قديماً كانت أرض مملكة البحرين وما تزال من الأراضي الخصبة ، فكان من يسكن فيها يزرع أنواع كثيرة من الحبوب والخضراوات وأنواع قليلة من الفواكه ، وذلك لتوافر عيون المياه الحلوة فيها ، منها على سبيل المثال عين عذاري وهي أكبر عيون المياه في البحرين، وعين قصاري، وعين الرحة، وعين أم أشعوم، وعين الحكيم، وعين أبو زيدان، وعيون أخرى كثيرة، وكانت عين الحنينية من أحلى عيون الماء في البحرين وهي تقع في روضة بين الرفاعين، وقد كانت أرضها من أخصب الأراضي الزراعية، وكان يزرع بها القمح، وعند الحصاد جرت العادة على أن يجمع الحب في صرّات كبيرة ويوضع في مكان معين وبعد إتمام حصاده يجتمع أصحاب الحي كلّهم ومعهم إيقاعاتهم مثل الطيران والطبول ويحضرون معهم كميّة من جيد النخل.وتقف الفرقة في خطّين، الخط الأول لعازفي الطار يتوسطهم المغني وخلفهم المرددون وعازفو الطبول أمامهم، ثم تجلب سنابل الحب وتفك من صراتها وتكوّم بطريقة هرمية ويلتف حولها مجموعة من الرجال حاملين أغصان النخيل ويبدؤون بضرب السنابل بطريقة موحدة بمصاحبة الإيقاع والمشاركة بالرقص حيث إنهم عند ضربهم للسنابل يلتفون حول أنفسهم وتارة يتركون عصيّهم ويقومون بالتصفيق ويلتفون حول الكومة وحول أنفسهم حتى يتم فك الحب من سنابله، وعند الانتهاء تعمل كومة أخرى بينما تقوم النسوة بتنظيف الحب ووضعه في أكياس معدّة لذلك، وأثناء درس الحب تغنى الأغنية المناسبة لتلك العملية، لقد كانت أيام جميلة لاتنسى ، بساطة، محبة بين الناس والشعب الطيب وذلك هو شعب البحرين قديماً ، من عاش تلك الفترة كان محظوظاً.هذه المعلومة منقولة من كتاب (أغاني البحرين الشعبية) للكاتب عيسى محمد المالكي.صالح بن علي