عواصم - (وكالات): صوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي «لصالح توجيه ضربة للنظام السوري بأغلبية 10 أصوات مقابل 7». ويفتح تصويت اللجنة الطريق أمام إجراء تصويت على القرار في مجلس الشيوخ بكامل هيئته ومن المرجح أن يتم ذلك ابتداءاً من 9 سبتمبر الجاري.وأعدت اللجنة مسودة جديدة للتفويض الذي طلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، تتضمن «تحديد الإطار الزمني لهذه الضربة بـ60 يوماً قابلة للتمديد 30 يوماً أخرى، ولا يسمح باستخدام القوات المسلحة الأمريكية على الأرض في سوريا بهدف تنفيذ أعمال قتالية»، كما تنص على أن «التدخل العسكري يجب أن يكون محدوداً». من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن «10 دول ستشارك في الضربة المحدودة ضد نظام الرئيس بشار الأسد»، فيما ذكر وزير الدفاع تشاك هيغل إن «أهداف العملية العسكرية ستكون «خفض قدرات» النظام السوري على القيام بهجمات كيميائية أخرى و»ردعه» عن استخدام ترسانته مرة ثانية».وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ستوكهولم إن «مصداقية» المجتمع الدولي على المحك بشأن سوريا وإنه «لا يمكن أن يبقى صامتاً» بعد استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية، مضيفاً أن «الإخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي سوى إلى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات وكذلك زيادة احتمال استخدام دول أخرى لهذه الأسلحة». وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي عقده في ستوكهولم مع رئيس الوزراء السويدي فريديريك ريفليدت أنه «واثق من الحصول على تخويل من الكونغرس لتوجيه ضربة لسوريا»، لكنه شدد على أنه «لا يريد تكرار أخطاء العراق». في المقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة وحلفائها من القيام بعمل عسكري في سوريا دون موافقة الأمم المتحدة، فيما شدد على أن «بلاده لا تستبعد دعم أي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي يتيح استخدام القوة ضد الحكومة السورية إذا ثبت بالدليل القاطع أنها استخدمت الأسلحة الكيماوية». وقال بوتين إن «روسيا علقت تسليم دمشق صواريخ إس 300 أرض جو ومضادات جوية وأنظمة متطورة مضادة للصواريخ».وفي دمشق، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن «بلاده لن تغير موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وإن أدى ذلك إلى اندلاع «حرب عالمية ثالثة». وأفاد تقرير أصدره «التحالف حول الأسلحة الانشطارية» الذي يضم 350 منظمة من المجتمع المدني في أكثر من 90 بلداً، أن الحكومة السورية تعمد إلى «استخدام كثيف» للأسلحة الانشطارية منذ منتصف 2012.من ناحية أخرى، نشر موقع الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني تصريحات تعود إلى 9 أشهر خلال لقائه بمسؤول عراقي كبير، قال فيها إن «حظوظ العلويين للبقاء في الحكم ضئيلة جداً»، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول توقيت نشر التصريح.في الوقت ذاته، تنعقد قمة العشرين اليوم وغداً في حين يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيشارك فيها، الحصول على موافقة الكونغرس وحشد تأييد من دول أوروبية أخرى للتحرك ضد سوريا.وحذر رئيس وزراء فرنسا جان مارك إيرولت من أن «عدم تحرك المجتمع الدولي ضد الهجوم الكيماوي في سوريا يمكن أن يبعث برسالة خاطئة إلى إيران بخصوص برنامجها النووي». وأكد أن «نظام الأسد يتحمل مسؤولية الهجوم الكيماوي الكبير الذي وقع في غوطة دمشق»، مشيراً إلى أن «النظام السوري يمتلك أكبر مخزون كيماوي في العالم».ودافع رئيس الوزراء الفرنسي أمام البرلمان عن ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد سوريا، داعياً في الوقت نفسه إلى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في إطار حل سياسي.