قالت عضوة جمعية الشباب والتكنولوجيا علياء السويدي، إن: «الشبكات الاجتماعية تمتاز بأنها موقع التقاء العالم أجمع بعيداً عن الحدود الجغرافية، مضيفة أن من خلالها تجتمع الطاقات ويتم تبادل المعلومات وتزيد أطر التواصل والمعرفة، وأوضحت أن الشبكات الاجتماعية سهلت من مهمة تشكيل الفرق التطوعية، التي زاد من قوتها الأجهزة الذكية التي تتنقل مع الجميع في كل مكان وحين، ما أدى إلى سرعة الاستجابة والتواصل بين الأطراف المجتمعة». وأضافت خلال ورقة عملها التي مثلت فيها الجمعية بعرضها لتجربة «مشروع نقطة تجمع المتطوعين «ضمن محور» التطوع الإلكتروني عبر الإعلام الاجتماعي»، التي عرضتها مؤخراً في الملتقى الشبابي «المرأة والإعلام الاجتماعي»، الذي يعد إحدى الفعاليات المصاحبة ليوم المرأة البحرينية تحت شعار»المرأة والإعلام»، بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري، أن «من خلال هذه المواقع تحولت العديد من الأفكار إلى مشاريع على أرض الواقع بعد أن اجتمع العمل مع الطاقة المشغلة له فظهرت العديد من الحملات والأعمال التطوعية الناجحة والمميزة على أرض الواقع، التي حملت مميزات مهمة لتصل لهذا النجاح، من أهمها الثقة بالغير من دون الالتقاء، وتجمع الطاقات مع بعضها بعضاً، وفتح المجال للجميع من دون تخصيص العمل لمجموعة معينة، إضافة إلى الالتزام وسرعة الاستجابة لتنقل الأجهزة الذكية معنا». وذكرت إذا انتقلنا للمجتمع نرى فجوة كبير بين قطبي العمل، حيث نرى الأمر مختلف بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الربحية والأهلية التي تقدم فرص عمل وبين المتطوعين، مضيفة أن كثيراً ما نسمع من المؤسسات عن عدم وجود المتطوعين، ومن الجانب الآخر نرى تذمر المتطوعين من عدم وجود أماكن للتطوع، وقالت إنه كان لابد من إيجاد حل مناسب، ذلك أن التكنولوجيا أصبحت تلعب دوراً كبيراً وإنسانياً في كثير من جوانب الحياة، فأغلب المشاريع جاءت لتحل المشكلات أو تقلصها في حياتنا.وأشارت السويدي إلى أن «بداية المشروع كانت بحصر المشكلات، والسعي لإيجاد الحلول لها، وأتبع ذلك تنفيذ المشروع كطلبة جامعة، ومن ثم تحقيقه على أرض الواقع، واتضح خلال دراسة المشكلة أنها تتكون من شقين رئيسيين الأول الفرض التطوعية من خلال عدم إيجاد المتطوعين، وعدم إعطاء الثقة الكاملة للمتطوع، والتخوف من عدم الالتزام، أما الشق الثاني فيتعلق بالمتطوعين من خلال عدم الحصول على فرص تطوعية، وعدم إلمام المتطوع بمهام الفرصة، إضافة إلى جهل أهداف الفرصة. ومن هنا انطلقت فكرة مشروع «نقطة تجمع المتطوعين» من مجموعة طالبات في تخصص «علوم الحاسوب» بجامعة البحرين، التي تبنتها جمعية الشباب والتكنولوجيا لتحولها من حواسيب الجامعة إلى الاستخدام على أرض الواقع». وأضافت عضوة جمعية الشباب والتكنولوجيا أن «حل هذه المشكلة كان يقتضي الربط بين الفرص التطوعية والمتطوعين، وعليه تم تحديد نقاط أساسية لحل المشكلات السابقة من خلال المشروع، عبر إيجاد نقطة التقاء بين فرص التطوع والراغبين بالتطوع والمؤسسات المستفيدة، وسهولة إيجاد فرص تطوعية تناسب ميول المتطوع، وتمكين المتطوع من الاطلاع على فرص التطوع والتفاصيل المتعلقة بها، كالمتطلبات والخصائص التي بها والفترة الزمنية التي يحتاج أن يلتزم بها لنتفيذ المهام، إضافة للأهداف التي تصبو إليه هذه الفرص، وعليه يتقدم المتطوع لطلب التطوع لهذه المهمة».وقالت السويدي: «نسعى لأن يكون المشروع موافقاً للمعايير العالمية ويحقق أقصى فائدة، مضيفة أنه تم تنفيذ عدد من النقاط والتخطيط لمراحل أخرى من المشروع في الفترة المقبلة، منها ضبط المشروع ليتناسب مع الأجهزة الذكية بشكل أكبر، وتنفيذ برامج متخصصة تستخدم من خلال الهواتف الذكية، وزيادة تفعيل الجوانب الاجتماعية بالموقع لتمكين المشاركين من متابعة المؤسسات وفرص العمل، ومساحة نقاشية يمكن التحاور فيها بين المتطوعين لتنفيذ المشروع، إضافة إلى إنشاء صفحة خاصة لكل متطوع تحتوي على سيرته الذاتية، فضلاً عن تقييم المتطوعين على على حسب مشاركاتهم».يشار إلى أن مشروع «نقطة تجمع المتطوعين» حاز على العديد من الجوائز ومنها فوزه في عام 2011 على جائزة أفضل مقترح إلكتروني في جائزة التميز للحكومة الإلكترونية، وفي عام 2012 على منحة وزارة التنمية الاجتماعية للمنظمات الأهلية ضمن فئة اللحمة الوطنية، وشاركت بها الجمعية كمشروع تكنولوجي يخدم العمل التطوعي بطابع اجتماعي بمعرض «E2 Boston» بأمريكا، ومشاركته خلال مؤتمر المرأة والإعلام الاجتماعي في العام الجاري.