كتبت - نوره بو صالح:الطقس وغلاء الأسعار، وقلة البرامج الترفيهية الجاذبة للمواطن والمقيم، وعدم الاهتمام بالشواطىء والمناطق السياحية في مملكة البحرين، أسباب رئيسة في تغيير الشباب وجهتهم للسياحة والاصطياف في الخارج، إذ أصبحت السياحة الخارجية أكثر رواجاً في أيامنا الحالية بسبب البرامج السياحية، إضافة إلى انكفاء المسؤولين عن هذا القطاع بالترويج كما الدول الأخرى عن معالم البحرين سعياً لجذب السياح الخارجين للسفر إليهم، في حين تعمل الدول في الخارج، على استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في الترويج عن مناطق بلادهم السياحية، لجذب الزائرين إليها.. في السطور التالية نعرض آراء الشباب البحريني حول تفضيله السياحة الخارجية على الوطنية، وما هي الأسباب التي جعلته يغير وجهته للخارج.يقول الشاب أحمد جاسم أحمد، إن: «السياحة داخل البحرين محدودة، إذ تقتصر على بعض المناطق دون الأخرى، وأغلب هذه المناطق لا نقوم بزيارتها إلا في بعض المناسبات الخاصة إذ إنها تفتقر لبعض الفعاليات التي تشجع على إنعاش السياحة الداخلية»، مضيفاً» أن السياحة الخارجية، تتميز بعدة سمات جاذبة منها السياحة الطبيعية»، ويوضح» من خلال زيارات سابقة لمناطق متعددة من العالم، فإن البرامج والأسعار المعقولة أكبر عامل جذب للسائح، بينها شرم الشيخ، التي توفر برامج غطس، لرؤية القرش واكتشاف الشعب المرجانية والطبيعة البحرية. و في مناطق أخرى فقط عند الجلوس فيها ومشاهدة مناظرها الطبيعية تشعر بالراحة النفسية، والأهم من ذلك أسعار هذه المناطق السياحية فأغلبها تكون في حدود مقدرة الشخص على إنفاقها».ويــرى سيف العميري، أن هنالك أسباباً تدفعنــا إلى السياحة الخارجية، بدلاً من السياحة، داخل البحرين، أهمها قلة المنتزهات الشبابية وعدم تخصيص أماكن خاصه للشباب تتوافر فيها كل سبل الاستمتاع، التي تساهم من خلالها على جذب الشباب إلى السياحة الداخلية، إذ إن الشباب يتجه غالباً للمجمعات التجارية والبحر صيفاً، وإلى الصخير في الشتاء، مضيفاً أن الأماكن محدودة و مقتصرة على فئة معينة دون الأخرى. وبالنسبة للسياحة الخارجية فإنها متنوعة المجالات، وتتسم برخص أسعارها في بعض الدول، وتمتاز بالطبيعة الخلابة، والطقس الحسن، بسبب موقعهم الجغرافي، الذي ساهم على ذلك. الشابة فاطمة فيصل كمال تشاركنا برأيها قائلة: «لا أعتقد أن للسياحة الداخلية شعبية تدفعنا إلى القيام بها بسبب كثرة الازدحام في بعض الأماكن المراد الذهاب إليها، أيضاً أسعار بعض المناطق السياحية تفوق المعدل، الذي يستطيع الشخص العادي تحمل تكلفتها. والأهم من ذلك طقس البحرين، يلعب دوراً مهما في السياحة الداخلية.وأضافت أن «السياحة الخارجية تمكن الزائر، من اكتساب ثقافات جديدة، من خلال التعرف على بعض عادات وتقاليد الدول، إضافة إلى التعرف على تاريخها وشعبها ومشاهدة بعضاً من معالمها التراثية والعمرانية. فبعض الدول توفر للسائح فعاليات يتعرف من خلالها على مناطقهم السياحية، التي تنمي من خلالها حب العودة إليها. فمثلًا في شانغريلا يتم توفير برنامج متكامل للغطس والغوص في أعماق البحار، وأيضاً ركوب المناطيد في بعض الدول. فيما تفتقر البحرين إلى ذلك، خصوصاً لجهة المعلومات الكافية عن أسماء ومناطق التي تساهم في إرشاد الزائر أو المقيم إليها».