بعد انقطاع دام 12 عاماً استعادت الساحـــة المسرحية شيئاً من حيويتها بعودة مهرجان الصواري المسرحي للشباب في نسخته التاسعة.وكانت الصالة الثقافية على موعد في مساء الجمعة 23 سبتمبر 2013مع حشد من الجمهور الذي تقاطر على مقر الصالة بالمنامة من مختلف قرى ومدن البحرين بل والدول المجاورة وهو متشوق لحالة فنية شبابية تزيح عنه هم المشهد الملتبس. افتتاح كامل المواصفات بدأ بعزف على كوكبة من الآلات النفخية في قاعة الاستقبال الرئيسة للصالة، ومعرض جال بالذاكرة عبر مجموعة من الصور التي تؤرخ للمهرجان منذ مهده الأول. كل شيء بدا على مستوى الحدث، دخل الجمهور إلى صالة العرض ليقابل بشاشة عرض تفاعلية تقدم بشكل غرافيكي مبهر صور حركية لمختلف العروض المشاركة، بعدها عرضت إدارة المهرجان فيلماً توثيقياً من إخراج الفنان عبدالله الخاتم يرصد مجموعة من العروض ولحظات من الإعداد والتجهيز للمهرجان مذ تأسيسه ولغايــة عودته من جديد، وقد شارك بشهادته على تجربة مهرجان الصواري المسرحي للشباب خلال الفيلم كل من الفنان عبدالله السعداوي، الفنان إبراهيم بحر، الفنان خالــد الرويعي، الفنان حسين الحليبي. ثـــم قدم رئيس مسرح الصواري الفنان محمد الصفار كلمة ارتجالية «معدة» كانت مفعمة بالشجون إذ قال «أتذكر أنني صعدت على خشبة المسرح في نهاية عرض مسرحية (صديقان ولكن) ضمن عروض مهرجان الصواري المسرحي للشباب في نسخ ماضية، وتوجهت للسلام على طاقم العرض ووجدت أثناء ذلك ممثلاً مبتسماً وهو مقابل لمرآة تشكل جزءاً من ديكور العرض وقد بدت على ملامحه معالم الارتياح لما قدمه، ثم وجدت ممثلاً آخر مستلقياً على خشبة المسرح وهو يجهش بالبكاء لأنه لم يكن راضياً عن أدائه وكان طامحاً في الأفضل».وتابع الصفار «نعم الأفضل ممكن بإصرار وعزيمة الشباب والشاب الباكي على خشبة المسرح وقتها هو اليوم رئيس مهرجان الصواري المسرحي للشباب أحمد الفردان». تلى ذلك كلمة لرئيس مهرجان الصواري المسرحي للشباب أحمد الفردان الذي عبر عن بالغ سعادته لعودة المهرجان شاكراً كل من ساهم في إعادة هذا المهرجان إلى النور.رحلة عمربدأت أولى عروض مهرجان الصواري المسرحــــي التاســـع للشبـــاب بمسرحيـــة «رحلة عمر»، من تأليف: إبراهيم خلفان وإخـراج: حســن الماجــد، وتمثيــل: سامـــي رشدان، حسن محمد،حسين العلوي، خليل المطوع، حمدعتيق، إلهام علي إيمان سليم. تحكـــي المسرحيـــة التـــي شهــدت إقبـــالاً جماهيرياً وتفاعلاً منقطع النظير، واقع كبار السن في المجتمع المحلي،ومعاناتهم من عقوق الأبناء وجحودهم بأسلوب كوميدي شيق. العرض الذي شهد لوحات كوميدية ساخـــــرة ولاذعـــــة تناولــــت الشــــــؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نال استحسان عدد واسع من الفنانين والنقاد والمثقفين حيث أثنوا بمستوى العرض وأشادوا بإشراك المسارح الأهلية الأخرى العاملة في مملكة البحرين. بداية قويةوعن رأيه في عرض الافتتاح،قال رئيس مسرح الصواري السابق الفنان إبراهيم بحر: «بعد انقطاع طويل،عاد مهرجان الصواري بقوة وبداية مميزة، فوجود هذا النوع من المهرجانات أصبح ضرورة ملحة للمسرحيين وخصوصاً مسرح الصواري، كما تسهم في ضخ الساحة الفنية بالمواهب، وهذا ما حرص عليه الصواري منذ التأسيس». ورأى الفنان أمير دسمال أن «انطلاقة مهرجان الصواري التاسع بعد انقطاع جاء بحلة جديدة وبطاقات شبابية واعدة، «والملفت أن المهرجان هذا العام يشارك فيه مزيج بين الرواد والشباب». ووصف قائد فرقة البحرين للموسيقى المايسترو خليفة زيمان مهرجان الصواري المسرحي للشباب بأنه «مهرجان رائع، وعمل باهر ومفاجئ، وقراءة المخرج للنص إبداعية، لمس من خلالها مواضيع طرحها مهم وذات صلة بالجمهور» وتابع زيمـــــان «في الواقع نحن بحاجة إلى المزيد من هذه الأعمال المغايرة، حقاً هذا العمل غاية في الجمال». واعتبرت الفنانة فاطمة عبدالرحيم أن عرض مسرحيــة رحلــة عمـر كان «فضيعاً» وتفاعل معه الجمهور ببساطته، واستطاع المخرج حسن الماجد أن يوصله للجمهور. وأكدت عبدالرحيم «يجب أن يستمر العمل ليعــاد عرضه، فالعرض كان ممتعاً بنصه وإخراجه وأدائه، ولفتني الغناء والعزف على العود كذلك». وأكدت