وقال إيرولت خلال نقاش من دون تصويت حول الأزمة السورية في الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ، إن هجوم 21 أغسطس قرب دمشق «يشكل أوسع استخدام للسلاح الكيميائي وأفظعه في مطلع هذا القرن». وأضاف «عدم الرد يعني تهديد السلام والأمن في المنطقة بأسرها» معتبراً أن باريس «تعتمد على دعم» الأوروبيين والجامعة العربية في حال حصول ضربات عسكرية. وتابع إيرولت «نعم الحل للأزمة السورية سيكون سياسياً وليس عسكرياً. ولكن علينا مواجهة الواقع: إذا لم نضع حداً لمثل تصرفات النظام هذه، لن يكون هناك حل سياسي».وبعد عامين ونصف على اندلاع النزاع في سوريا الذي أوقع أكثر من 110 آلاف قتيل بحسب منظمة غير حكومية، تسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى تشكيل ائتلاف لتوجيه ضربات إلى نظام بشار الأسد رداً على الهجوم الكيميائي المفترض قرب دمشق. وبحسب المعارضة والعواصم الغربية فإن الهجوم الذي أوقع مئات القتلى في 21 أغسطس شنه النظام السوري وهو ما تنفيه دمشق.وفي موسكو، قال الرئيس الروسي «إذا كان هناك إثبات على استخدام إسلحة كيميائية ومن قبل الجيش النظامي فيجب تقديم هذا الدليل إلى مجلس الأمن الدولي ويجب أن يكون مقنعاً»، مضيفاً أنه في حال وجود هذا الدليل فإن روسيا «ستكون جاهزة للتحرك بأكبر قدر ممكن من الحزم والجدية».وأكد أن هذه الأدلة «يجب ألا تستند إلى شائعات أو معلومات تم جمعها من أجهزة استخبارات أو خلال عمليات تنصت». وقال بوتين إن روسيا علقت تسليم دمشق صواريخ إس 300 أرض جو ومضادات جوية وأنظمة متطورة مضادة للصواريخ. ونشر مثل هذه الدفاعات سيعقد خطط واشنطن أو حلفائها لشن ضربات أو إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا. وأكدت دمشق أنها تحشد حلفاءها لمواجهة أي ضربة عسكرية محتملة قد تقدم واشنطن وحلفاؤها على شنها ضدها، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وقال المقداد «إن الولايات المتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا، وأعتقد بالمقابل أن من حق سوريا أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم، ولا أستطيع أن أحدد كيف سيكون هذا الدعم».وأضاف «لن تغير الحكومة السورية موقفها ولو شنت حرب عالمية ثالثة. لايمكن لأي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا».وناشد رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام البرلمانيين الفرنسيين برفض أي «عمل إجرامي متهور» بحق سوريا، في إشارة إلى ضربة عسكرية غربية محتملة ضد بلاده رداً على هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق. ووصل أوباما إلى ستوكهولم، المحطة الأولى من زيارة تستغرق 3 أيام إلى أوروبا، سيسعى خلالها لضم المزيد من الشركاء الى سياسته حيال سوريا.وسيلتقي نظيريه الفرنسي والصيني ورئيس الوزراء الياباني ومن غير المرتقب أن يعقد لقاءً ثنائياً مع بوتين.وبهدف إقناع المترددين في الكونغرس تمت صياغة مشروع قرار جديد في مجلس الشيوخ يحصر مدة التدخل المحتمل بستين يوماً مع احتمال إلى 90 يوماً، ويمنع الرئيس من نشر جنود بهدف «القيام بأعمال قتالية».وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية السيناتور الديموقراطي روبرت مندينيز في بيان إن «لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ صاغت تفويضاً باستخدام القوة العسكرية يعكس رغبة ومخاوف الديمقراطيين والجمهوريين». لكن نتيجة تصويت مجلسي الكونغرس الأسبوع المقبل تبقى غير اكيدة، رغم نيل الإدارة الأمريكية دعماً أساسياً من رئيس مجلس النواب جون باينر، المنتمي إلى الحزب الجمهوري. ومن المقرر أن يبدأ الكونغرس في مناقشة طلب الرئيس الأمريكي بعد عودته النواب من إجازتهم في 9 سبتمبر المقبل. وعلى الأرض قتل أحد أعضاء المنتخب السوري للتايكوندو وأصيب 7 في سقوط قذيفة هاون على صالة رياضية وسط دمشق.
«العلاقات الخارجية» بالكونغرس تصوت لصالح ضرب الأسد
05 سبتمبر 2013