عبر نص مختار للكاتب العراقي نواف يونس، يطرق الشاب محمد شاهين باب الإخراج، بمسرحية «الرحيل»، ضمن عروض مهرجان الصواري المسرحي التاسع للشباب. العرض الذي يشارك في أدائه علي عبدالرضا وخالد البدر، تدور فكرته بحسب شاهين حول إمكان أن يكون هناك «أمل.. ثمة فرصة.. هامش آخر للتعويض عن حياة قد تكون مفعمة بالإثم والخطيئة، وقد تكون متوغلة في الغفلة عن عالم آخر أشد حمماً من لهيب الأرض، وأكثر اتساعاً في فضاء المحاسبة والمساءلة عن كل ما يخطر في البال، وإن كان بحجم حبة الرمل».وتتحدث المسرحية عن حياة رجل كالحة لا يميزها أي شيء ويسودها الرويتن، وعلى حين غرة يداهم القدر هذا الرجل عبر مبعوث من الموت ينبهه لأن لحظة موته قد اقتربت، وهو ما يجعل الرجل ينتفض خوفاً، ويتوسل بكل السبل من أجل إعطائه فرصة ثانية لتعويض ما فاته في الحياة.يقول علي عبدالرضا: دوري في المسرحية شكل لي إضافة لتجربتي الفنية، مشيراً إلى أنه سبق وأن شارك في أعمال مسرحية في المسرح الجامعي من إخراج الفنان إبراهيم خلفان، كمسرحية «هلوسة» العام 2010 والتي جسد فيها شخصية المجنون، كما شارك في بعض الاسكتشات خلال فعاليات الفورمولا1. أما خالد البدر فيذكر أنه يجسد شخصية إنسان تعس في متوسط العمر (أواخر الأربعين)، لديه طموحات وأحلام لم يحققها في حياته، ويرى أنه بحاجة إلى فرصة أخرى ليحقق ما كان يتطلع إليه، لافتاً إلى أن الشخصية التي يجسدها مختلفة عن كل التجارب التي خاضها سابقاً، فهي بحاجة تنوع في الأداء حتى لا يمل المشاهد، وذلك من خلال دمج انفعالات الخبث والخوف والتعقيد، مشيراً إلى أن الشخصية تتطلب منه جهداً كبيراً، وخصوصاً أن العمل قائم على شخصيتين.وتمنـــى البـــدر، التوفيـــق لكـــل الأعمـــال المسرحية المشاركة في المهرجان، شاكراً كل من يبذل جهده لإنجاح هذه الفعالية الشبابية المهمة. من جهتهم أبدى متابعوا المسرحية انطباعات إيجابية في نهاية العرض، وقال أحمد الغسرة: أعجبني العرض، وجود مهرجان الصواري يظهر طاقات ومواهباً، وأتمنى أن يستمر، وإذا ما قدرنا أن التجربة هي الأولى للمخرج محمد شاهين فأستطيع أن أقول أنها كانت ممتازة. وعلق السعودي أحمد موسى: بالنسبة للمهرجان أعتقد أنه فتح نافذة للمواهب والفرص، وبحكم أنني طالب سعودي في البحرين يكاد يكون المسرح غير موجود في بلدي، مردفاً: قدم مسرح الصواري الفرص لشباب طاقاتهم متماسكة ومتمكنة، وأظهر لنا القيم الفنية الجميلة، عرض اليوم هو سكج ثقيل وغني، وأعتقد أن عدم استخدام المؤثرات الصوتية كان متعمداً وليس صدفة، وهذا ما جعل العرض فريداً من نوعه بالاعتمادعلى إمكانات الممثلين.ورأى رئيس جمعية الشباب الديمقراطي البحريني أحمد عبدالأمير أن عرض «الرحيل» كان جميلاً، «الشباب أبدعوا فيه ونتمنى من الجهات الرسمية دعم الشباب ليحصلوا على الدعم الذي يحتاجونه، كذلك جل ما نتمناه من باقي المؤسسات والمسارح القيام بمثل هذه المهرجانات بشكل دوري لكشف مثل هذه الإبداعات والمواهب». أما عضو مجلس طلبة جامعة البحرين فراس المري فقال: المهرجان بشكل عام ممتاز، خصوصاً بعد غياب طويل، وهذا ما عودنا عليه مسرح الصواري من جمع أعمال من مختلف الجهات الفنية في البحرين للخروج بعروض متميزة، وهذا ما يميز مسرح الصواري بحكم ضمه كوادراً فنية لها باع طويل وما يقدمه من أعمال منتقاة. وتابع: يسعدني اعتماد المسرحية على شباب من جامعة البحرين، وأعتقد أن ما ميز عرض اليوم هو مدته القصيرة مع احتواءه معانٍ كثيرة كإعطاء الأمل في الحياة، وكيف يكون الشخص مؤثراً بشكل جيد ويعرف مشروعية وجوده من خلال وضع أهدافه نصب عينيه، وهذا ما تألق في إبرازه مخرج العرض محمد شاهين.