كتبت زهراء حبيب وعبدالله إلهامي:فجع أهالي داركليب والبحرين أمس بخبر وفاة الطفل راشد الزهيرة (5 أعوام) في حافلة باص المدرسة اختناقاً بعد نسيانه في الباص من ساعات الصباح حتى 12 ظهراً، وتتكرر هذه الحادثة مرة أخرى بعد حادثة الطفل جعفر العبار (4 أعوام) والتي وقعت بنفس الشهر قبل 5 سنوات. صعد حافلة المدرسة كعادته اليومية وهو يرتدي الزي الرسمي لمدرسته «الروابي» وبرفقته شقيقه التوأم في الشكل والعمر، وفي الطريق من منزله إلى داركليب غفا الطفل راشد فاضل الزهيرة وهو يجهل مصيره، مؤمناً بأن المشرفة المرافقة للطلبة سوف توقظه عند وصولهم للمدرسة. وقالت وزارة الداخلية، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، إن غرفة العمليات تلقت بلاغاً بوفاة طفل 5 سنوات أثناء وجوده بحافلة مدرسية بالمحافظة الشمالية، مشيرة إلى أن الأجهزة المختصة تباشر إجراءاتها لكشف ملابسات الواقعة. غفا الطفل راشد ونزل شقيقه التوأم، وبقية الأطفال من الحافلة متوجهين لصفوفهم الدراسية كما جرت العادة، والمشرفة المرافقة نزلت معهم دون أن تتكبد عناء اتباع الإجراءات المعتادة والملزمة بالتأكد من خلو الباص من الطلبة، والتحقق من نزول الجميع من الحافلة، تاركين وراءهم الطفل راشد يعاني حرارة الطقس، وبعد اكتشاف الأمر في الساعة 12 ظهراً ونقل الطفل للمستشفى الدولي كان الطفل سلم روحه إلى خالقه بسبب تعرضه للاختناق. وبحسب رواية ولية أمر طالبة هرعت للمدرسة عندما علمت بالحادثة للتأكد من سلامة ابنتها بعد مرورها بساعات من الهلع والرعب، التي توجهت على الفور لإدارة المدرسة لمعاتبتهم على إهمالهم في التواصل مع ذوي الأطفال، ونسيان الطفل في الباص، فبررت لها المسؤولة بأن المرافقة للحافلة مازالت جديدة في العمل، وتجهل تلك الإجراءات، وأن الإدارة في حالة يرثى لها منذ اكتشاف الحادثة. وبررت المسؤولة لولية الأمر بأن المدرسة تتواصل مع أولياء الأمور وعن سبب تغيبهم عن المدرسة بعد نهاية الدوام وليس مع بدايته، وبررت عدم تأكد المشرفة بعد نزول الطلبة من الحافلة من الطالب راشد، بأن المشرفة سألت الشقيق التوأم للطفل المتوفى عن شقيقه فأخبرها ببراءة بأنه نائم فهي ظنته نائماً في المنزل. وعلمت «الوطن» من مصدر موثوق بأن وزارة التربية والتعليم تلزم إدارة مؤسسات التعليم الخاص وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها، بتوفير مشرف أو مشرفة في حافلة الباص المخصصة لنقل الطلاب من المنزل إلى المدرسة والعكس، وأنهما ملزمان بالتحقق من نزول جميع الطلبة من الحافلة من خلال التدقيق الشخصي، ومراجعة القوائم، وهو الإجراء الذي أهملته مدرسة الروابي. مع العلم بأن مدرسة الروابي تستلم من أولياء الأمور رسوماً دراسية تفوق الألف دينار سنوياً، ناهيك عن أنها تستلم رسوم المواصلات 150 ديناراً للطفل لكل فصل دراسي. وأوضح قريب الطفل علي محمد في تصريح لـ»الوطن» أن الطفل نقل إلى مستشفى البحرين الدولي إلا أنه كان قد غادر الحياة، عازياً ذلك إلى إهمال سائق الباص والمسؤولة عنه. ولفت إلى أن التوأمين وحيدا والديهما، ما ضاعف من هول صدمتهما، إذ لم يستوعب الأب الموقف ولم يستطع أن يلتقط أنفاسه فوضع على أجهزة التنفس الصناعي بعد أن أصيب بحالة هستيرية. وصرح مستشفى البحرين الدولي لـ»الوطن» بأن الطفل وصل في حوالي 12:30 ظهراً وأُعلنت وفاته في الواحدة وخمس دقائق بعد أن تأكد من وصوله ميتاً.وأضاف قريب الطفل أن الأطباء أكدوا وصوله مختنقاً ومتشنجاً ولون جسده أزرق حتى إنهم لم يستطيعوا إغماض عينيه إلا بلاصق، ما يفسر مرور فترة طويلة على وفاته.وأشار علي إلى أن راشد لم يكن يعاني من أي أمراض، بل إن أخيه هو الذي يعاني من ضيق بالتنفس، مضيفاً أن إحدى الممرضات أبلغته بأن مثل تلك الحالة حدثت قبل سنوات، إذ توفي طفل آخر، بواقعة مماثلة. وحضرت حشود كبيرة لتشييع راشد إلى المقبرة وتقديم واجب العزاء لذويه.في سبتمبر من عام 2008 تسبب إهمال مشرفة وسائق حافلة في إحدى رياض الأطفال، بنسيان الطفل جعفر عيسى مهدي العبار (4 سنوات) في حافلة الروضة، لمدة 4 ساعات لتطبخ حرارة الشمس أعضاءه الداخلية ويدخل المستشفى وبعد يومين توفي. وهزت قضية الطفل جعفر وقتها الرأي العام البحريني، لما عاناه الطفل طول 4 ساعات عندما غفا بالباص في طريق عودته إلى المنزل من الروضة في منطقة جدحفص إلى المنامة، ليصحو بعدها وحيداً في الباص المغلق من كل الجهات، وبقي فيه حتى الساعة 12 ظهراً وهو في حالة هلع وبكاء حتى أغمي عليه من شدة حرارة الطقس. وفي الساعة 12 عاد السائق البحريني الجنسية ليفاجأ بالطفل مغمى عليه، فعلى الفور توجه إلى المركز الصحي في البلاد القديم، وتم استدعاء الإسعاف ونقل إلى مستشفى السلمانية. وبقي الطفل في المستشفى لمدة يومين يصارع الموت، وهو ينزف من كل أجزاء جسمه، وأعضائه الداخلية غلتها حراره الشمس، فكل عضو من أعضائه الحيوية وصلت لدرجة الغليان.وغفا الطفل في الحافلة ولم تلاحظ المشرفة المرافقة، ولا السائق لوجوده نائماً في الداخل، وأغلقا الباب والنوافذ بعد نزول الطلبة دون التأكد من نزول الجميع، وتركوه وحيداً يغلي من حرارة الشمس، حتى فارق الحياة في المستشفى. وفي ذلك الوقت وجه وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي بتشكيل لجنة للتحقيق لتحديد المسؤولية الروضة عن الإهمال، وخلصت اللجنة إلى تحديد المسؤولين، وتمت إحالة المشرفة إلى النيابة والسائق، لكن والد الأب تنازل حينها عن حقه لرضائه بالقضاء والقدر.