كتبت - إيمان الخاجة:عشق الفن وابتكار الجديد وتحويل الخامات التي يمتلكها والموجودة في المنزل وفي كل مكان إلى دمى متحركة مبتكرة، وبدأ رمضان يوسف (30 عاماً) صقل نفسه وهوايتــه في التجارة وصناعة الدمى منــذ 4 سنوات، ومنها الأمور الخاصة بالإنتاج في المسرحيات وتصنيع الديكور المتحرك والمتغير الخاص بالمسرحيات والتجهيزات وآليات الديكور البسيط الغريب.اكتسب رمضان من عمله في ديكور المسارح أفكار كثيرة، وكان لاطلاعه وسعيه لاكتشاف الجديد والقراءة والاطلاع دور كبير في اكتشاف نفسه في صناعة الدمى، وحضر لدورة خاصة بصناعة الدمى في إحدى الدول الخليجية واكتسب الكثير من المهارات عبر المدرب، وفي هذه الدورة اكتشف أن الدمى التي يصنعها تختلف عن الباقي حيث تحتوي على أفكار جديدة ومميزة، فتعلم الخطوط الرئيسة وواصل طريقه في هذا المجال.وسافر به عشقه لتعلم وصقل نفسه في صناعة الدمى إلى السفـــر لحضـــور أكبـــر مهرجان للدمى في فرنسا ليجد الكثير من الأمور التي تضيف إلى خبرته ومعرفته، ويقول: أقوم بصناعة الدمى التي تتحرك في عيونها أو فمها أو أيديها، واستخدم خامات متنوعة لا تقتصر على القماش، بل استخدم القماش وأعيد صناعة الخامات الموجودة في المنزل من كارتون وعلب بلاستيكية وغيرها من الأمور القابلة للتدوير.ويشير رمضان إلى وجود فرق بين الدمى والعرائس، فالعروسة هي اللعبة العادية للأطفال، والدمية هي التي تتحرك وتستخدم فــي مجــال المســـرح، وممكـــن أن نحـــول العروسة إلى دمية لا العكس، كما يوضح إلى أن معظم الموجودين في هذا المجال هن من النساء اللواتي يصنعن العرائس، ولديهن خبرة قليلة في الدمى إذ يفتقرن إلى الديناميكية التي يعرفها الرجل بحكم طبيعته الذكورية وميوله في الديناميكا، إذ ساعدته خبرته في معرفة كيف تتحرك السيارة والدراجة والديناميكية الخاصة في تسخيرها في الدمى.حول عشقه للدمى والديكورات وهوايتــه إلى مشروع خاص فيه يمارس عمله الذي يحبه باحترافية وقدرة على الإنتاج، وعوضاً لأن ينتظر مكان يحتضنه، أسس مشروعه ليحتضن نفسه بنفسه، ويقول: لدي الآن مؤسسة خاصة لتنظيم الحفلات والمهرجانات إلى جانب مسرح الفراشة الخاص بالأطفال، ولأن ثقافة مسرح الدمى غير موجودة لدينا بشكلها المتطور ومازال المجتمع يريد الأفكار التقليدية للحفلات والمسرحيات، فأسعى إلى إرضاء ذوق الجمهور وتغذية المجتمع بالأمور الجديدة بمسرحيات لابد تكون هادفة للطفل ومفيدة، ولدينا 3 مسرحيات وعرض واحد، وهناك دمى تخرج بشكل غنائي وحيوانات في مسرح الصندوق وهو التقليدي، وآخر مشاركة لنا كانت في مهرجان مسرح الطفل في الكويت وكانت العروض الكويتية مسجلة، كما نقوم بتلبية طلبات المؤسسات والجهات. وفي مؤسسته يترك كتابة النص والإخراج لأصحاب الخبرة، يقول: اختلاف الألوان يعطي للعمل ميزة، فأحمل الثقل الأكبر، وأترك كل جزء لأصحاب الخبرة، فكتابة النص والإخراج للأخ أحمد جاسم وصناعة الدمى لدي مع تجهيزات المسرح والإضاءة، وللتمثيل لدينا فريق للكثير من الأمور. ويوضح رمضان أن الدمى عالم كبير ومختلف ومتجدد دائما، ويصفه بعالم لا نهاية له، ففي كل مرة يتعلم الجديد ويأخذ الفائدة والأساسيات وكيف تتحرك الدمية ويغير حسب الحاجة، ويقول: هناك دمى صغيرة ودمى عملاقة ودمى لكبار السن ودمى القفاز ودمى الجوارب، وهناك مسرح الطاولة ومسرح المائدة ومسرح الظلام، والمسرح الآن تطور في الدول الغربية، فيظهر الشخص الذي يحرك الدمية ويلبس لباس اسود لأنه لون حيادي والألوان في المسرح لها معنى، والممثل يحرك الدمية ويتفاعل في وجهه.ورغم أنه لم يصل إلى الاحترافية، إلا أنه راضٍ عن نفسه، يقول: أشكر جهود كل من وثق فيي وساندني، مازالت أبحث عن الجديد وأتعلم واطلع لكل ما يفيدني في هذا المجال، وأرغب في تعليم هذه الحرفة وصناعة الدمى من أي خامة موجودة لدينا لأي شخص يرغب في ذلك، وسأعمل في الفترة المقبلة لصناعة دمية عملاقة خاصة بكرنفالات الشوارع والتي تكون من مواد معاد تدويرها للمحافظة على البيئة.