عواصــم - (وكالات): أكد خادم الحرميـــن الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال مباحثاته مع الرئيس المصري عدلي منصور في جدة أمس «وقوف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤونها الداخلية».ورحب الملك عبدالله بالرئيس المصري ومرافقيه، بقدومهم إلى السعودية، متمنياً لهم طيب الإقامة.من جهته، شكر منصور، خادم الحرمين وحكومة المملكة والشعب السعودي على «مواقف المملكة المساندة لإرادة الشعب المصري، ودعمها مصر للخروج من أزمة البلاد الاقتصادية نتيجة الأحداث التي شهدتها مؤخراً». وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه «تم بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم جميع المجالات، كما بحث الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية».ويأتي ذلك بعدما أعلن مجلس الوزراء السعودي، في جلسته الأسبوعية التي عقدها أمس في جدة، برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، عن ترحيب السعودية بالرئيس منصور. وأكد المجلس على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وحرص الجانبين على تعزيزها في مختلف المجالات.ووصل الرئيس المصري إلى جدة لإجراء محادثات مع خادم الحرمين، في أول زيارة يقوم بها للخارج منذ توليه السلطة في مصر، واستقبله في مطار جدة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وأقام الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في قصره بحي الشاطئ في جدة مأدبة غداء تكريماً للرئيس المصري والوفد المرافق له. وفي هذا الشأن أكد المستشار الإعلامي للرئيس المصري، أحمد المسلماني أن العلاقات المصرية السعودية هي بمثابة صمام أمان العالم العربي.من جهة أخرى اعتبر الكاتب الصحافي السعودي حسين شبكشي هذه الزيارة انتقال من علاقة ثنائية إلى علاقة مصيرية. وقد رحبت المملكة بعزل الرئيس المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو الماضي.كما كان الملك عبدالله أول المهنئين للرئيس الجديد، وأكد بعد يومين من إنهاء اعتصامات الإخوان المسلمين منتصف أغسطس الماضي دعم بلاده للسلطات المصرية في مواجهتها «ضد الإرهاب»، مؤكداً أن ذلك «حقها الشرعي». وقد أعلنت الحكومة المصرية أنها تواجه «مخططاً ارهابياً من تنظيم الإخوان على مصر». ودعا الملك عبدالله المصريين والعرب والمسلمين إلى الوقوف «في وجه كل من يحاول أن يزعزع» استقرار مصر.وأعلنت بلاده تقديم مساعدة إلى مصر بقيمة 5 مليارات دولار دعماً لاقتصاد مصر.وأشاد منصور بالدور السعودي في مصر في مقابلة نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» أمس. وقال منصور للصحيفة «لقد وقفت المملكة مع مصر بعد ثورة 30 يونيو «وقفة الرجال» كما يقولون، ووقتها كان موقف كثير من الدول الغربية يمكن القول عنه إنه كان إما متحفظاً أو أخذ الجانب الآخر ووصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري».واعتبر منصور أن موقف العاهل السعودي «صد كل محاولات الهجوم على مصر في تلك المرحلة». وخلص إلى القول «كان لابد من زيارة المملكة وأن أقدم الشكر لخادم الحرمين شخصياً على مواقفه التي أثلجت صدور المصريين عندما غمرها بالتضامن والدعم والمساندة». في غضون ذلك، يستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم في عمان الرئيس عدلي منصور الذي اختار المملكة كثاني محطة بعد السعودية في أول زيارة يقوم بها للخارج منذ توليه السلطة في مصر.من جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء المصري زياد بهاء الدين إن مصر تأمل في بدء إعلان تفاصيل برنامجها الاستثماري للعام المالي الجاري في وقت لاحق هذا الشهر وأن دولاً خليجية عربية وافقت على تقديم دعم مالي إضافي. وأعلن مجلس الوزراء المصري عن برنامج استثماري بقيمة 120 مليار جنيه في العام المالي حتى يونيو 2014. وقال بهاء الدين إن المناقشات مستمرة منذ بعض الوقت مع الإماراتيين وأن البرنامج النهائي لم يعلن حتى الآن نظراً لتوخي الجانبين الحذر من تقديم تعهدات لم يتم إنجاز تفاصيلها بالكامل. وعبر عن أمله في إعلان الحزمة الأولى من المشروعات قريباً.وقال إن دول الخليج وافقت من حيث المبدأ على الاستثمار في مشروعات تدخل ضمن برنامج وزارتي التخطيط والمالية. وأضاف أن هناك برامج تلتزم الحكومة بالإنفاق عليها وأن دول الخليج تقول إنها ستتولى الإنفاق على مشروعات وقال إن هذا نوع من دعم الميزانية.