كتب - أحمد الجناحي:لم يبتعد عرض «اسكت ولا كلمة « لمخرجه ومؤلفه عبدالله الدرزي، عن أحداث الواقع، تحت عنوان عريض للعمل اندرجت تحته عناوين فرعية صغيرة، تجربة الإنسان الحياتية وما قدم فيها من خير يطال الآخرين، أو شر تأذى منه حتى أقرب الأقربين، هذه العناوين، كانت حاضرة كخلفية لأحداث أخرى تفصيلية طرحت مختلف القضايا والمشكلات المجتمعية.وأكد العرض، أهمية العمل الصالح والطيب في كل بقعة من بقاع العالم، مستخدماً شجرة ذات أوراق خضراء في الخلفية كدلالة لشخصية الإنسان وعمله، ومع كل موقف لا يصب في إطار المصلحة العامة تسقط إحدى الوريقات الخضراء، ويتبخر يوم من عمر الإنسان الفاني. ووسط أجواء الكوميديا الساخرة لجمهور ملأ مسرح الصالة الثقافية عن آخرها في مهرجان الصواري للشباب، قدم مسرح البيادر عرضاً بإبداع مس أهم قضايا المجتمع، وقاربها بقالب الكوميديا ووضع إصبعه على الجرح وحدد سبل العلاج وطرق الوقاية.ووجهت المسرحية رسائل إلى المسؤولين لتقصيرهم في أداء واجباتهم بإخلاص وضمير بعيدا عن المحسوبية والمصالح الشخصية أو كما قال المثل «أبوي ما يقدر إلا على أمي»، جسدتها المسرحية بعدما بينت أهمية وقوة تأثير هذه المقالات أو المجموعات الإخبارية في مشهد يعرض صحافياً كتب فضيحة أحد المسؤولين ومزقها أحد صناع القرار بالصحيفة رافضاً نشرها لأسباب لم تخفها المسرحية على المشاهد، بل وضعتها وجهاً لوجه وكانت حريصة على طرح هذه الآفة بشتى الوسائل وبمختلف الحلول.ووسط الضحك والتصفيق حاولت المسرحية علاج الغيبة والنميمة التي أصبحت عادة وطبع ملتصق في بعض ممن يحاول الصعود على السلم الوظيفي بهذه الوسائل التي عادة ما تنقلب على صاحبها في اللحظة الأخيرة، مستدرجةً ما يترتب على المسؤول عند اعتماده الواسطة والمحسوبية نهجاً في المعاملات الرسمية والتعيينات وتسيير شؤون المؤسسة ككل.ورغم فقد حلقة الوصل لدى بعض المشاهدين في ترابط المشاهد ومشكلة الصوت التي لم يسمعها من في آخر القاعة، طرحت المسرحية بشكل ساخر الذين يتعمدون تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام وتقديم مصالحهم وأجنداتهم الشخصية على مصلحة المجتمع والوطن، متدرجة إلى أجواء المباريات وما يصاحبها من تعصب الشباب لفريق أو لا عب ضد آخر، وما يخلفه من سلوكيات سلبية على علاقة الصديق بصديقه. « متحدين نقف، متفرقين نصل»، جملة لم تغب عن المشاهد منذ أن سمعها بالمسرحية لملامستها الوتر الحساس ووضع يدها على الجرح، حتى جاءت النصيحة ومن فم المجنون أو السكران وداوت هذا الجرح «المشكلة نعتقد بأننا على حق وماشيين صح!، ونظن أن نعرف الصح من الغلط، وصرنا نمشي بالغلط واحنا ما ندري، مغمض عينه ويمشي، ما يدري انه يمهد نهايته بيده..، متى نموت الغلط ونعيش الحق متى يفوق الضمير من سباته ويشوف الحق». العرض إجمالاً كان أشبه بساحة عامة جمعت كل أنماط الناس على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم، ووظفت كل الأمور السياسية والاجتماعية في عرض قدم صورة مختلفة وشد المشاهد إلى النهاية بديكورات بسيطة لم تقلل من خدمة العرض، فكانت الرسالة الأخيرة «كلامك عنوانك» أما الكلمة الأخيرة في العرض فكانت «اسكت ولا كلمـة».مخرج ومعد العمل عبدالله الدرزي، الذي قدم أول عمل له على مستوى البحريـــن، عبــر عـــن أهميـــة فكـــرة المسرحيـــــة وطرحهـــــا لسلوكيــات المجتمع، داعياً إلى ضرورة تحلي الفرد بالأخلاق الفاضلة التي بدورها تقود لسلوك قويم ويقول «في هذا الزمن كثر الكلام، وكثر كلام السوء، ونقول لمن يتلكم بالسوء «اسكت ولا كلمة «فنحن في مجتمع لا نقبل المتطفلين»، مضيفاً «أن الشجرة هي حسنات الماضي والتاريخ التي تركت لنا، التي يجب تنميتها والمحافظة عليها وعدم هدمها».وأوضح الفنان عادل جوهر أن «الهدف هو دعم الشباب من خلف العمل وفتح المجال لهم لمعرفة النواقص، وتساءل: «عن سبب غياب بعض المسارح وعدم مشاركتها في المهرجان مثل مسرح أوال، ومسرح الريف»، أما الفنان محمد حسن الذي جسد دور الصحفي الرياضي يقول «يجب إعطاء الصحفي حقه، وتحديد مسؤولياته ومهامه، لا أن يرمى عليه كل الأعمال»، شارك في العمل الفنان عادل جوهر كضيف شرف، البسام علي، محمد صقر، أحمد شريف، محمد حسن، أحمد رشيد».
«اسكت ولا كلمة».. تقصير المسؤولين والمصالح الشخصية رسائل بمسرحية
02 أكتوبر 2013