كتبت ـ نور القاسمي وسلسبيل وليد:تكريم المعلمين في عيدهم أقل ما يمكن تقديمه لبناة الأجيال، صناع النهضة والتطور والازدهار، غرّاس القيم النبيلة وحب الوطن في نفوس الأطفال والناشئة.المعلم كان وسيبقى شعلة متقدة لا تنطفئ، يبني أجيال المستقبل، ومن بين يديه يخرج الطبيب والمهندس والصحفي والمحامي والحرفي، الذين ينطلقون لبناء مستقبل وطن لا يقوم دونهم. المدرس السابق خميس الشيخ قال «يوم المعلم قلادة في جبين الدهر، هذا العيد باقة تقدير وتكريم لمن بذلوا أعمارهم في إخراج الناشئة من الظلمات إلى النور، ولمربي أجيال، ومن غرسوا فيهم القيم والمثل والأخلاق العليا، وأكسبوهم الكفاءات والمهارات المعرفية». وأضاف «يوم المعلم عرفان بجميل إنسان وهب وقته وحياته لإدارة الفصول وتربية الأجيال، ونقل المعرفة وطرق الحصول عليها لما يمثله هذا العمل من جهد فكري وجسدي يشكر عليه». وأردف أن «التعليم مهنة الأنبياء، وهذا أقل ما يمكن أن نشكر فيه المعلم، ونرد له بعضاً من جميله، حيث إن له اليد الطولى في بناء المجتمع المزدهر، ووضع اللبنات الأولى في تشكيل شخصيات أبناء المجتمع، وغرس القيم النبيلة في نفوسهم».من جانبها أوضحت مدرسة الكيمياء بمدرسة الاستقلال الثانوية للبنات بلقيس صالح، أن التعليم اليوم بات أكثر متعة، حيث تعددت الأنشطة والاستراتيجيات، ومشروع تحسين الزمن المدرسي على سبيل المثال كان نقلة نوعية في المسيرة التعليمية في البحرين، إذ حققت الكثير للمعلمين والطلبة على حد سواء، ففي مدة قدرها 60 دقيقة يستطيع المعلم أن يشرح الدرس مفصلاً، مع توظيف استراتيجيات وخطط جديدة ومتنوعة. وقالت أمينة بوحمود معلمة مواد تجارية بمدرسة المحرق الثانوية للبنات، إن مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل أحدث نقلة نوعية في تطوير المنظومة التعليمية من حيث توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم، ويسعى المعلم من خلالها إلى تحقيق النمو المهني ونقل خبراته إلى الطلبة في الصفوف الدراسية.من جهته أشار محي الدين الصيادي مدرس نظام فصل بمدرسة البسيتين الابتدائية للبنين، إلى أهمية الوحدة الوطنية حالياً «يحاول المعلم اليوم تجنب الأمور الداعية إلى التفريق بين الطلبة، والتركيز على ما يعزز الوحدة والانتماء، عبر تكثيف دروس التربية للمواطنة والتركيز على ما يجمعنا كشعب واحد متحاب». وأكد أهمية ترسيخ مفهوم التنمية بشكل عام بنفوس الطلبة «أكثر ما يحتاجه الأطفال والناشئة في ظل هذا التطور التكنولوجي تنميتهم فكرياً بأسس ومبادئ صحيحة، عن طريق إثراءهم بتجارب المعلم نفسه من خلال القصص المعبرة وتشجيعهم على القراءة الفعالة والهادفة، والاهتمام بالتنمية الاقتصادية عن طريق شــرح مفهـــوم رؤية البحريـــن الاقتصادية 2030، وإعطاء الطلبة تصوراً تاماً عن كيفية المساهمة في تحقيقها».وأضاف «خلال السنوات العشر الماضية شهد التعليم في البحرين تطوراً ملحوظاً تمثل في استخدام السبورة الذكية، الشرح عبر الدروس الإلكترونية، الرحلات التعليمية، المقررات الدراسية المطورة ومرفقاتها من الدروس الإلكترونية والمرئيات، وتنويع أساليب الاتصال والتواصل بين المعلم والطالب».وقالت المعلمة السابقة نجاة مطر «وظيفة المعلم تخدم جميع المجالات، فمن المدرسة يخرج الطيار والمهندس والمحامي والموظف الذي يخدم بلده بكل الأشكال، إنه تقدير لجهود المعلم طوال أيام وسنوات التدريس، أتمنى أن يحتفل المجتمع ككل بهذه المناسبة، وإشراك الأطفال في الاحتفال أيضاً حتى يشعروا بقيمة هذه المهنة وبقيمة المعلم الذي ينمي تفكيرهم وعقولهم، ويصنع منهم جيل المستقبل الذي سيكون بمثابة المحرك الأساس للوطن». وأكدت «لا بد من تكريم مميز للمعلمين لجهودهم العظيمة والاهتمام بهم بشكل أكبر بحيث يحتفل المجتمع كله بهم».