يجذب حجر اليشم الذي كان رمزاً للسلطة المطلقة في الصين والذي يعتقد بأنه يتمتع بقدرات سحرية الصينيين الأثرياء، لكن أجمل المجوهرات المصنوعة منه لا تجد من يشتريها بسبب ارتفاع الأسعار المفاجئ.خلال السنوات الثماني الأخيرة، استمرت الأسعار في الارتفاع تزامناً مع زيادة اهتمام الأثرياء الصينيين بهذا الحجر الكريم والخوف من انخفاض العرض في بورما المعروفة بإنتاجها له. لكن المحللين يتوقعون أن يتحسن الوضع. ويقول التاجر لي كوونغ كي لوكالة فرانس برس في معرض المجوهرات والأحجار الكريمة في هونغ كونغ إن «الزبائن لا يمكنهم أن يقبلوا بالأسعار الحالية، ولذلك لا أحد يشتري شيئاً». ويشير التاجر المتحدر من هونغ كونغ والذي يشارك في هذا المعرض منذ عشر سنوات إلى أن دورة هذه السنة أكثر هدوءاً من سابقاتها.ويضيف لي وهو يتفحص سواراً تبلغ قيمته 194 ألف يورو «نحن مجبرون على رفع الأسعار لأنه من الصعب جداً العثور على يشم خام ذي نوعية ممتازة من بورما. إذا توقفنا عن الشراء، تذهب الأحجار الأجمل إلى المنافسين». وتقول المغنية التايوانية جودي شن «قررت أن أنتظر حتى تنخفض أسعار اليشم ذي النوعية الجيدة أو الممتازة. أعتقد أن الأسعار وصلت إلى أعلى مستوى لها حالياً». وتطال هذه الظاهرة أيضاً المتاجر الأصغر حجماً. ففي سوق اليشم الشهيرة في هونغ كونغ التي يقصدها السياح والمواطنون من الطبقة الوسطى، انخفض عدد الزبائن بشكل ملحوظ. ويقول وونغ فونغ-يين إن «الأسعار مرتفعة والسوق ضعيفة»، مضيفاً أنه رأى الكثيرين من زملائه يقفلون متاجرهم. ويرمز حجر اليشم إلى النقاوة والعمر المديد ويقال في الصين إنه يجلب الصحة ويبعد الأرواح الشريرة. وقد اصبح هذا الحجر الذي يفضله المواطنون على الذهب رمزاً للغنى بالنسبة إلى الصينيين الأثرياء. ويخشى التجار شحا في الأحجار الآتية من بورما لأن هذا البلد بدأ يفضل أن يصنع مجوهرات من اليشم ويبيعها على أن يبيع الحجر الخام.لينغ جيانهوي هو تاجر صيني شارك في مزاد علني نظم في يونيو في نايبييدو، عاصمة بورما الجديدة، لكنه غادره فارغ اليدين.ويقول «قمت بجمع مليوني دولار خصيصاً من أجل هذا المزاد، لكنني أدركت لاحقاً أن هذا المبلغ لا يكفي لشراء قطعة واحدة عالية الجودة». ويضيف أن «قطعة اليشم التي كانت تباع في السابق مقابل 100 ألف يورو تباع هذه السنة مقابل 500 ألف يورو».وحوالى 90% من أحجار اليشم الممتازة مصدرها حقول هباكانت في شمال بورما. وعادة، يتم تنظيم مزاد مرتين على الاقل في السنة. لكن في العام 2013، لم تنظم السلطات البورمية سوى مزاد كبير واحد، وكان عدد القطع المعروضة فيه أقل ب38% منه خلال مزادات ربيع العام 2012، بحسب الأرقام الرسمية. ويشرح لي ليانجو، نائب مدير وزارة الموارد في يونان الصينية، الذي يشرف على تجارة اليشم بين بورما ويونان أن البورميين «باتوا يشتغلون الحجارة ويبيعون (القطع) في الصين».ويشير يو انغدونغ، مدير قسم علم الأحجار الكريمة في جامعة كانمينغ في يونان، إلى أن «قيمة الحجر تزيد عشرين مرة عندما يتم تحويله إلى سوار أو خاتم أو عقد».