كتبت - عايدة البلوشي:تشرئب أعناقهن، وتقفز قلوبهن رعباً، وتكاد أعينهن أن تخرج من محاجرها. إنهن الأمهات اللاتي يعبرن الشوارع مع أبنائهن، وهنّ في خوف عظيم من طيش الشباب وتهوره، واندفاعه في السياقة، فهم «عميان، لا يعترفون بإشارة مرور حمراء! بل هي دائماً خضراء»!. تقول عائشة محمد «تكثر الحوادث المرورية في الشوارع العامة نتيجة سرعة الشباب ولامبالاتهم، فهم أكثر من يتسبب بها، ظناً منهم أن السرعة تدل على قوة الشخصية». لكن السياقة دليل على أخلاق الإنسان، ولابد أن تكون حسب القوانين المرورية حفاظاً على أرواح البشر، غير أن الواقع يقول إن «السيارات تملأ الشوارع، والاختناقات المرورية والتجاوزات اللانهائية من قبل الشباب أمام نظر الجميع، رغم الحملات التوعوية،، فما هو الحل»!. الحل يجده علي إسماعيل في تشديد العقوبة كخيار واقعي، «يجب تغليظ العقوبة لوقف الحركات الصبيانية ولمن لا يعبأ بالقانون»، مشيراً إلى أن التثقيف وحده لم يعد مجدياً، أمام «موت «الضمير»، «على الشباب عدم مخالفة السرعة المسموح بها قانونياً، خصوصاً في الأماكن المزدحمة والشوارع الضيقة والأحياء والممرات العامة، حفاظاً على حياة وأرواح الناس». بينما تراه أسماء سالم في رفع السن القانوني للحصول على رخصة سياقة، إن «حياة عزيز أغلى من حاجة إنسان لرخصة السياقة». أسماء لن تنسى أبداً ما عاشت قريبها العزيز عليها «توفى رحمه الله في حادث مروري بسبب طيشه، كان يسوق بسرعة عالية دون مبالاة رغم إلحاحنا عليه حتى اختطفه الموت. هؤلاء الشباب لن يدركوا أبداً خطورة الموضوع، ولابد من رفع السن القانوني». وتذكر ليلى أحمد من جانبها أنه في مايو الماضي، تعرض 4 من أقاربها لحوادث مرورية مختلفة، وكانت الإصابات بسيطة ولله الحمد، «أطالب بوجود حملات توعوية بأهمية السلامة المرورية وأيضاً قوانين رادعة حفاظاً على أرواح الناس». وتتساءل أحمد «ماذا يريد هؤلاء؟! امتلاك الشوارع؟! دون أدى احترام للناس؟!. الأدهى أنك تلزم اليمين في سرعة طبيعية، فتجد من يلتصق بسيارتك، ويرغمك على السرعة»!. ويقول جاسم علي بالفم المليان «لما يفوت الفوت ما ينفع الصوت»، ويضيف: سرعة جنونية وعدم مبالاة وعدم احترام قوانين المرور، والنتيجة الطبيعية حوادث وإصابات ووفيات، لا أنكر أن الحوادث ربما تقع قدراً وهناك أسباب أخرى لها، لكن على المرء تجنب أسباب هذه الحوادث، خصوصاً السرعة، فهي قاتلة. ويطالب علي الجهات المعنية بوقفة جادة إزاء السرعة. فيصل إبراهيم، ولا خلاف الآراء السابقة يؤكد أن البطء في السياقة يتسبب أيضاً بالحوادث، المميتة أحياناً، «لا يمكنني أن أسوق أقل من 120 في الشوارع الرئيسة، وإذا كانت هناك مراقبة للسرعة فيجب مراقبة من يسوق ببطء».