وصف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف التقارب الاخير بين طهران وواشنطن بانه «نجاح كبير»، مؤكدا انه شعر بوعكة اثر انتقادات الصحافة المحافظة، فيما نفى تصريحات نسبتها صحيفة «كيهان» المحافظة إليه تفيد بأن الاتصالات التي أجريت مع واشنطن كانت خطأ. ونقلت وكالة أنباء مهر عن ظريف قوله لدى الخروج من جلسة مجلس الوزراء «اعتبر الزيارة إلى نيويورك بمثابة نجاح كبير للحكومة». وخلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر الماضي أجرت إيران والولايات المتحدة تقارباً تاريخياً من خلال المحادثة الهاتفية بين الرئيسين حسن روحاني وباراك اوباما واللقاء الثنائي بين ظريف ونظيره الأمريكي جون كيري. لكن الانفراج بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980، تعرض للانتقاد من قبل المسؤولين المحافظين الذين اعتبروا أن هذه الاتصالات سابقة لأوانها.وأوردت صحيفة «كيهان» المحافظة تصريحات نسبت إلى ظريف أمام النواب أقر فيها بأن هذه الاتصالات كانت خطأ. وعنونت الصحيفة التي تعتبر مقربة من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن «نقاش روحاني لم يكن في محله كما اللقاء المطول الذي عقدته مع كيري». واستخدمت الصحيفة عبارة خامنئي الذي انتقد «قسماً» من الزيارة إلى الأمم المتحدة. وعلى صفحته على فيسبوك، قال ظريف انه شعر بوعكة بعد أن قرأ عنوان المقال. وقال «لم أعد أستطيع المشي أو الجلوس. غادرت مقر وزارة الخارجية للتوجه إلى المستشفى. وأظهرت صورة الرنين المغناطيسي أن مشكلتي كانت خصوصاً مرتبطة بالإرهاق وتشنج العضلات».ونفى ظريف صحة التصريحات التي نسبت إليه. وقال على فيسبوك «من المؤسف أن تلخص ساعة ونصف من المباحثات الجدية والصريحة والخاصة بأربع عبارات لا يتماشى مضمونها مع ما قلته». وخامنئي هو صاحب القرار في ملفات إيران الاستراتيجية خصوصاً السياسة الخارجية والملف النووي. ويتوجه ظريف إلى جنيف 15 و16 أكتوبر الجاري لاستئناف المفاوضات بين إيران والدول الكبرى حول برنامج إيران النووي المثير للجدل. من ناحية أخرى، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه يتطلع بإيجابية لإجراء محادثات نووية جديدة الأسبوع المقبل وسط آمال في حدوث انفراج في الأزمة مع تولي قيادة جديدة المسؤولية في إيران. وصرح لاريجاني أن «عدداً من الدول توجه تهديدات لبلادي، وهم يبحثون الآن عن حل سياسي، وأنا اعتبر ذلك خطوة إيجابية». وقال إن بلاده تملك فائضاً من اليورانيوم يمكن استخدامه كورقة تفاوضية مع الدول الكبرى. وذكر لاريجاني قبل محادثات بين إيران والدول الست الكبرى «أتطلع إلى المفاوضات المقبلة بإيجابية». وأوضح لاريجاني «لبناء الثقة نحتاج إلى اتخاذ الكثير من الخطوات، ويجب أن تكون لديك خطة»، مضيفاً أنه يتوقع أن تكون المحادثات «جدية للغاية». وأضاف أن هناك كمية من اليورانيوم مخصبة بنسبة 20 % للاستخدام في مجالات الطاقة والأبحاث والنظائر المستخدمة في العلاج الطبي وتفيض عن حاجة البلاد. وتابع «نستطيع أن نتحاور حول اليورانيوم الفائض مع الدول التي تحاول إقناع إيران بالتوقف عن نشاطات يقولون إنها يمكن أن تؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية». في المقابل، وعد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إسرائيل بأن واشنطن ستبقى متيقظة وملتزمة لضمان أن إيران لا تطور سلاحاً نووياً فيما تسعى واشنطن لحل دبلوماسي بخصوص برنامج إيران النووي. وقد زار وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون الذي تدعو حكومته إلى اعتماد نهج متشدد مع إيران، واشنطن قبل أسبوع من المفاوضات التي ستبدأ بين إيران والدول الست الكبرى لتخفيف القلق الدولي حول برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إن «الوزير هيغل لفت إلى أنه في الوقت الذي تنوي الولايات المتحدة اختبار آفاق حل دبلوماسي مع إيران، سنبقى متيقظين حيال التحديات المقبلة». وأضاف أن الولايات المتحدة «لن تضعف في سياستها الحازمة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية».«فرانس برس - بي بي سي العربية»
ظريف رداً على «كيهان»: تقارب إيران مع أمريكا نجاح كبير
10 أكتوبر 2013