يقدم مهرجان تورونتو فيلم «مانديلا، لونغ ووك تو فريدوم» (مانديلا، مسيرة طويلة إلى الحرية)، الذي يتتبع حياة المناضل الأفريقي الذي أصبح رمزاً عالمياً لمواجهة الفصل العنصري.وتحدث أعضاء الفريق العامل في الفيلم الأحد أمام الصحافيين عن المسؤولية الكبيرة التي شعروا بها أثناء عملهم على تنفيذ هذا الفيلم.وقال كاتب السيناريو وليام نيكولسون «لا أعرف أمثلة أخرى في التاريخ عن أقلية مضطهدة تمكنت من الوصول إلى السلطة من دون أن تغرق البلاد في حمام دم».وأضاف «ولأن مانديلا كان قادراً على فعل ذلك، نحن نرى فيه نموذجاً ترددت أصداؤه في كل العالم وينبغي أن تتردد أكثر».وتابع «لأجل ذلك كنا نشعر بالمسؤولية».وقال المخرج البريطاني جاستن شادويك «كان علينا أن نحرص على الحقيقة»، وقد التقى المخرج لهذه الغاية بالمقربين من مانديلا مرات عدة.وعبر شادويك عن تأثره لأن «عدداً من الذين شاركوا في الفيلم كانوا موجودين فعلاً في الخطاب الذي ألقاه مانديلا أمام الجمهور».وأمضى الممثل البريطاني الذي أدى دور مانديلا أوقاتاً طويلة في جنوب أفريقيا أثناء التحضير للفيلم. وروى أن السكان كانوا يحدقون في عينيه ويقولون له «هل تدرك قيمة المسؤولية الملقاة على عاتقك؟».يمتد الفيلم على ساعتين ونصف الساعة، وهو يستند إلى كتاب «طريق طويل إلى الحرية» الذي وضعه مانديلا بنفسه لدى خروجه من السجن في فبراير من العام 1990 بعد 27 عاماً أمضاها في السجن.وروى المنتج أنانت سينغ، الذي حاز حقوق الكتاب، المسار الطويل الذي سلكه الفيلم.وقال «قبل 25 عاماً، كتبت إلى مانديلا عندما كان لا يزال في السجن، وأخبرته عن مشروع الفيلم..فأجابني أولاً: من هو هذا الشخص الذي سيرغب في أن يشاهد فيلماً عني؟».وأضاف «ها نحن الآن بعد خمسة وعشرين عاماً على ذلك».يبدأ هذا الفيلم الطويل بسرد طفولة مانديلا في قريته التي تقطنها أثنية كزوها، ومن ثم تتسارع الأحداث حتى يصبح شاباً محامياً مدافعاً عن قضية السود، وصولاً إلى دخوله حزب المؤتمر الأفريقي في العام 1944.ومن ثم يعرض الفيلم مرحلة التظاهرات والاحتجاجات التي بدأت سلمية ثم تحولت الى تحركات عنيفة في ظل القمع الشرس والاعتقالات التي مارستها السلطات، ومنها اعتقال مانديلا نفسه وسجنه في جزيرة روبن آيلاند، ثم المفاوضات السرية مع الحكومة وصولاً إلى إطلاق سراحه وانتخابه رئيساً في العام 1994، الأمر الذي مهد الطريق أمام المصالحة الوطنية في البلاد.ويروي الفيلم أيضاً جوانب خاصة من شخصية مانديلا، منها عدم إخلاصه لزوجته الأولى. وقد أقر للمنتج مرة بالقول «أنا رجل عادي، لدي نقاط قوة ونقاط ضعف».يؤدي الممثل إدريس ألبا شخصية مانديلا بحرارة عالية، وقد تمكن فعلاً من محاكاة صوته ونبرته، بحسب كاتب السيناريو.وتؤدي ناومي هاريس دور زوجته الثانية ويني مانديلا، التي دفعت ثمناً كبيراً أيضاً في حياتها معه.ويبلغ مانديلا من العمر اليوم 95 عاماً، وهو في حالة صحية دقيقة. وهم لم ير الفيلم بكامله وإن كان اطلع على بعض مشاهده في أواخر العام الماضي.وروى المنتج أن مانديلا «ضحك حين شاهد مقاطع من الفيلم وقال +هذا أنا؟+، أي أنه وافق على اختيار إدريس ألبا».