كتب - وليد صبري:حددت رئيسة خدمات الصحة المدرسية واستشارية الطب النفسي للاطفال والناشئة د.إيمان حاجي «5 شروط يجب اتباعها لاختيار الحقيبة المدرسية المثالية، أبرزها أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن، وألا تزيد محتوياتها عن 10-15% من وزن الطفل، وان يكون لها حزامان للحمل محشوان، وسند مناسب، وقوي للظهر، حتى يتم توزيع الوزن بشكل متوازن على عضلات الظهر، وألا يزيد طول الحقيبة عن 10 سم من طول الخصر، وأن يكون السطح الذي يواجه الظهر مبطناً لضمان راحته، ولابد من عدم حمل الحقيبة لفترة طويلة على الظهر خاصة عند الانتظار لأكثر من 5 دقائق».وأضافـــت د.إيمـــان أن «الحقائــــب ذات العجلات قد تكون مفيدة لتقليل العبء على الظهر، إلا أنه يجب أن يراعى فيها تناسب طولها مع طول الطفل حتى لا يضطر للانحناء»، مشيرة إلى أنه «يجب أن يراعي الطالــب عنــد حمـــل الحقيبـــة الحيطة والحذر خاصة عند الركوب والنزول من درجات السلم، ويفضل أن تكون من النوع الذي يستطيع الطالب حملها علـــى ظهره عند الصعود أو النزول من درجات السلم».وذكرت أنه «من الإرشادات الأخرى التي يجب على أولياء الأمور مراعاتها، مراقبة محتويات الحقيبة باستمرار واستبدال ما يمكن من متعلقات إلى أوزان أقل أو أصغر أو عدم وضع متعلقات أخرى بها، كحمل ملابس الرياضة في الحقيبة، حتى لا يزيد وزنها عن الوزن المناسب»، موضحة أن «للمعلم والمعلمة دور في توجيه الطلاب نحو اختيار الكتب التي عليهم حملها مع ضرورة توفير خزائن حافظة للكتب في المدرسة».ورأت د.إيمان أن «الاستعداد للمدرسة واختيار الحقيبة المدرسية المثالية هي مسؤولية مشتركة بين المعلمين وأوليــاء الأمور»، لافتة إلى أنه «رغم ضرورة أن تكون الحقيبة محببة لذوق الطفل، لكن في الوقت ذاته، يجب أن تكـــون ذات مواصفات واشتراطات صحية حتى لا تسبب له إعاقات للعمود الفقري، وآلام قد تصاحبه طوال حياته، خاصة إذا لم يراعَ فيها طرق الحمل الصحيح». وأوضحت د.إيمان أن «الالتزام بالاشتراطات الصحية لاختيار الحقيبة وطريقة استخدامها مسؤولية جماعية، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية للحقيبة وحملها بشكل خاطىئ يجعل الظهر عرضه للانحناء ما يؤدي إلى تقوس العمود الفقري وحدوث آلام بالظهر قد تدوم مدى الحياة».وأوصت أولياء الأمور «بضرورة استشارة الطبيب المختص في حال اشتكى أبناؤهم من آلام في الظهر أو في الرقبة، نتيجة حملهم للحقيبة بشكل خاطئ».في سياق متصل، أكد عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين د.أورليـــش فيغلـــر أن «خطــورة تعرض الطفل للإصابة بشد عضلي أو آلام في الظهر أو اتخاذ جسمه وضعيات خاطئة في أسوأ الأحوال بفعل الحقيبة المدرسية لا تتوقف فقط على وزن الحقيبة، وإنما تلعب طريقة ترتيب محتوياتها وطريقة حملها على الظهر دوراً حاسماً في ذلك أيضاً».وأوصـى فيغلــر «بوضــع الكتــب الثقيلـــة بالقرب من الظهر داخل الحقيبة»، مشدداً على «ضرورة أن تستقر الحقيبـــة علـــى مستوى الكتفين، لأنه إذا كانت وضعية الحقيبة منخفضة على ظهر الطفل فسيضطر حينئذ لمواجهة هذه الوضعية الخاطئة باستخدام عضلات بطنه، بينما يضطر لمقاومة ذلك بعضلات ظهره إذا ما كانت وضعية الحقيبة عالية أكثر من اللازم، وذلك كي يحافظ على توازنه، مما يتسبب في اتخاذ جسمه وضعيات خاطئة».كما حذر من أن «يكون حزام الحقيبة قصيراً للغاية، إذ يؤدي ذلك إلى إصابة الطفل بتحدب الظهــر»، أمــا إذا كـــان الحزام طويلاً للغاية فسيؤدي ذلك حينئذ إلى إصابته بما يعرف باسم «الظهر الأجوف». وأكد فيغلر أن «من الأفضل أن يتم اختيار الحقائب ذات الحزام العريض المبطن القابل للتعديل، إذ تعمل مثل هذه النوعية من الأحزمة على توزيع وزن الحقيبة بشكل جيد عند حمل الطفل لها».وعن المؤشرات الدالة على تعرض الطفل لحمل زائد عند ارتدائه للحقيبة المدرسية، أوضح فيغلر أن «ذلك يظهر مثلاً في تغير شكل النصف العلوي من جسم الطفل، كأن يميل مثلاً إلى الأمام أو الخلف على نحو شديد»، محذراً من أن «شعور الطفل بالوخز أو التخدير في أصابعه يعد من المؤشرات الواضحة لتعرضه لتحميل شديد على الظهر بفعل الحقيبة المدرسية».وشدد على «ضرورة ألا يواجه الطفل أية صعوبات عند رفع الحقيبة بمفرده، أما إذا أُصيب الطفل بالفعل بآلام في الظهر نتيجة حمل الحقيبة المدرسية، فلابد من فحص وضعية الحقيبة ومحتواها، وربما يكون من الأفضل استبدالها بحقيبة أخرى».