بمناسبة مرور 25 عاماً على انتفاضة الشعب الفلسطيني قدّمت فرقة القدس للتراث الشعبي الفلسطيني مغناة «شمسنا لن تغيب» مساء أمس الأول على مسرح كلية تراسنطة وسط العاصمة الأردنية عمان الذي تجمل بخريطة تجسد وحدة ضفتي نهر الأردن، وفقاً لموقع قناة «الجزيرة».واشتملت المغناة على 12 لوحة غنائية وراقصة مستقاة من الموروث الشعبي تعبر عن صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضاته المتواصلة وتضحياته ضد الاحتلال وتركز على القدس التي تعاني القهر والاستيطان ومحاولات التهويد. ومن أبرز اللوحات الغنائية لوحة الشهيد وزفة العريس ودبكات تراثية معروفة.وتحكي المغناة التي كتبها الشاعر علي البتيري ولحنها الفنان عبد الحليم أبو حلتم وأخرجها الفنان بكر قباني على مدى ساعة تقريبا قصة شعب كتبت بدماء الشهداء وسطرت أحرفها سواعد رجال فلسطين وطرزت خيوطها بطولات أيدي نسائه.وتروي فرقة القدس -التي تضم 27 شاباً وشابة تزينوا بالزي الفلكلوري المطرز بألوانه الزاهية- للقدس وقراها حكاية القدس وفلسطين بأغانيها الشعبية وأهازيج ودبكات الأجداد، وجاءت الأغاني باللهجة الفلسطينية المحكية باستثناء أغنية الخاتمة التي جاءت على شكل نشيد وطني يحمل اسم المغناة نقتطف منه:شمسنا لن تغيب يا عدو الصباحوالخلاص القريب وجهه الحر لاحقدسنا لن تكون ملعبا للطغاةجرحنا لن يهون رغم أنف الطغاةولم يكن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش غائباً عن الغنائية بل حضرت قصائده «خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا.. احملوا أسماءكم وانصرفوا.. خذوا ما شئتم من زرقة البحر.. نحن نعرف كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء».وقال الشاعر البتيري إن العنوان مستوحى من مؤلف للدكتور صبحي غوشه بعنوان «الحياة الاجتماعية في القدس في القرن العشرين» تناول فيه تاريخ القضية الفلسطينية مركزاً على مدينة القدس وتراثها والقرى المحيطة. وأضاف أنه من خلال قراءاته لتاريخ القضية الفلسطينية انحنى احتراماً للتاريخ النضالي الذي لم يتراجع أو يخضع للاحتلال رغم كل الاضطهاد والاستلاب والمعاناة التي تنهك حتى الصخر.وقال إنه رأى التعبير عن المحطات النضالية بلوحات غنائية إذ إن الوجدان الشعبي له دور كبير في مواجهة الظلم والاحتلال، وهناك الكثير من الأغاني والتعبيرات الشعبية الغنية بالمواجهة والتحدي.واوضح البتيري أن مهمة الشاعر أو الفنان لا تقتصر على إحياء التراث الشعبي فقط وإنما عليه أن يطوره ويضيف عليه فنياً من أجل إغنائه وإثرائه، معتبراً الأغاني الشعبية خير معبر ومحرض على تحرير الإنسان وتحرير الأرض.وأكد البتيري التزامه بالقصيدة التي تحمل الهم الوطني والقومي والإنساني انطلاقاً من قناعته بأن للكلمة رسالة ودوراً في خدمة قضية فلسطين وقد كتب في هذا الإطار أكثر من أوبريت وطني غنائي منها «رايات عربية» و»وطن وأبناء» و»مرج العرايس».وعقب العرض قالت الكاتبة نهلة الجمزاوي إن المغناة تقوم على استنهاض الموروث كأداة نضالية في مرحلة تشهد واقعاً سياسياً «سريالياً»، واعتبرت سرقة الموروث الفلسطيني على وجه الخصوص من أخطر الأسلحة التي تهدد القضية الفلسطينية.ووصفت الجمزاوي فرقة القدس بأنها إشراقة في زمن الفن المتردي وأداة من أدوات الدفاع عن القضية الفلسطينية، وقالت إن المغناة أظهرت لوحات فنية من التراث الشعبي الجميل وتوقفت عند محطات تاريخية وأضاءت مجدداً بعض القضايا الحياتية المليئة بالفن والجمال في حياة الشعب الفلسطيني.أما الفنانة إيناس رزق فقالت إن نضالنا المتواصل لتحرير وطننا وأرضنا وتاريخنا وآمالنا لن تغيب لإيماننا العميق بحقوقنا ووصفت التراث كالبندقية في وجه المحتل الذي يجهد لسرقة أزيائنا وطعامنا لكنه فشل.