كتبت - أمل بوحمود:أجمع برلمانيون على أن مسيـــرة الوفاق الأخيرة في شارع البديــع لــم تختلــف عــن سابقتها من حيث فشل الحشد، وأنها كانت «المسمـار الأخيـــر فـــي نعـــش ادعــاءات الوفاق تمثيلها شعـــب البحريـن»، موضحين أن «أعــداد المشاركين كانت حوالي 12 ألفاً أي تمثل 2% من شعب البحرين وهي نسبة التمثيل الأكبر التي قد تحصل عليها الوفاق من الشعب».وأكـــدوا أن «الوفــــاق خســــرت شعبيتها أمام جمهورها الذي أصبــح أكثر وعياً بالمنهج الــذي يدعــو إلى الكراهية والعنــف»، مؤكديـن أن «تطبيــق القانـــون بات أمراً ملحاً لمحاسبة رمــوز الجمعيـة وعلى رأسهــم عيســـى قاســم وعلي سلمان ومنظمــو مسيرات التخريب والعنف».وقال عضو مجلس الشورى د. الشيخ خالد آل خليفة إن أكذوبــة الأغلبية التي تحدثت عنها الوفاق تم كشفها وبالنسبة المئويـــة، مشيرًا إلى أنها لم تستطع إثبات نظرية الأغلبية أو حتى أنها تمثل شريحة واسعة. وأضـــاف أن الوفــاق التي طالمــا نادت أنها تمثل الشعب البحريني قـــد خسرت الكثير من خـــلال التمسك بهذا النهج، وأصبح من الواضح أن نسبة المشاركين في تظاهراتها لا تتجاوز الـ 2% من الشعب البحريني، متسائلًا «هل من يمثل الشعب البحريني هـــي تلك النسبة فقط؟».وأشـار إلى أن سياسيـــة الوفـــاق تقوم على إقصاء الآخر، واتباع دكتاتوريـــــة الولــــي الفقيــــه، والاستقواء بالخارج سواءً إيران أو غيرها».وتابع الشيخ خالد آل خليفــة أن «المسيرات التي نظمتها الوفاق مؤخراً، دليل قاطع على فشل دعوات التحشيد التي مارستهــــا لجماهير تدعى تبعيتها لها»، مشيــراً إلى ان «هذا العدد هـــو الأعظم الذي تستطيع تجمعه الوفاق إذ إن المسيرة كانت حاصلة على ترخيص من الجهات الأمنيــة ولا يحـــول شـــيء دون مشاركة أي شخص يؤيد نهج الوفاق فيها».وأضـــاف أن «المسيـــرة الأخيـرة شارك فيها العديد من الملثمين وممن يمارسون العنف والإرهـاب بشكل يومي، حيث وبعد أن سلم «الملثم» علم الجماعة الإرهابية للقيـــادي فـــي الوفـــاق خليـل المروزق، لا يمكن لها أن تنكر أن تلك الجماعات هي تابعة لها. وقـال الشيـــخ خالـــد آل خليفـــة «الغريب أن الوفاق وعلى الرغم مـــن تلاشي شعبيتها وانشقــاق الغالبية العظمـــى عنهـــا، فـــإن بعض الجمعيات التي تدعي أنها ليبرالية تدعم الوفاق، والسؤال الذي نطرحه، إذا كانت الوفاق قد خسرت شعبيتها أمام جمهورها، فلمــاذا تستمر هذه الجمعيـــات بالتبعية لها بسبب سياستها من الخارج». وأكد أن خسارة الوفاق في تحشيد الشارع بدأت بعد أن انكشفت كافـــة أوراقها، وعرف التابعـــون لها أنه ستودي بهم إلى الهلاك، حيث فشلت سابقًا دعوات ما يسمى بـ «تمرد 14 اغسطس» و ما تبعها من مسيرات فشلت جميعها وبشكل واضح وصريح.من جانبـــه قـــال النائـــب الأول لرئيس مجلــس النـــواب عبدالله الدوسري «دائماً ما تنتهج الوفاق أسلوب العبثية في محاولة فرض سيطرتها بالقوة على الحراك السياسي الموجود بالبحرين. وأضـــاف الدوســري: «نستطيـــع القــول إن الوفــاق هــي أســاس المشكلـــة السياسيـــة القائمــة بالبلاد في الوقت الراهن، ومن المفتـرض أن تتدخـــل الجهـــات المختصة والجمعيات السياسية الأخرى بإيقاف جمعية الوفاق عند حدها وتطبيق القانون المناسب عليها إن كانت تعرف القانون». وأشـــار إلى أن «النسبة المئويــة في مسيرات الوفاق وخاصة المسيـرة الأخيرة التي نظمتهـــا يوم الجمعة الماضي هي نسب لا تتغيـــر، نســـب تقــل ولن تزيد مهما حشدت ودعت جماهيرها إليها» . وأكــــد الدوســـري أن «شعــــب البحرين سئم من هذا النهج الذي تتبنـــاه الوفاق دائماً وبموجبـــه تتعطـــل مظاهــر الحياة وحركــة السير الطبيعية في البلاد»، لافتـاً إلى أن «المسيرة يجب أن يطبق عليها قانون التجمعات والمسيرات المرخصة وألا تخرج عن المظاهر السلمية وتلتزم بقانون التجمعات والمسيرات، ومـــن المفتـــرض أن يحاســــب منظمو المسيرة على كل تجـــاوز أقدمت عليه الجمعية». وأردف: «أصبحــــــت الضـــــرورة ملحة وعلى وزارة العدل التدخل فوراً باعتبارها الوزارة المعنية بالجمعيـــات السياسيـــة، إذ إن الوفـــاق تجــاوزت الحدود ويجب محاسبتهــا ومحاسبـــة رموزهـــا وعلى رأسهم عيسى قاسم وعلي سلمـان، إضافة إلى من يدعـــون إلى التحريض، فهذه المسيرة لم تكن سوى دعوات إلى التحريض والكراهيـة، وعلـــى القانـــون أن يأخذ مجراه».بدوره، قال عضو مجلس النـــواب علي أحمــد علــي زايـــد: «بــات الحجم الحقيقي للوفاق اليوم معروف لدى كافة أطياف الشعب، والوفاق ما هي إلا فئة قليلة لا تمثل إلا نفسها، تريد جر الوطن إلى أزمات متتالية بسبب الأجندة الخارجية التي تنتمي لها». وأضـــاف أن «ادعـــاء الوفاق أنها تتحدث باســم الشعب البحريني خطر كبير، وأسلوبها هو نفاق سياسـي وكذب لذلك لا يحق لها أن تتكلم باسم الشعب، و إنمـــا يحق لها أن تتكلم باسم الولي الفقيه الذي يريدون زرعه في البحرين». وتابـــع: «ننصح الوفاق أن تدرك حقيقة حجمها وأن تعود إلى صوابها، وتقدم مصلحة الوطن علــــى أجنداتهــــا وارتباطاتهــا الخارجية».ونظمـــت الوفـــاق يـوم الجمعة الماضـــي مسيـــــرة انطلقـــــت مـــن دوار الشاخـــــورة إلـــى دوار الدراز على شارع البديع، و شهدت أعمال عنف وتخريب وعدداً من التجاوزات والمخالفات القانونية، إذ خرجت مجموعة من الإرهابيين والمخربين عن خط سير المسيرة واتجهت إلى شارع الشيخ خليفة بن سلمان، ما استدعى تعامل قوات الأمن معها وفق الضوابط القانونية المقررة.