دعا أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد، الدول العربية إلى بناء مراكز ثقافية في مدينة القدس لتحويلها فعلياً إلى عاصمة للثقافة العربية. وعن بدايات تأسيس «الخيرية الملكية» ذكر السيد في حديث خاص لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، «أسس المؤسسة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى يوليو 2001 لكفالة الأيتام البحرينيين من الأسر المستحقة، وفي نوفمبر من ذات العام كلفت المؤسسة بكفالة الأرامل، وفي عام 2007 أصدر جلالة الملك أمراً ملكياً بإعادة تنظيم المؤسسة وصار رئيساً فخرياً لها». وتقدم المؤسسة مساعداتها للأشقاء العرب والدول الإسلامية التي تحتاج للمساعدة في الحروب والكوارث الطبيعية، وتركز في خدماتها على التنمية وتستهدف استدامة الخدمة، إضافة إلى المساعدات الإغاثية الطارئة. وعن حجم المساعدات البحرينية لفلسطين قال «في الثامن من يناير 2009 وجه جلالة الملك تعليماته لمناصرة الشعب الفلسطيني، حيث تم تخصيص 8 ملايين دولار لمساعدة غزة عندما كانت تتعرض لحرب وهجمة إسرائيلية مدمرة». وأضاف أن أحدث مشاريع المؤسسة مشروع استهدف مدينة القدس إثر تعرضها لحملة شرسة لتهويدها وتغيير معالمها، عبر توقيع اتفاقية خلال العام الحالي لإنشاء مكتبة ثقافية في المدينة تحمل اسم البحرين بالتعاون مع الأمم المتحدة، وبتكليف من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة جرى التنسيق لإعادة بناء أحد المنازل التاريخية القديمة في القدس لتتولى الوزارة ترميمه وحفظه وتحويله لمركز للتراث البحريني، ويجري العمل ليكون البيت قريباً من المكتبة، داعياً الأشقاء العرب ليكون لهم مراكز ثقافية لتحويل القدس فعلياً إلى عاصمة للثقافة العربية.وقال السيد إن المؤسسة نفذت عدداً من المشاريع في القطاع منها بناء مدرسة البحرين في تل الهوى، كأكبر مدرسة في القطاع وهي بحجم جامعة، ونفذت بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، وتخدم أكثر من 4 آلاف طالب وتضم 52 فصلاً، ومزودة بالمرافق التربوية والتعليمية وفيها فصل دراسي خاص بطلبة يعانون صعوبة التعلم، وتضم وسائل مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة.وأضاف أن المشاريع تشمل بناء مركز البحرين الصحي في خان يونس وهو بحجم مستشفى، ومكتبة البحرين في مدرسة الفاخورة وتوسعة مدرسة الفخاري في مخيم جباليا، وتجهيز 8 فصول فيها تستوعب 500 طالب بدعم من مجلس النواب البحريني. وسرد السيد قائمة مشاريع المؤسسة المنفذة بالقطاع، بتدشين مصنع الأطراف الصناعية، إذ تم تركيب 1400 طرف، وتجهيز المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية في غزة، وافتتاح مركز التقنيات المساعدة للطلبة المكفوفين بالجامعة الإسلامية ضمن برنامج تأهيل المكفوفين الذي تموله المؤسسة في الجامعة. وعن صعوبات تواجه عمل المؤسسة الخيرية الملكية في فلسطين قال السيد «تكمن المعوقات في صعوبة متابعة المشاريع نظراً للأوضاع والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وأحياناً عدم توفر المواد الخام المطلوبة في عمليات البناء، وتعمل سفارة فلسطين في البحرين بدور كبير في ترتيب وتسهيل مهمة وفد المؤسسة». ونبه إلى أن المؤسسة الخيرية الملكية تنفذ عدة مشاريع خارج البحرين مثل مساعدة اللاجئين السوريين المهجرين من بلادهم إلى مخيم الزعتري للاجئين وفي تركيا. وقدمت المؤسسة مساعداتها الإغاثية الطارئة لضحايا الزلازل الذي ضرب تركيا العام الماضي، ولضحايا الفيضانات في باكستان، ومساعدة ضحايا المجاعة في الصومال. وحول مشاريع المؤسسة الخيرية المستقبلية بين السيد، أن المؤسسة تعمل على تنمية مواردها للتمكن من تقديم مزيد من مساعداتها الخيرية، حيث انتهت من بناء معهد البحرين الوطني للتأهيل والتدريب ويستهدف أكثر من 600 طالب، وانتهت أيضاً من مشروع مبنى الحد الاستثماري وهو عبارة عن مبنى سكني تجاري متعدد الطوابق، يخصص ريعه للأيتام والأرامل، وتعمل المؤسسة على إنشاء رياض أطفال نموذجية في جميع محافظات المملكة للأيتام والمحتاجين وفق نظام خاص بحيث يتم إشراكهم مع الطلبة الآخرين، وتحويل هذه الرياض إلى مشاريع استثمارية.
«الخيرية الملكية» تدعو العرب إلى بناء مراكز ثقافية بالقدس
30 سبتمبر 2013