الفنانة نجية زينل أنها استمتعت جداً بالعرض، معتبرةً إياه»عملاً منظماً وبداية رائعة بعد توقف المهرجان طويلاً، وكان بمثابة تهيئة للجمهور لنسخة جديدة وقوية من مهرجان الشباب». وتابعت هذا ما عودنا عليه مسرح الصواري بدعمه للطاقات الشبابية، وأتمنى كل التوفيق للجميع، وإلى مهرجانات لاحقة متميزة». ومن جهتها، قالت الفنانة غادة الفيحاني: «بالنسبة لمسرح الصواري في هذا المهرجان وفق بنسبة 100%،لأنه أفسح المجال أمام المسارح الأخرى للمشاركة ،وكسرالخط التجريبي، فهذا المهرجان أغلب المسارح مشاركة فيه، وأعتقد أن الصواري لو بقي متمسكاً بالتجريب لما شهدنا هذا الحضور الكبير من قبل الجمهور هذا اليوم». واتفق الفنان محمد الحجيري مع زملائه الفنانين بأن مسرحية «رحلة عمر» كعرض، كسر تنمط التجريب لدى مسرح الصواري، مضيفاً»هذا شيء جميل، وكسر للروتين، وهكذا يجب أن يكون المهرجان بشكل عام والصواري بشكل خاص، ففي هذا العمل عناصر لها باع في المسرح ووجوده مهم بالعرض المسرحي». وأبدى الفنان جاسم الضامن إعجابه بمسرحية «رحلة عمر»، مشيراً إلى أن «العرض جيد وفكرته واضحة وظريفة ومؤثرة، والجمهور تفاعل مع أداء الممثل بشكل ملحوظ، كما أن إدخال عازف العود ضمن العرض كان فكرة ممتازة جداً». أما الفنانة لمياء الشويخ، فقد أعربت عن إعجابهــــا بعرض الافتتاح وأداء الممثليـــن والإضاءة، إلا أن فترة عرضه كانت طويلة، معتقدةً أن المهرجانات المسرحية بدأت تتجه للجانب الكوميدي لجذب الجمهور البحريني، وهو أمر سيساهم في إعادة المسرح إلى سابق عهده بشكل تدريجي. مشاعر المسرح وكان للجمهور وقفة مع مسرحية «رحلة عمر»، حيث أشار المواطن عبدالمجيد زهير إلى أن «هناك أشياء رائعة بالمسرحيـة، إذ توجد طفرة في الأسلوب، وتطرح بعض المشاكل المخفية التي يعاني منها المواطن بطريقة حلوة وراقية. أما الأداء فقد كان بسيطاً وسلساً وأرى أن الشباب تمكنوا من تقديم أدوارهم على أكمل وجه». وقالت المواطنــة علياء الحواج: «فكــرة المسرحية راقت لي، فقد استطاعت أن تجذب الجمهور طوال فترة العرض، وحكت الواقع الذي نعايشه بطريقة كوميدية، والتنظيم كان ممتازاً جداً، وأتمنى أن يتطور الفن المسرحي لدينا، وأرجو استمرارية هذه المهرجانات التي تتيح الفرص للشباب أن يعطي وينجز دون أي خوف».كاهن فلسطيني يعالج زواره بالطب الشعبي مجاناًيعمل رجل الدين المسيحي الفلسطيني الأب نيقولا شاهين في معالجة مرضى يأتونه من مختلف الأراضي الفلسطينية وإسرائيل مستنداً إلى خبرة اكتسبها من والده وكتب قديمة تتحدث عن التطبب بالأعشاب.وبعد أن ينهي الأب نيقولا عمله مدرساً للتعاليم الدينية المسيحية في مدرسة وسط مدينة رام الله، يعود إلى منزله في عين عريك القريبة، ليجد عدداً كبيراً من المرضى في انتظاره. وأثناء الحديث مع الأب نيقولا دخل محمد مصباح، وهو يتمايل بسبب ألم شديد في الجهة اليسرى من خلفيته، جلس على الكرسي وبدأ يروي قصته. ويعالج الأب نيقولا مرضاه بالمجان، في وقت يعتمد فيه على الطب الحديث إضافة إلى الطب الشعبي. وكان مصباح، بدأ يشعر بهذا الألم منذ أكثر من ستة شهور، وقال بأنه توجه ألى أكثر من طبيب في عياداتهم الخاصة، ومنهم من قال له بأنه يعاني من الديسك وأطباء قالوا له بأنه بحاجة إلى عملية جراحية. طلب الخوري نيقولا من مصباح صور الأشعة التي بحوزته، ونظر إليها لحظات سريعة، وسأل "أنت تعرضت لحادثة سقوط؟”. سكت مصباح ( 50 عاماً) قليلاً، وهو يحدق بالخوري، ثم قال” نعم تعرضت لحادثة سقوط قبل عشرين عاماً، وتعافيت منه بعد أيام قليلة، ولكني لم اشعر بهذا الألم إلا قبل ستة شهور”. وفي رد على سؤال لوكالة فرانس برس، قال مصباح بأن أحداً من الأطباء الذين توجه إليهم سابقاً، لم يلاحظ حادثة السقوط هذه.أخرج الأب نيقولا من مكتبته علبة فيها معجون من الأعشاب، بعد أن طلب من صباح النوم على جنبه، وبعد أن تحسس نقاطاً في قدمه اليسرى، وضع المعجون واشعله لمدة دقائق، ثم طلب من المريض أن يهتم بمكان الحرق. يقول الأب نيقولا إنه اكتسب هذه المهنة، التي يصفها ب” الانسانية” من والده الذي توفي وعمره 100 عام.
بعد 12 عاماً.. «صواري الشباب» يرسو في ميناء المنامة
30 سبتمبر 2013