تختتم المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي «تمكين» اليوم برامج مدينة الشباب 2030، ضمن أهدافها الرامية إلى احتضان الشباب وخلق قيادات شابة مبدعة قادرة على المساهمة في التنمية. وشارك في برامج المدينة في نسختها الرابعة هذا العام حوالي 1500 طالب وطالبة من مختلف الفئات العمرية ما بين 11 أغسطس و5 سبتمبر، وتعمل مدينة الشباب على اكتشاف مواهب الشباب، وتوفير فرص صقلها، وتزويد الشباب بالخبرات والمهارات خلال مشاركتهم في الدورات التدريبية المختلفة، منها دورات إعلامية شملت التصوير الفوتوغرافي والفيديو، كتابة السيناريو، فن اللقاء، ودورات فنون مختلفة في الرسم والتصاميم وتقطيع الرخام، ودورات العلوم والتكنولوجيا.وتعد مدينة الشباب 2030 واحدة من أهم البرامج التي تسعى من خلالها المؤسسة العامة للشباب، إلى خلق مناخ يؤهل الشباب لتقلد المناصب القيادية، وإبراز قدراتهم الإبداعية التي تؤهلهم لتحقيق التميز، ضمن استراتيجية المؤسسة للاهتمام بالشباب باعتبارهم رجال المستقبل، وجيل واعد يقوم عليه تحقيق أعلى مستويات التنمية في البحرين، انطلاقاً من حرص المؤسسة على احتضان هذه الفئة.وكان لوكالة أنباء البحرين «بنا» جولة في المدينة على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض بالمنامة، للتعرف على مدى الاستفادة المحققة من خلال مشاركتهم في الدورات.يقول الطالب والمدرس سالم المنصوري «أنا طالب في دورة تصوير الفيديو ومدرس للتصوير الفوتوغرافي»، ويؤكد سالم الذي يدرس التسويق في جامعة البحرين، أنه التحق بدورات مدينة الشباب قبل 4 سنوات، وتعلم فنون التصوير الفوتوغرافي، وتميز فيه وأصبح متمرساً لدرجة أهلته للتدريس في المدينة، وهو يدرس فن تصوير الفيديو ليواصل درب صقل الموهبة التي يملكها في التصوير، متمنياً أن يتخصص في الإعلام ليجمع بين الموهبة والدراسة.ويضيف «منذ سنوات وأنا أشعر أن في داخلي موهبة التصوير، وعندما أرى صورة أفكر مباشرة كيف التقطها المصور، وكيف تعلم فن التصوير المميز، كنت أحلم بهذا التميز وتحقق خلال دورات مدينة الشباب 2030».ويشير المنصوري إلى أهمية برامج مدينة الشباب في إفادة الشباب في العطلة الصيفية واكتشاف مواهبهم، ويقول «البعض لا يدرك أنه يملك موهبة ما إلا عندما يلتحق ببعض البرامج ويكتشف أنه يملكها ويحتاج إلى شحذها وهذا متوفر في مدينة الشباب 2030».من جانبه، أكد سلمان علي المشارك في مركز العلوم والتكنولوجيا، أنه اعتاد المشاركة في دورات تدريبية مختلفة تنظمها المؤسسة العامة للشباب والرياضة، مشيراً إلى أن هذه الدورات تحمل استفادة كبيرة للمشاركين، حيث إنه تعلم في مركز العلوم كيفية اكتشاف مواهبه العلمية ما جعله يعرف ماذا يمكن أن يتخصص إذا التحق بالجامعة.وقال «هنا في مدينة الشباب 2030 اكتشفت أني موهوب في كل ما يختص بالفيزياء، وقررت أن أتخصص في علم الفيزياء في الجامعة، وأن مدينة الشباب استطاعت اكتشاف موهبة لم أكن أعرفها عن نفسي».ولفت سلمان إلى أن ما ينقص مدينة الشباب، المزيد من الأماكن حيث إن المدينة لم تستوعب كل الراغبين بالمشاركة في برامجها، نظراً للإقبال الكبير عليها وقلة الصفوف، متمنياً أن تعمل المؤسسة العامة للشباب والرياضة في العام المقبل على زيادة الصفوف لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الشباب.أما عبد الله ناصر المشارك في المركز الإعلامي أكد أن برامج مدينة الشباب 2030 مميزة وتتصف بالحيوية والأسلوب الأمثل في توصيل المعلومة، وهي تجمع بين الدراسة والتسلية، ما يجعل المشارك يشعر بالرغبة في الالتحاق بهذه البرامج، لافتاً إلى نيته الالتحاق في السنوات المقبلة.من جانبه، قال خالد جمال مدرس القانون في جامعة البحرين، إنه شارك قبل سنتين في مدينة الشباب بدورات القيادة وحقق استفادة كبيرة، ودعت المدينة هذا العام لتنظيم البرنامج باعتباره حقق تميزاً خلال مشاركته الماضية.وأشار إلى تميز برامج مدينة الشباب، حيث يتوفر فيها كل أنواع البرامج، موضحاً أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة تعمل كل عام على تطوير برامج المدينة بحيث يحصل المشاركون على أعلى مستوى من الاستفادة.وقالت مريم العباسي المشرفة بمركز الفنون بالمدينة، إن مدينة الشباب 2030 تمنح الشباب فرصاً كبيرة لصقل مواهبهم واحتضانهم، وعدت الإقبال على المشاركة ببرامج المدينة، أكبر دليل على الاستفادة.وأوضحت أن 60% من الدورات التدريبية المعلن عنها لهذا العام أغلقت أبواب التسجيل منذ اليوم الأول نظراً لكثافة الإقبال، حيث فاقت الأعداد المتقدمة المقاعد المتاحة. وأرجعت سبب الإقبال الكبير، إلى اكتشاف هذه الدورات القدرات الإبداعية الكامنة لدى الشباب، موضحة أن مدينة الشباب 2030 لا تكتشف المواهب فقط، وإنما ترشحها للالتحاق بالدورات المتقدمة في الأعوام المقبلة.وتحدثت رتاج العباسي ذات التسع سنوات أنها تعلمت في المدينة فن الطبخ والإلقاء وكيف تتحدث دون أن تخشى أحداً وهي تواجه الناس والكاميرا، وتعلمت كيف تتحدث عن نفسها وتنطق الجمل بطريقة صحيحة، وكيف تصنع «الكاب كيك» وتخبر زميلاتها بالمدرسة عن هذه التجربة الجميلة، وتحثهن على المشاركة في العام المقبل.