أكد النائب حسن بوخماس أن اللغة الانفتاحية الجديدة لإيران تجاه دول مجلس التعاون غير كافية إن لم تقترن بتطبيق ملموس على أرض الواقع، وأن الموقف الرسمي لدول مجلس التعاون تجاه إيران، الذي يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بحاجــة إلــى مبـــادرات جديـــدة للضغط على طهران لكي تتحول من الأقوال إلى الأفعال، مشدداً على أن الوحدة الخليجية وحدها القادرة على تحويل إيران إلى «جار جيد».وأشار بوخماس إلى أن هناك مناخاً من عدم الثقة في إيران، حكومياً وشعبياً، بسبب التدخلات الإيرانية في البحرين والعراق وسوريا واليمن ولبنان واحتلالها للجزر الإماراتية، فضلاً عن أن إيران لم تكن واضحة في ما يتعلق ببرنامجها النووي وهل هو للأغراض السلمية أم العسكرية؟ مما يعني وجوب انضمامها إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتزامها بها.وذكر أن الترحيب الخليجي باللغة التصالحيــة الإيرانيـــة الجديـــدة في ظل الرئيس حسن روحاني وحديــــث بعــــض المسؤوليـــن الخليجيين أن الكرة في الملعب الإيراني يعكس الرغبة في تغيير السلوكيات العدائية الإيرانية وتحويلها إلى «جار جيد»!.ونــوه إلــى أن الموقــف الخليجـي تجاه إيران ليس موحداً، بين فريق ينتظر من طهران وقف سياساتها التوسعية والالتزام بسياسة الاحترام المتبادل، وفريق آخر يطرح فكرة ضم إيران في ترتيبات أمنية في إطار ما يسمى بـ«منظمة التعاون للدول المطلة على الخليج»، وفريق أخير يعتبر أن احتواء الخطر الإيراني لا يكون إلا بتحالفات أمنية وعسكرية مع الولايات المتحدة والدول الغربية.وجدد بوخماس مطالبه بتبني سياسة الجوار الآمن تجاه إيران بالاستفادة من نفس السياسة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي تجاه دول جنوب المتوسط، والتي تقوم على الحوار السياسي والأمني والشراكة الاقتصادية التي تؤثـــر في القرار السياسي لتلك الدول.واعتبر أن مفتاح الحل لمواجهة كافة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصاديــة في منطقة الخليـــج العربي ترتكز بالأساس على الوحدة الخليجية التي يجب أن تبدأ من إقامة تكتل اقتصادي خليجي يكون بإمكانه بناء نموذج تنموي يشارك فيه الجميع ويحصد ثماره الجميع أيضاً واختتم بوخماس بالقـــول إن مراجعـــة خليجيـــة للعلاقات المشتركة، والسياسات الخارجيـــة، والـــرؤى تجـــاه أدوار القوى الإقليمية والدولية سوف يكون مقدمة لتحقيق الاستقـــرار السياســي والازدهـــار لشعوب منطقتنا الخليجية.