سان بطرسبرج - (رويترز): قرر قادة مجموعة «بريكس»-التي تضم إلى جانب روسيا البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا -إنشاء صندوق للاحتياطي النقدي بقيمة 100 مليار دولار لمواجهة الصدمات المالية.وتأتي الخطوة الطموحة لمواجهة ضربة للدول النامية ذوات الاقتصادات الكبيرة حيث يتوقع أن تقلص قريبا الولايات المتحدة برامج لحفز الاقتصادات الناشئة وسحب استثمارات منها، موضحين أن تفاصيل المشروع مازالت قيد الدراسة.وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال اجتماعات مجموعة الـ20 في سان بطسبرغ، إن المبادرة ستظهر إلى النور قريباً، مضيفاً أن قيمة صندوق الاحتياطي النقدي سيصل إلى نحو 100 مليار دولار.وقال رئيس الاحتياطي المركزي الفيدرالي «البنك المركزي الأمريكي»، بن بيرنانكي في مايو الماضي إن بلاده تعتزم تقليص برنامج ضخم لشراء السندات هذا العام.وكان البرنامج الاقتصادي الأمريكي قد اطلق بهدف زيادة السيولة في الأسواق عقب الأزمة المالية العالمية وتم توجيه جزء من الأموال السائلة لمشروعات في الدول الناشئة اقتصادياً وهو ما أسهم في رفع أسعار الأصول بها. لكن تصريحات بيرنانكي صاحبتها عمليات انسحاب جماعية للمستثمرين من المشروعات في تلك الدول وشراء دولارات أمريكية توقعاً منهم بأن يرتفع سعره في الأسواق بناء على تلك الخطوة وهو ما أثر سلباً على البورصات وأسعار العملات في تلك الدول.ومنذ مايو الماضي، انخفضت الروبية الهندية أمام الدولار بنسبة 24%. كما هبط الراند الجنوب افريقي بنسبة 17% والريال البرازيلي بنسبــــة 15% كما هبط الروبل الروســي بنسبـــة 8%. من جانب آخر، قالت مجموعة العشرين، إن الاقتصاد العالمي يتحسن لكن من السابق لأوانه إعلان انتهاء الأزمة في الوقت الذي تواجـــه فيـــه الاقتصـــادات الناشئــة تقلبـات متزايدة.واعتـــرف زعمـــاء المجموعـــة-التـــي تضـــم الاقتصادات المتقدمة والناشئة الرئيسية وتشكــل 90% من اقتصاد العالم وتضم ثلثي سكانه-بالمشكلات التي تواجهها بعض الدول الناشئة، لكنها قالت إن ضبط أوضاع تلك الدول يعود إليها بالدرجة الأولى.وسعت مجموعة العشرين لإيجاد أرضية مشتركة حول الاضطرابات التي سببها احتمال قيام الولايات المتحدة بتقليص برنامجها للتحفيز النقدي قريباً وهو ما سيخفض تدفقات الدولارات في الاقتصاد العالمي.وتشهد مجموعة العشرين التي قادت جهود التصدي للأزمة الاقتصادية في 2009 تعافياً متسارعاً حالياً مع تقدم الاقتصاد الأمريكي في حين يتحسن أداء اقتصاد أوروبا بينما تواجه الاقتصادات النامية انتكاسة جراء التقليص الوشيك للتحفيز النقدي.