زار الرئيس السوري بشار الأسد اليوم حي بابا عمرو في جولة تفقدية، بحسب تعبير التلفزيون السوري الرسمي، في أول ظهور له في حمص منذ بدء الاحتجاجات.مدة الزيارة، كما ظهرت على التلفزيون السوري لا تتجاوز بضع دقائق، وهي مسجلة في وقت سابق، ولم يتم تصوير الزيارة بشكل مباشر.الزيارة كانت بقرب المؤسسة الاستهلاكية، وبحسب أحد سكان الحي، فإن هذه المنطقة خالية تماماً من السكان، ولم يبقَ فيها أي مواطن من بابا عمرو، رغم أن التلفزيون السوري صور مسيرة مؤيدة للرئيس في نفس المكان الذي كان واقفاً فيه.الموكب الذي رافق الأسد لا يتجاوز عدد الموجودين به خمسين شخصاً، وهم عبارة عن موظفين (كما ذكر عدد من سكان الحي والعارفون بوجوه بعض الموظفين بالمنطقة)، بالإضافة إلى عناصر أمن، حيث تبدو نظرات عناصر الأمن التي وقفت خلفه وطريقة مراقبتهم لوضع المحيط واضحاً ومباشراً.ظهر الارتباك على الرئيس الأسد، ولم يتكلم إلا بضع كلمات مع غسان عبدالعال (محافظ حمص، عميد متقاعد تسرح من الجيش برتبة لواء. تم تعينه محافظاً لحمص وهو في منصبه حتى الآن).قدَّم المحافظ تقريراً حول الانتهاء من إصلاح البنى التحتية بنسبة 90%، بينما يتم العمل على الشبكات الهوائية، ووجه الأسد بضرورة التسريع في العمل، وأكد على وضع جداول زمنية وإخبار السكان لكي يكونوا على بينة في أي وقت سيعودون إلى بيوتهم.

26 يوماً من القصف المستمر

يذكر أن بابا عمرو تعرض للقصف المستمر لمدة 26 يوماً، وسقط خلالها 1000 قتيل و1800 جريح.بدأ القصف على حي بابا عمرو في 3 فبراير، وكانت تصل تعزيزات عسكرية بشكل يومي تقريباً، ومن المعروف أن بابا عمرو كان معقلاً للجيش السوري الحر.وفي 5 فبراير بدأ قصف على المناطق السكنية للمرة الأولى، منذ بدء الاحتجاجات باستخدام راجمات الصواريخ.وبالتدريج فإن القصف الذي استمر 26 يوماً كان بازدياد مطرد، فبدأت حركة نزوح كبيرة من الحي.بدأ الجيش بمحاولة اقتحام حي بابا عمرو مؤخراً في 29 /فبراير، وفي 1 مارسأعلنَ الجيش الحر انسحابه بعد 26 يوماً، وبحسب ناشطين فإن عدد المنازل التي احترقت جرَّاء القصف المدفعي والصاروخي قد بلغ 30 منزلاً.استخدم النظام السوري المروحيات العسكرية في قصف بابا عمرو، وتم القصف برشاشات ثقيلة، وبلغ معدَّل سُقوط القذائف على الحي قذيفة كل دقيقتين.استخدم الأهالي داخل الأحياء المحاصرة وخصوصاً بابا عمرو الحمام الزاجل للتواصل، فيما بينهم نتيجة للانقطاع المستمر للاتصالات.وفي 23 فبراير/شباط اتَّهم ناشطون الجيش السوري باستخدام صواريخ سكود أرض-أرض روسية الصنع في قصف حي بابا عمرو، فضلاً عن أنواع من الغازات السامة.أعلنَ الجيش السوري الحر عن انسحابه من حيّ بابا عمرو "انسحاباً تكتيكياً"، حفاظاً على أرواح المدنيين، ونظراً إلى نفاد الأسلحة في 1 مارس/آذار.وعلى الرغم من حصول الصليب الأحمر الدولي على موافقة رسمية بدخول حي بابا عمرو لتقديم المساعدات الإنسانية إلى الأهالي، فإن السلطات منعته في يوم الجمعة 2 مارس/آذار من الدخول، دون تقديم أسباب واضحة.