نجم عبد الكريم في كتابه (أدباء من العالم-غرائب مأساوية سير وحكايات) يقدم قراءة ممتعة تتسم بأسلوب قصصي مؤثر فتشعر وانت تطالع المادة التاريخية عنده بأنك تقرأ قصصاً موحية جذابة. إلا أن هناك ما قد يؤخذ على الدكتور نجم عبد الكريم وهو أنه يقدم المادة وكأنها من مشاهداته أو ذكرياته أي أنه لا يشير الإنادراً جداً إلى المصادر التي يستقي منها مواده. وقد يقال إن المؤلف نفسه تنبه إلى شيء من ذلك فقال في مقدمة كتابه «إن الوقوف على أحداث استثنائية من تجارب أدباء استثنائيين لا يعد تأريخاً لحياتهم.. وهو محاولة استكشاف السر الذي كان يكمن وراء انطلاقتهم نحو الخلود الذي سجلهم كمبدعين. «وهي ليست دراسة تحليلية أو نقدية لمنجزاتهم إنما هي الوقوف على مواقف محددة مهدت إلى إبراز تلك الظروف التي حددت مكانة كل واحد منهم في عالم الإبداع. وقد يدهش القارىء عندما يقف على ما لايصدقه عقل في تصرفات هؤلاء العظماء وتباين سلوكياتهم الغريبة أحياناً والمأساوية أحياناً أخرى...»هذا الكلام على صحته لا يعتبر تبريراً كاملاً لأسلوب المؤلف.تقرأ المادة عنده فتظهر كأنها من معلوماته الخاصة دون أن يكون هناك مراجع تظهر من أين أخذ معلوماته التاريخية ونظرياته النقدية. وقد تؤخذ على نجم عبد الكريم في جهوده الكبيرة والممتعة بعض الإشارات التي قد لا تعتبر دقيقة تماماً. يقول مثلاً إن تشارلز ديكنز»صاح من خلال أعماله الفريدة ’الفن للحياة’ وكان في ذلك رده الحاسم على غلاة الرومانسية الذين سبقوه والذين رفعوا شعاراً يكتنفه الضباب كثيراً الضوضاء هو’الفن للفن’...»وعلى رغم واقعية أعمال ديكنز فالقول إن الرومانسيين قالوا بالفن للفن ليس دقيقاً فالشعار هذا يعود إلى جماعة البرناسيين الذين وصفوا بأنهم جماعة الفن للفن. ثم إنه أحياناً يترك القارىء أن يواجه غموضاً دون أي سعي منه لتفسيره أو القول على الاقل ان هذه هي الحال ولا تفسير لها كما فيحالة انتحار ارنست همنجواي. جاء الكتاب في 394 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار (رياض الريس للكتب والنشر) في بيروت. نجم عبد الكريم درس الإعلام في الولايات المتحدة إلا أن الدار لم تشر إلى جنسيته.