تفتتح وزارة الثقافة ديسمبر المقبل، مركز زوار «شجرة الحياة، في سياق احتفالية المنامة عاصمة السياحة العربية 2013 وضمن فصل السياحة البيئية، بعد أن قاربت نسبة إنجاز المشروع 70%، وأكد الوزارة أنها وفرت حراسة خاصة للموقع لتوجيه الزوار إلى التعامل الأمثل مع الشجرة، وتثبيت دعائم لحفظ أغصانها من التكسر.ويجسد مركز زوار شجرة الحياة نقلة نوعية مغايرة لطبيعة المشاريع العمرانية، لما ينسجه من علاقة ثلاثية تجمع العمران بالثقافة والبيئة، ويوظف البعد الإنساني والتأريخ الطبيعي عبر حفظ الموجودات الطبيعية النادرة.ولن يمثل المركز مجرد معرض لمراقبة الشجرة، بل يضع الزائرين وجهاً لوجه مع البيئة البحرينية الحقيقية، ويعوض الزحف العمراني من خلال تفعيل العمارة كعامل صديق للبيئة. ويعد المشروع خطوة في اتجاه حفظ المكتسبات البيئية القيمة، ونقطة تغيير تجذب الناس تجاه معرفة تاريخية مغايرة تحفظ أصالة المكان، ويقدر العمر التاريخي للشجرة، من خلال تكوين نقطة جذب جديدة وتفعيل الحراك الإنساني والثقافي حول هذا الأثر البيئي.وشملت خطوات تنفيذ المشروع إنجاز فريق من الخبراء والباحثين العديد من أعمال التنقيب والبحث في منطقة شجرة الحياة، لدراسة طبيعة المكان واستيعاب المكون الجغرافي والبيئة المحيطة بالشجرة.ووضع القائمون على المشروع ـ حفظاً لمنطقة الشجرة ومنعاً لأي إتلاف لبيئتها ومحيطها المباشر ـ حاجزاً دائرياً بمحيط واسع يصل إلى بضعة مئات من الأمتار، كفاصلٍ ما بين وسائل النقل والملوثات وموقع الشجرة، ويمكن للزائر التوجه مشياً إلى هذا المعلم السياحي دون الاضطرار لاستخدام أية وسيلة مواصلات ملوثة أو تضر بالموقع.ووضعت وزارة الثقافة عدداً من اللوحات الإرشادية والتوجيهية للفت انتباه الزوار إلى ضرورة التعامل الواعي مع هذا المعلم السياحي الطبيعي، دون إتلافه أو التعرض له بأي شكل من الأشكال، ووفرت حراسة خاصة للموقع لمتابعة ما يحدث في محيط الشجرة وتوجيه زائريها للتعامل الأمثل.وتعاونت وزارة الثقافة مع شركة زراعية خاصة، على تثبيت دعائم خاصة لأغصان الشجرة وفروعها، حفظاً لعناصرها ومكوناتها، ومنع أجزائها من التكسر، إضافة إلى الاعتناء بالشجرة.ويأتي دعم شركة نفط البحرين للمشروع، في إطار حرص الشركة على حفظ الهوية المكانية والبيئية وإيمانها بالمتوازيات الثقافية والبيئية والعمرانية، باعتبار هذا التعاون يجعل من المشاريع العمرانية والتنموية تطلعات وطنية تشترك فيها العديد من الجهات وتخلق اهتمامات ووجهات نظر مختلفة تتشارك في المنجز الواحد.وكانت وزارة الثقافة وضعت حجر أساس المشروع 20 أكتوبر 2012، أثناء احتفالها بشهر البيئة في برنامج المنامة عاصمة الثقافة العربية، باعتباره أحد مشاريع البنية التحتية الثقافية المشتركة بين دول الوطن العربي. واشتغل د.مروان بصمه جي على التصميم المعماري للمركز بمساعدة فريق هندسي من شركة بصمه جي وبيلينسكا للتصميم المعماري، وروعي في التصميم الخصوصية البيئية والتاريخية للشجرة، مع التركيز على الهوية المكانية والبيئة الصحراوية للموقع. ومنذ استكمال كافة المخططات والهيكلة الخاصة بالمشروع، بدأت الشركة المنفذة مهامها بدعم من شركة نفط البحرين بابكو، واستمرت الأعمال الهندسية والتنفيذية حتى اليوم تواصل جهودها لافتتاح المركز ديسمبر المقبل.وكانت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قالت يوم تدشين المشروع، إن مثل هذا الاستثمار التاريخي والبيئي مدرج ضمن اهتمامات وزارة الثقافة، لافتة إلى أن البيئة المحلية والحياة الفطرية تجسد فرادة في الهوية الإنسانية لا تتشابه مع محيط آخر، وأن في هذه الخصوصية جاذبية جمالية وقراءة حياتية يجب لفت الانتباه إليها. وأكدت أن العمران لن يمس بيئة الشجرة وطبيعتها الصحراوية، بل يشكل تكويناً مغايراً يضمن استمرارية الحياة فيها ويحفظ نسيجها الطبيعي، مشيرة إلى أن العمران في المنطقة هو طريقة لترسيخ هوية البيئة المحلية، وسعي ثقافي لتحقيق التكامل بين المفردة المعمارية والنسيج الطبيعي للمكان الصحراوي عبر حماية خصوصية الغطاء الأخضر الملائم لمناخ المنطقة.وتمثل شجرة الحياة التي يصل عمرها إلى 400 عام، قيمة تاريخية وحضارية لامتداد جذرها البيئي والطبيعي الشاهد الباقي على تغير المدن ونسيجها رغم وجود الشجرة في بيئة صحراوية قاحلة، وهذه الخصائص التاريخية تجعل منها مشروعاً ثقافياً وحضارياً مختلفاً في طبيعته.