يفتتح البارح للفن المعاصر، غداً 6 أكتوبر الحالي، المعرض الشخصي للفنان البحريني زهير السعيد بعنوان (كن إيجابياً) تحت رعاية وكيل وزارة الداخلية لشؤون الهجرة والجوازات الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة. ويستمر المعرض حتى 24 أكتوبر الحالي، وفكرته مستوحاة من كلمات الشاعر السوري أدونيس: ( تقول العالم ظلام .لكن انظر حولك ألا ترى كيفما اتجهت، أن هذا الظلام مليء بالنور؟! فليست المسألة في رؤية الظلام، المسألة هي في اكتشاف النور). معرض (كن إيجابياً) هو معرض شخصي للفنان زهير السعيد يجمع فيه أعماله الفنية بين التركيب والرسم ودمج المعنى المادي للعالم الذي يتطلب المشاركة بدلاً من التأمل، وتشمل الأعمال الفنية معروضات على الكانفس، والورق، وبعضها مكونة من أجزاء من قطع خشبية قديمة.تزخر أعمال السعيد الفنية بآثار من أشكال البدائية وحركات متأرجحة: مع وجود عدد من التقنيات المتداخلة بين الألوان الزيتية، والألوان المائية والمواد المختلفة، فقد تطورت أعمال الفنان من الأعمال الفنية المجردة الملونة على الكانفس وأصبحت حقول اللون أنقى في نغمات من الألوان الترابية والتي تخفي الفوارق بين الطلاء والمادة المطلية بحيث تتجانس وتتوحد، تاركاً وراءه المساحة التصويرية.يفتح معرض (كن إيجابياً) على شكل سلسلة من لقطات في لوحات يجد المشاهد موضوعها في الهوامش بحيث يقدم لنا شظايا من علم الآثار من العين البشرية المنقبة للسطوح، الملامح، الطرق الالتفافية، والحدود والخطوط. ويلاحظ كيف أن بدائية وسطحية اللون تتبخر في مواد دافئة لها خصوصياتها. ومع ذلك فإن أعمال زهير السعيد ليست حزينة وفي طريقة ابتكارها فقد عكس الفنان أسلوب الفنانين الأكاديميين، الذين غطوا اللوحات الخاصة بهم بقاعدة داكنة قبل بدء العمل، يبدو الكانفس الذي يعمل عليه الفنان كما لو انه تغطى بطبقة سوداء سميكة ومنها يكافح ليخرج الضوء حياً، وهو على وعي بالازدواجية الحاصلة فيقول: «خلقت الحياة في نور وظلام، فرغم عتمة الليل وظلام الواقع هناك أمل، هكذا هي الحياة بهذا التوازن، فلولا وجود الظلام لم نعرف قيمة النور، علينا أن نتفاءل دائماً، فالحياة أمل ومن فقد الأمل فقد الحياة». ويمثل الفرح الواضح من البياض في أعماله الفنية له تأكيداً حياً على الأشكال المختلفة التي من الضروري تقبلها للعيش بشكل كامل.على حافة المعاصرة فإن معالجة الفنان للصور تكتسب نوعية السينمائية بحيث تتداخل المواد البدائية التي تنتمي إلى الحقبة الصناعية مع أشكال بدائية ومجردة بكل سهولة، وإن ممارسته الفنية متجذرة من تقاليد مضى عليها 50 عاماً من الفن التجريدي في البحرين التي نمى في رحابها.وتعتبر لوحات السعيد تعتبر بارقة جديدة من النور الروحي في العالم الذي يعاني من الظلام، ولكن حتى الآن ممتع ومثير وأهم من ذلك فهو إنساني. يقول زهيـــر «علينا أن نتعلــم كيفية البقاء إيجابيين، لأن الحياة تعتمد على الأمل، وأولئك الذين يفقدون الأمل في الحياة سوف لن يكونوا أبداً أشخاصاً كاملين».
زهير السعيد يحاول اكتشاف النور في «كن إيجابياً»
05 أكتوبر 2013