كتب - حذيفة إبراهيم:«لن تعود فاطمة إلى المدرسة» هذا ما قاله الأب المكلوم لفتاة في الـ12 من عمرها خلال تشييع صديقة العمر التي لاقت بارئها أمس إثر «خطأ طبي» تعرضت له في مشفى السلمانية مؤخراً، بحسب مصادر لـ«الوطن».الدموع وألم الفقد لم يكن كل شيء في تشييع الطفلة ذات الـ12 ربيعاً، إذ إن المطالبات بمحاسبة المخطئين، حال ثبوت وقوع الخطأ الطبي، كان أكثر من مجرد حديث بين جموع المشيعين الذين اتجهوا إلى مقبرة الحنينية أمس لمواراة جثمان الطفلة الثرى بعد حوالي أسبوعين من دخولها في غيبوبة إثر عملية جراحة أجرت لها في مستشفى السلمانية.الحزن الشديد لوالد الطفلة وأقربائها كان جلياً، إذ أكدوا أنه «ليس من السهل خسارة طفلة صغيرة في السن بسبب خطأ طبي جسيم، وإهمال من قبل المختصين في السلمانية». والد الطفلة لم ينطق حين دفنها بأي كلمة كانت عيناه تودعان «فرحة العمر» ، وبعد الدفن راح يستغفر أحياناً، ثم يلوذ إلى صمت أشبه بصراخ استطاع الجميع سماعه ربما بقلوبهم فقط، قبل أن يقول «ماعدتي بحاجة لتغطيكي أمك.. هناك في الجنة يا ابنتي حيث لا شمس ولا زمهريراً».أحد أقرباء الفقيدة قال لـ«الوطن» إن «حالة أهلها سيئة للغاية، ففاطمة كانت تشكل لهم الروح المرحة في المنزل، فضلاً عن كون الموت خطفها من على مقعدها الدراسي في الصف الأول الإعدادي».وأشار إلى أن «ما جرى بحق فاطمة يعتبر جريمة بحق الأطفال والمرضى بشكل عام، سواء من خلال سوء التصرف حين وقوع المشكلة، أو السماح لغير المختصين بالـ «التدرب على المرضى» دون وجود الأطباء المشرفين عليهم. وقال إن فاطمة «أنهت تجهيزات دخولها إلى المرحلة الإعدادية سواء من الملابس أو غيرها(..) وأخوتها الأكبر منها مازالوا غير مصدقين بأنها رحلت عن الدنيا ولن تعود مرة أخرى». ودعا بعض الحضور خلال مراسم الدفن إلى ضرورة محاسبة الضالعين بالأخطاء الطبية التي كثرت في الآونة الأخيرة وذهب ضحيتها العديد سواء ممن تم نشر قصصهم على الملأ أم تم التستر عليها. ورفعوا أكفهم بالدعاء للمولى عز وجل بأن يظهر الحقيقة وأن يجازي كل مقصر بحسب عمله، مشددين على أنه ليس لذوي الفقيدة سوى الصبر، كونها أصبحت «طيراً في الجنة» بإذن الله. وأثارت قصة الطفلة «فاطمة» الشارع البحريني الذي تفاعل بشدة سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو بالاتصالات المباشرة مع ذوي الفقيدة والمسؤولين. وتناقل المواطنون التغريدات التي ظلت تدعو للفقيدة بالشفاء العاجل وذلك لحين ورود خبر وفاتها. وانتشرت عبر «تويتر» آلاف التغريدات التي طالبت بتشكيل لجان تحقيق محايدة فيما يخص الأحداث التي أدت إلى وفاة الطفلة فاطمة، خصوصاً وأنها «دخلت إلى السلمانية تسير على قدميها، وخرجت جثة». وأكدوا أن «ليس من حق أي شخص الاستهتار بأرواح المواطنين والمقيمين من المرضى لأي سبب كان، فضلاً عن أن تكرار الأخطاء الطبية مؤشر خطير حول مدى إمكانية الثقة في الخدمات الصحية المقدمة من قبل وزارة الصحة.يذكر أن الفقيدة فاطمة دخلت إلى المستشفى بتاريخ 22 من أغسطس الماضي، حيث كانت تشتكي من الآلام في أسفل البطن، والذي تم تشخيصه على أنه «تكيس في المبايض» ليتم إدخالها غرفة العمليات لاحقاً، حيث وأثناء إجراء التخدير لها من قبل طبيب متدرب، أخطأ بحسب مصادر في وضع أنبوب التخدير حيث وضعه في المريء بدلاً من القصبة الهوائية، ما أدى إلى وفاتها سريرياً نتيجة لفقدانها الأوكسجين الذي تسبب بتلف كامل في الدماغ.
جموع تشيع «فاطمة» إلى مثواها الأخير بالحنينية
09 سبتمبر 2013