يتطلب الفوز بأي من جوائز نوبل الكثير من الأمور مثل الموارد المالية ودعم المحيط وحتى الحظ. لكن هناك عامل يندر الحديث عنه مع أنه قد يكون أهم من غيره وهو الديمقراطية. وقال باحثون إن توزيع جوائز نوبل للعام 2013 اعتباراً من اليوم الإثنين يفترض أن يؤكد هيمنة الدول التي ترتدي فيها مفاهيم مثل الجدارة والحرية، أهمية. وقال عالم الفيروسات السويدي ايرلينغ نوربي العضو السابق في لجنة التحكيم لنوبل للطب «بالتأكيد الأمر يحتاج إلى الموارد الأساسية على الأقل». وأضاف «لكن العلوم تتطلب مجتمعاً منفتحاً أيضاً وجود نظام ديمقراطي أمر مهم جداً». وأوضح عالم الرياضيات الأمريكي وارن سميث أن تحليلاً علمياً يكفي ليكشف أن الدول الديمقراطية تحتكر عملياً جوائز نوبل. والبحث في علاقة إحصائية بين مستوى الديمقراطية لمجتمع وقدرته على إفراز حائزين على نوبل يكشف أن الأنظمة الديمقراطية تنجح في ذلك والأنظمة الأخرى لا تنجح في ذلك. وقال سميث لوكالة فرانس برس «قد يكون ذلك مصادفة لكن هذا الاحتمال ضئيل. هناك احتمال 1% لحدوث أمر مدهش كهذا بالصدفة». وقد حصد الاتحاد السوفيتي الذي اشتهر بباحثيه الكبار عدداً من جوائز نوبل للفرد الواحد أقل بـ17 مرة مما جنت الولايات المتحدة و39 مرة من الدنمارك. وفي الواقع تشجع الجوائز السويدية الغربيين. فـ247 على الأقل من الفائزين بالجوائز البالغ عددهم 843، مولودون قي الولايات المتحدة وهو رقم لا يشمل المولودين في الخارج وعملوا بعد ذلك في الجامعات الأمريكية. أما الشرق الأوسط هي منطقة مهملة من قبل لجنة التحكيم. وقد ذكرت عدة تبريرات بينها الديانة. وكتب الناشط البريطاني الملحد ريتشارد دوكينز على موقع تويتر في أغسطس أن «كل مسلمي العالم حصلوا على عدد من جوائز نوبل أقل من (جامعة) ترينيتي كوليدج في كامبريدج». إلا أن نضال قسوم عالم الفلك في الجامعة الأمريكية في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة رد بأن المسلمين ليسوا وحدهم في هذا المجال. وقال إن «البرازيل بسكانها البالغ عددهم 200 مليون نسمة لم تحصل على أي جائزة نوبل من أي فئة بينما حصدت مصر بثمانين مليون نسمة فيها على أربع من هذه الجوائز بينها واحدة في العلوم مع أن الأبحاث جرت في الولايات المتحدة». ويبدو أن غياب التقاليد الديمقراطية الطويلة النقطة المشتركة بين الدول التي لم تحصل على جوائز.
الشرق الأوسط مازال مهملاً في «نوبل»
08 أكتوبر 2013