أشادت منظمة نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا وواشنطن بتعاون السلطات السورية في عملية تفكيك الترسانة الكيميائية التي بدأها خبراء في المنظمة قبل أسبوع، في وقت يعود الحديث عن احتمال عقد مؤتمر «جنيف 2» الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية منتصف الشهر المقبل.من جانبه، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في مؤتمر صحافي من إسطنبول بضمانات عربية وإسلامية لنجاح مؤتمر جنيف 2، مشيراً إلى عدم رفضهم المشاركة فيه، وقال إن البعض حاول إلزامنا بحضور المؤتمر. ورفض الجربا مشاركة إيران كوسيط بوصفها محتلة للأرض السورية، كما طالب «حزب الله» بالانسحاب من الأراضي السورية، لأن «حزب الله» لا يزال يقاتل إلى جانب النظام في سوريا.وأوضح الجربا أنه لا حوار مع نظام «الإجرام»، لأن الحوار الوطني يكون فقط بين الوطنيين، واصفاً أي حوار مع الأسد بأنه «حوار مع العدو». وتابع الجربا «إذا حصلنا على الضمانات المطلوبة سنعرضها على هيئة الأركان لمناقشتها». من ناحية أخرى، أجرى المفتشون الدوليون المكلفون بنزع الأسلحة الكيميائية السورية «محادثات مع السلطات السورية حول اللائحة التي سلمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في وقت سابق حول برنامجها العسكري الكيميائي»، بحسب ما ذكر بيان صادر عن المنظمة، مضيفاً أن «المحادثات كانت بناءة والسلطات السورية كانت متعاونة».وأشار البيان إلى أن البعثة «أنهت الأسبوع الأول من عملها في سوريا». وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بدء «عملية تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السوري»، مشيرة إلى أن عمالاً سوريين قاموا بتدمير أو إبطال مفعول «مجموعة من المواد»، بينها «رؤوس حربية وقنابل جوية ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية وتعبئتها». وقال البيان إن المنظمة «ستواصل تقييمها للمعلومات المعطاة من سوريا بموازاة استمرار عمل السلطات السورية على بيان يفترض أن تقدمه إلى المنظمة بحلول 27 أكتوبر الجاري». واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن «السرعة القياسية» التي انطلقت فيها عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية «نقطة تسجل» للنظام السوري. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إثر لقائهما في إندونيسيا على هامش قمة آسيا المحيط الهادئ إن «عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بدأت في زمن قياسي، ونحن ممتنون للتعاون الروسي وكذلك طبعاً للامتثال السوري». وأضاف «أعتقد أن هذا الأمر نقطة تسجل لنظام الأسد.، بصراحة، هذه بداية جيدة ونحن نرحب بها». ويفترض أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً إلى مجلس الأمن يتضمن تفاصيلاً لوجستية حول ما يعتبر «أكبر وأخطر عملية» تفكيك أسلحة كيميائية في العالم، بالنظر إلى أنها تتم في ظل حرب مدمرة مستمرة منذ سنتين. من جهة أخرى، أعلن لافروف أن روسيا والولايات المتحدة ترغبان في الدعوة إلى مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف بـ «جنيف 2» منتصف نوفمبر المقبل. وفي حين يعلن النظام السوري أنه لن يفاوض «الارهابيين» والذي يطالبون بتدخل خارجي في سوريا ما يشمل كل الأطياف الأساسية في المعارضة السورية، تؤكد المعارضة أنها لن تشارك في مؤتمر جنيف 2 إلا إذا كان سيبحث في كيفية الانتقال إلى «نظام ديمقراطي» في سوريا، ما يعني رحيل الأسد. إلا أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة مشاركته في المؤتمر. من جانب آخر، قال مسؤولون في تركيا إنها ستبني جداراً بارتفاع مترين على الحدود السورية لمنع الهجرة غير الشرعية التي تسبب فيها القتال الدائر في سوريا.ميدانياً، يشن مقاتلون من المعارضة السورية المسلحة هجوماً عنيفاً على معسكري الحامدية ووادي الضيف اللذين يشكلان أكبر تجمع عسكري متبقٍ لقوات النظام في ريف إدلب، ويترافق مع اشتباكات هي الأعنف على هذا المحور منذ أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدث المرصد عن مقتل 10 جنود نظاميين، بينما تقوم طائرات مروحية بقصف مواقع لمقاتلي المعارضة في المنطقة. ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في 9 أكتوبر 2012، بينما يقع الحامدية جنوب المدينة. وكانت قوات النظام تمكنت من إعادة فتح الطريق الوحيد المتبقي للإمداد إلى حلب، وهو يربط بين حماة في وسط البلاد ومدينة حلب ويعرف بـ «طريق البادية».«فرانس برس»