وعبر معلم اللغة العربية جميل موسى عما يجول بخاطره حول المعلم وأهمية تكريمه فقال «المعلم شعلة تتحدى الفناء إذا كان وقودها الإخلاص في العمل، والرغبة فيه، والقدرة على توصيل المعلومة بأسلوب حديث، ومن الضروري أن يملك المعلم شخصية قوية وعلم واسع في حقل من حقول المعرفة». وأضاف «يوم المعلم يعد بمثابة محطة لتكريم إنسان ربما يكون مجهولاً في زحمة الأعمال، محطة تعطيه مؤشراً إلى أنه إنسان يشيد صرحاً عظيماً في المجتمع».من جانبها قالت ريم عوض مدرسة الحاسوب بمدرسة البسيتين الابتدائية للبنات «كوني مدرسة حاسوب فأنا سعيدة جداً بتوظيف المناهج الدراسية للتقنيات الحديثة، خصوصاً أن المحور الأساس في العملية التعليمية هو الطالب، وهو ما يتم التركيز عليه حالياً بشكل أكثر، وأجيال اليوم مهووسون بعالم التكنولوجيا وبذلك فإن التعليم في البحرين اليوم يواكب الجيل الحديث». وتابعت «المعلم الآن لم يتغير عن الأمس فما زال يحمل الرسالة التعليمية نفسها ولكن بمسؤوليات ومتطلبات أكثر».وأكدت شريفة مبارك أن دور المعلم في غرس المواطنة في قلوب الطلبة لا حدود له، موضحة أن المدرس قبل أن يعلمها للطلبة يزرعها بنفسه خصوصاً لأطفال الروضة، وعلى المعلم غرس حب البحرين واحترام الوطن في أذهانهم حتى لا تتغير مع مرور الزمن.وأوضحت أن الأحداث المؤسفة في البحرين، جعلت حتى أطفال الروضة منفتحين أكثر ومتفهمين لمعنى الوطن وحبه، بالأخص بعد مشاركتهم في فعاليات تجمع الوحدة الوطنية.وقالت إن «معلم الأمس كان له احترم وتقدير، عكس معلم اليوم فقد سقطت هيبته لأنه يصاحب الطالب بكل شيء ويقرب منه»، موضحة أنه ومع تطور التكنولوجيا ساهم في توصيل المعلومة للطالب بطريقة أفضل فضلاً عن إيضاحها بعكس الأدوات التقليدية فلكل زمان جيل.وتؤيدها معلمة اللغة العربية بمدرسة الحد الثانوية للبنات مها الخان، بأن معلم الأمس فعلاً رغم كفاءاته المحدودة إلا أن بصماته ملحوظة إلى اليوم «رغم تواضع الإمكانات والاستراتيجيات البسيطة، المعلم القديم تمكن من إبراز مكانته وثقل وزنه وفرض وجوده على التعليم في الجيلين القديم والحديث، لما كان يتمتع به من أساسيات قوية ومبادئ راسخة، بعكس معلم اليوم الذي يجابه عدة التزامات، فهو مرتبط بالمتطلبات الإدارية المفروضة عليه بحكم التطور، ما جعله يهتم بنفسية الطالب أكثر وتحصيله الدراسي، وهذه الأمور شغلت المدرس عن التدريس وأخذت من طاقته». وقالت «المعلم القديم بدون ورش تدريبية أو طرق حديثة في التدريس تمكن من خلق جيل عمر البحرين، وترك بصمة واضحة في المجتمع، وهنا يأتي دورنا في تكملة المسيرة وتعزيز ما زرع فينا سابقاً من قيم ومفاهيم وأخلاقيات سامية».ودعت إلى ضرورة غرس الولاء والانتماء في نفوس الطلبة والطالبات «نشر القيم والمواطنة والوحدة في الطالب البحريني أمر ضروري وهام لكنه يختلف من معلم إلى آخر حسب انتمائه لوطنه ودينه وخلقه، إذا كان المعلم لا يملك هذه القيم والمفاهيم كيف يستطيع إيصالها للطلبة والطالبات من حوله؟».وأشارت إلى أن التنمية الاقتصادية والفكرية والثقافية أمور من الواجب أن يحرص المعلم على ربطها بالدروس المقررة من خلال الأنشطة والرسائل و ورش العمل «المعلم أسمى من كتاب وورقة وكلمات، فالمعلم إما أن يبني بيديه مستقبلاً مشرقاً للوطن، أو يهدمه بقصد منه أم دون قصد». في حين قال مدرس الرياضيات بمدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين قاسم محمد، إن مدرس الماضي كان لديه مجال أوسع وحرية أكثر، بينما مدرس اليوم أكثر كفاءة بسبب برامج التأهيل والتعليم التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، بغض النظر عن دافعية طلبة اليوم التي اختلفت أو اندثرت.وأضاف أنه من واجب المدرسين أن يزرعوا الانتماء للوطن والمواطنة في الطلبة حتى وإن كانت ليست من ضمن المنهج المقرر، موضحاً أن للطابور الصباحي دور أساس وتأثير كبير على غرس المواطنة في قلوب الطلبة.وأوضح أن على كل مدرس حسب موقعه الفكري والتربوي أن يعزز المواطنة وينمي الثقافة والفكر في الطلبة، مبيناً أن للمدرس حصصاً يستطيع أن يتوسع فيها كحصص الإرشاد والإثراء.