وفي السياق نفسه تقول هاجر عبدالخالق: «نندفع إلى السياحة الخارجية لسبب أساس، يتمثل في التغيير. فحياتنا اليومية أصبحت روتينية إلى أقصى حد، والمناطق السياحية في البحرين لا تتواجد بها فعاليات أو أنشطــة تحفزنا للذهاب إليها، والتعرف على معالمها. وأيضاً طقس البحرين، يحدنا من الخروج والذهاب إلى تلك المناطق. ففي الخارج يمكننا الاستمتاع بكل شيء سواء المناطق الترفيهية أو التجارية أو المناطق الطبيعية وغيرها. فمثلاً في دولة الإمارات القرية العالمية والمدينة التراثية، والمهرجانات السنوية التي تساهم في السياحة الداخلية والخارجية و«دراغون» أو «سوق التنين»، كلها مناطق جاذبة للسائح».أما لطيفة خميس الجبن، فتشخص الوضع بقولها: «تقتصر السياحة بالداخل على بعض المناطق ذات الإقبال الأجنبي، فنحن نذهب إليها في المناسبات الخاصة، وأحياناً لا نذهب إليها أبداً بسبب عدم توفير برنامج متكامل يساعد في تنشيط مثل هذه الأماكن، لذلك نلجأ إلى السياحة الخارجية لتنوع برامجهم وأنشطتهم حيث إنه أحياناً يتواجد في المكان الواحد عدة أنشطه وفعاليات، وأيضاً الشكل العام للمشروع السياحي له السبب الرئيس في جذب السواح من داخل وخارج البلاد. فمثــلاً sky Dubai على أنه مشروع مصغر لمدينة ثلجيـــة داخل مجمع تجاري إلى أنه يجذب العديد من السياح والزائرين من داخل وخارج الإمارات لتنوع أنشطته. وعن مميزات السياحة الخارجية يقول خالد عبدالله: «السياحة الخارجية بشكل عام لها مميزات كثيرة، خصوصاً عندما تكون فترة السفر طويلة نوعاً ما، مما يسنح على الفرد التعرف أكثر على البلد وثقافاته وعاداتــه واكتشاف أمور وأشياء جديدة تجعل السفر الخارجي ممتعاً. لكن عندما نفكر في السياحة الداخلية نرى أن هنالك بعض المرافق السياحية الممتازة، تفتقر وبشدة للبرامج السياحية الجاذبة. فوجود المرفق السياحـــي يوجب وجود برنامج سياحي يجعل المرفق والسياحة أكثر متعة. وباعتقادي أنه يجب أن يتم بناء و تطوير بعض المرافق التي تحتاج إلى ذلك لكي نجعل السياحة في فصل الصيف أكثر متعة و تقبلاً لدى الجميع. إضافة إلى السياحة الخارجية أنه بعض الدول تقوم بتوفير مرافق سياحية وبرامج متكاملة شاملة لجميع أفراد العائلة دون استثناء. ناهيك عن الأسعار المخفضة للفنادق و البرامج التي تستهدف السياح».ويلحظ علي عادل عبدالله، تطور السياحة في البحرين ويقول: «نلاحظ في الأعوام الأخيرة، تطور السياحة بشكل ملحوظ في جميع دول العالم، إذ تعمل الدول، بشكل حثيث على تطوير قطاع السياحة لديها، وتنشيط تجارتها وتنمية اقتصادها عن طريق جذب السياح، إلى بلادها لنقل وإنفاق أموالهم فيها وهي سياسة تتبعها أغلب الدول المعروفة. وأغلب السياح والمسافرين هم من فئة الشباب، الذين يودون قضاء أوقات راحة وفترات استجمام ورفاهية لنسيان ضغوط العمل والدراسة وغيرها». من مجمل ما تقدم وبالنظر إلى إمكانية مملكتنا السياحية واعتلائها المراكز المتقدمة في هذا القطاع إلا أن الواقع يشهد سفر الشباب للخارج من أجل السياحة إذ إن الأسباب تعود لعدة أمور مثل: اختلاف العملة.. فالعملة الخليجية تعد من أعلى العملات أسعاراً على مستوى العالم فعند تحويلها إلى عملات أجنبية نجد بأنها تساوي الكثير ما يزيد من نسبة الترفيه للشاب والسكن بأرقى الفنادق لديهم واقتناء أفضل المنتوجات وغيرها، في حين يختلف الأمر لو أراد المواطن السياحة الداخلية، فإنه لن يستطيع تحمل تكلفة الاستمتاع والترفيه لمـدة يــوم واحــد بسبـــب ارتفـــاع الأسعـــار فـــي مملكتنا وضعف الإمكانيات مقارنة بالخارج.