عواصم - (وكالات): ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولة كانت مقررة إلى آسيا الأسبوع المقبل بسبب أزمة الميزانية في الولايات المتحدة التي تدخل يومها الخامس من دون أفق حل سريع.وأوضح البيت الأبيض أنه «نظراً إلى شلل الدولة الفيدرالية، فإن رحلة الرئيس أوباما إلى إندونيسيا وبروناي قد ألغيت. اتخذ الرئيس هذا القرار نظراً إلى الصعوبة في تنظيم رحلته» في مثل هذه الفترة.وأضاف البيت الأبيض أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيترأس الوفد الأمريكي إلى إندونيسيا وبروناي حيث ستعقد على التوالي قمة «منتدى التعاون في آسيا -المحيط الهادىء» اعتباراً من الاثنين المقبل ثم قمة آسيان «رابطة دول جنوب شرق آسيا» وشرق آسيا اعتباراً من الأربعاء المقبل.واختصر أوباما في اليومين الماضيين جولة كانت مرتقبة له في المنطقة، إذ تم الإعلان في وقت سابق عن إلغاء محطتين من الجولة في ماليزيا والفلبين، أيضاً بسبب أزمة الميزانية.وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما ينوي «مواصلة حث الجمهوريين على السماح بتصويت في الكونغرس من اجل الانتهاء من شلل الدولة». وأضاف أن «هذا الشلل الذي كان بالإمكان تفاديه بالكامل، يمثل ضربة لقدرتنا على إنشاء وظائف من خلال الترويج للصادرات والمصالح الأمريكية في منطقة الدول الناشئة الأهم في العالم»، في حين جعل أوباما من تعزيز الحضور الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الأمريكي في آسيا أحد أولوياته منذ عام 2009.وأكد كارني أن أوباما يعتزم «مواصلة العمل مع حلفائنا وشركائنا في منطقة آسيا - لمحيط الهادئ والعودة إلى المنطقة في موعد لاحق» لم يحدده. وبسبب عدم الاتفاق على الميزانية في الكونغرس، لا تزال الإدارت المركزية في الولايات المتحدة مقفلة جزئياً، وتم وضع 900 ألف موظف فيدرالي، أي 43% من عدد الموظفين الإجمالي، في حالة الإجازات غير المدفوعة. ولم يتم تحقيق أي تقدم على صعيد المساعي لحل هذا الشلل غير المسبوق في البلاد منذ عام 1996.وصوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه خصوم أوباما الجمهوريون، لصالح اعتماد تدابير جزئية وموقتة مع تيقنهم من أن مجلس الشيوخ بغالبيته الديمقراطية سيرفضها شأنه في ذلك شأن البيت الأبيض.من جهته، صعد الرئيس الديمقراطي لهجته ضد المحافظين متهماً بالاسم رئيس مجلس النواب جون باينر، أبرز محاوريه، بعدم الرغبة في «لجم المتطرفين في حزبه».وقال الرئيس الأمريكي خلال مداخلة عالية النبرة في مؤسسة صغيرة في روكفيل بولاية ميريلاند شرق قرب العاصمة الفيدرالية واشنطن «صوتوا لصالح إقرار موازنة، أوقفوا هذه المهزلة وأنهوا هذا الشلل».ويرفض النواب الجمهوريون المعارضون لإصلاح نظام التأمين الصحي الذي تقدم به أوباما في عام 2010 والذي دخل جزء مهم منه حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، التصويت على ميزانية لن تلغي التمويل. كما هدد هؤلاء النواب بربط هذه المسألة بموضوع رفع سقف المديونية، وهو ما يتعين القيام به قبل 17 أكتوبر الجاري.في المقابل، انتقد جون باينر في الكونغرس بشدة البيت الأبيض بسبب رفض أوباما التفاوض على إنهاء إغلاق الحكومة الفيدرالية قائلاً «هذه ليست لعبة». وجاءت تصريحات باينر الحادة عقب خروجه من اجتماع للحزب الجمهوري وانتقد مسؤولاً لم يسمه في الإدارة الأمريكية تردد أنه قال إنه «من غير المهم» إلى متى يستمر إغلاق الحكومة الفيدرالية لأن البيت الأبيض «يكسب» معركة الموازنة. وصرح باينر للصحافيين «هذه ليست لعبة، الشعب الأمريكي لا يريد أن تغلق حكومته كما أنني لا أريد ذلك». من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن مكتب وزارة الخزانة المسؤول عن تنفيذ العقوبات الأمريكية بما فيها العقوبات على إيران وسوريا غير قادر على الاضطلاع «بأعماله الأساسية» بسبب الإجازات التي منحت للموظفين نتيجة توقف أنشطة أجهزة حكومية اتحادية.وأضاف «هذه إحدى العواقب السلبية لقرار النواب الجمهوريين غير الضروري بالمرة بوقف أنشطة الحكومة».وإذا لم يعط الكونغرس موافقته، يمكن للولايات المتحدة أن تتخلف عن سداد مستحقاتها اعتباراً من هذا التاريخ، وهو وضع غير مسبوق جددت وزارة الخزانة التحذير منه أمس الأول.وجاء في تقرير للوزارة للتحذير من «تخلف كارثي عن السداد»، أن «سوق القروض يمكن أن يتجمد، قيمة الدولار يمكن أن تتراجع بقوة ومعدلات الفوائد الأمريكية يمكن أن تسجل ارتفاعاً كبيراً، ما يؤدي إلى أزمة مالية وانكماش يذكران بأحداث 2008، وربما أسوأ».كذلك رفع وزير المال جاكوب ليو حدة التحذيرات مؤكداً في مقابلة تلفزيونية أنه سيكون من «الخطير» الاعتقاد أنه سيتبقى «أموال في الأدراج» لتأمين حسن سير إدارات الدولة من دون زيادة القدرة على الاقتراض للبلاد. بدوره، أبدى وزير المال الياباني تاسو اسو قلقه من التأثير المحتمل لهذا المأزق المالي الأمريكي على الاقتصاد العالمي وسوق العملات. وقال «إذا لم يتم حل هذه المسألة بسرعة، سيكون هناك تداعيات مختلفة» على التركيبة الاقتصادية العالمية.وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن اوباما ينوي «مواصل حث الجمهوريين على السماح بتصويت في الكونغرس من أجل الانتهاء من شلل الدولة».ومن المقرر أن يلتئم مجلس الشيوخ الأمريكي طوال نهاية الأسبوع، بحسب زعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد.
أزمة الميزانية الأمريكية تدخل يومها الخامس دون حل
05 أكتوبر 2013