريت له أكثر من مرة.وأكد اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة قائد مستشفى الملك حمد الجامعي أن المستشفى عالج لأول مرة بالإشعاع، مستخدماً تقنية الأشعة التداخلية الحديثة، التي لا توجد في المملكة سوى بالملك حمد الجامعي، موضحاً أن المرضى في السابق كان يتم ابتعاثهم للعلاج في الخارج، ما يكلف الدولة كثيراً.وأوضح أن تلك التقنية الحديثة تقلل بشكل كبير من أضرار تعرض جسم المريض بالكامل للإشعاع، فيتساقط شعره ويصاب بآثار جانبية أخرى، إلا أن العلاج بالكريات المشعة يتم فيه تحديد البؤرة السرطانية، ويحقن الكيماوي داخل العرق المسؤول، ما يجعل الآثار محدودة.ولفت إلى أن المريض اختار العلاج بمملكة البحرين نظراً لانخفاض تكلفة الملك حمد الجامعي، كونه مستشفى حكومياً، في حين ارتفاعها خارج المملكة.وأوضح استشاري الأشعة التشخيصية والتداخلية د.وائل حامد عبدالحميد، أن المريض الأمريكي روبرت دايل، نقل إلى مستشفى الملك حمد الجامعي لتلقي العلاج بالكريات المشعة وهي أحدث تقنيات العلاج بالأشعة، حيث إن هذا النوع من العلاج يتوفر في مراكز محدودة في العالم.وأضاف أن المريض البالغ من العمر 63 عاماً عانى من تدهور في وظائف الكبد والكلى، إثر إصابته بورم في القولون كما أثبتت التقارير الطبية وبعد استئصال جزء منه، ظهر مرة أخرى في الكبد، وذلك ما يطلق عليه «الثانويات»، لذلك بات من المحتم إيجاد علاج لذلك دون تدخل جراحي.ولفت إلى أن المصاب دخل المستشفى الثلاثاء الماضي وغادرها بعد يوم واحد، فبعد مراجعة حالته وتحديد حجم الأورام التي وصلت إلى الكبد وموقعها، أجريت أشعة على شرايين الكبد من خلال إدخال قسطرة ميكروسكوبية في الشريان الكبدي مباشرة عن طريق شريان الفخذ، وإيصال تلك القسطرة إلى البؤرة السرطانية، التي يزرع بداخلها كريات من مادة اليتريام المشعة متناهية الصغر، وتتميز تلك المادة بقدرة عالية على تدمير الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا الطبيعية للكبد ووظيفتها، ولا تسبب أي تأثير خارجي أو أعراض جانبية للمريض، موضحاً أن العملية استغرقت ساعة ونصف.وأشار عبد الحميد إلى أن المستشفى التي كان يتعالج بها سابقاً قام بمعالجة الورم بالتردد الحراري والاستئصال الجراحي، لكنه لم يحقق العلاج التام للمريض في ظل انتشار الأورام، نظراً لكون الحالة في مراحل متأخرة.وذكر أن نسبة الإصابة بتلك الأورام باتت تزداد في المراحل المتأخرة من العمر، ما بين العشرينات والثلاثينات من العمر، على الرغم من أن متوسط الإصابة تبدأ من الأربعينات وما فوق.ويعد جهاز التنظير الإشعاعي في مستشفى الملك حمد الجامعي من أحدث الأجهزة المتطورة على مستوى العالم، ولا يوجد إلا بشكل نادر في الشرق الأوسط، وهو مدعوم بتقنيات حديثة وتصوير ثلاثي الأبعاد وسرعته ودقته في علاج حالات تضخم الشرايين، وعلاج الأورام وأن الطاقم الطبي يجري عمليات كثيرة في علاج حالات الأورام الليفية في الرحم، التي ترد على المستشفى بشكل كبير، وجميعها تكللت بالنجاح ولله الحمد إضافة إلى علاج حالات أورام الكبد بالسدة الشريانية الكيماوية والإشعاعية.وأشار إلى أن المستشفى مستعد لاستقبال مختلف حالات المشاكل والتضخم في الشرايين من مختلف الأعمار والأجناس انطلاقاً من الاهتمام والرعاية الطبية التي يقدمها مستشفى الملك حمد الجامعي للمواطنين والمقيمين بالمملكة، مؤكداً أن مستشفى الملك حمد الجامعي أصبح وجهة سياحية للعلاج وتشخيص حالات القسطرة وبات محط إقبال الكثير من المرضى من خارج مملكة البحرين .يذكر أن قوة دفاع البحرين تحرص وبشكل دائم ومستمر على النهوض بمستوى الخدمة التشخيصية، والعلاجية وتطوير جميع الخدمات الطبية بأفضل وأحدث ما توصلت إليه التقنية الطبية.
«حمد الجامعي» ينهي معاناة أمريكي بالسرطان بـ90 دقيقة
30 أغسطس 2013