كتب - عبدالرحمن محمد أمين:صالح سلمان من مواليد فريق بن غتم بمدينة المحرق العام 1951، حيث يقع بيت العائلة. انتقل العام 1953 للسكن في بيت عائلة المنصور بشارع الشيخ حمد قرب محل بوعابد المشهور في تلك الفترة بعمل المكسرات وخصوصاً «البستك»، وذلك لأن جدته كانت تعمل لدى هذه العائلة الكريمة التي حصل منها على تكريم ورعاية حتى عام زواجه في 1974، حيث انتقل إلى السكن في بيت خاص به. وبالنظر لقرب بيت عائلة المنصور من مقر نادي شعلة الشباب حقق أمنيته الانضمام لذلك النادي إلا أن صغر سنه قد حال بينه وبين رغبته، لذلك اتفق مع مجموعة من شباب المنطقة، منهم عبدالعزيز العامر وصالح المحميد وعبداللطيف العشار لتأسيس فريق أطلقوا عليه اسم «شباب الشعلة» العام 1965. نادي الشعلة يقول صالح : تم قبولنا لعضوية نادي الشعلة، وحينها حاولنا الانضمام بالاتحاد البحريني لكرة القدم وكان أمين سر الاتحاد وقتها المرحوم جميل الجشي بواسطة المرحوم محمد يوسف، وكان من رواد الكرة في تلك الفترة كما كان لاعب كرة مع فريق النهضة البحرين حالياً» إلا أن قوانين الاتحاد والتي كانت تمنع انضمام فريقين من منطقة واحدة ومتقاربة حال بيننا وبين الانضمام للاتحاد وحيث كان فريق شط العرب القريب منا قد انضم إلى الاتحاد قبلنا، وكنا نقيم مباريات ودية مع فريق الجيل والساحل والقادسية ويعتبر نادي شعلة الشباب خلال تسعينات القرن الماضي من أشهر أندية المحرق في المجالات الثقافية والرياضية، فكان يوجد به مسرح يضم خيرة الممثلين والمؤلفين ومنهم راشد عبدالله المعاودة والمرحوم الكاتب محمد الماجد والفنان إبراهيم الناجم والمرحوم حسن النيباري والمرحوم عبدالله الجميري وجاسم الزري ونبيل أحمد المحميد، كما اهتم النادي برياضة حمل الأثقال وكمال الأجسام وكان من اللاعبين عبدالله عبدالسلام الملقب «بالسلال»، أما على المستوى الثقافي فقد كان النادي يصدر مجلة أسبوعية اسمها «الحائط» ، وكان عبدالرحمن أمين رئيس تحريرها بالنظر لاهتمامه بالكتابة والصحافة منذ ستينيات القرن الماضي بجانب خليفة إبراهيم مصمم المجلة، وحصل فريق حمل الأثقال بالنادي على العديد من الجوائز في المسابقات وكانت المنافسة قوية بيننا وبين نادي الحالة من المحرق ونادي الشعاع بالمنامة، وبالمناسبة فإن ما يميز نادي الشعلة هو وجود شعار كبير لحمل الأثقال موضوع في مدخل بوابة النادي، وقام عبدالوهاب بوكمال بتصميمه وعمله ، وقد استمر نادي الشعلة يؤدي دوره الاجتماعي حتى عام 1973، حيث تغيرت الحياة وانتقل الكثير من أعضاء النادي للمدن الجديدة وخصوصاً مدينة عيسى في بداية إنشائها، وبعدها انضم الباقي من الأعضاء لنادي شط العرب ومن بعدها انضم نادي شط العرب إلى نادي فريق النهضة «البحرين حالياً» العام 1975. الدراسةويتابع صالح سلمان : في عام 1975 التحقت بمدرسة الشيخ دعيج «أبوعبيدة بن الجراح»، حالياً لمدة سنة واحدة فقط ، وكانت تقع بالقرب من مسجد الشيخ حمد بالمحرق والقريبة من سكن عائلة المنصور، وفي العام 1958 انتقلت إلى مدرسة بيت الزياني وتقع بالقرب من منزل المرحوم عيسى محمد الحادي، وفي عام 1960 انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية ، وكان مديرها المرحوم عبدالله الفرج، ومن المدرسين كان شناف فيصل أطال الله في عمره والمرحوم عادل سفيان ، ومن الطلبة أذكر الزملاء بدر علي ماجد ومحمد غلوم بوجيري، وفي العام 1964 انتقلت إلى المدرسة الثانوية بالمنامة وكانت وسيلة المواصلات باصاً خشبياً ينقل الطلبة من موقع مسجد الشيخ حمد بالمحرق إلى مقر المدرسة ، ومن بين الطلبة الشيخ حمد بن أحمد آل خليفة وأحمد راشد فخرو، وفي عام 1967 تخرجت بعد حصولي على شهادة التوجيهي وأذكر من تخرج معي من الطلبة المذيع سعيد الحمد واللاعب الدولي السابق حسن عجلان، بعدها مباشرة سافرت إلى إمارة أبوظبي للعمل هناك حيث التحقت بالعمل في دائرة العمل وذلك بمساعدة إبراهيم الصباغ وعملت مدة لم تتجاوز 4 شهور فقط ، وبراتب قدره 600 روبية.العملة البحرينية ويذكر صالح أن العملة البحرينية كانت هي العملة الرسمية في أبوظبي تلك الفترة، ولكن لصعوبة العيش هناك وعدم توفر السكن اللائق عملنا كوخ من الخشب في بر أبوظبي لنتخذه سكن لنا، ولا أنسى هناك مساعدة عيسى بن حجي لنا، وفي العام 1968 عدت للبحرين للبحث عن عمل، وأخبرني سلمان شريدة وكان يعمل في دائرة الجوازات عن وجود فرص عمل بالإدارة، فقدمت طلباً للعمل وتم توظيفي مع مجموعة من أشهر لاعبي كرة القدم في تلك الفترة، أذكر منهم الإخوة يوسف المالكي ومحمد الأنصاري وحمد المعراج وحسن الذوادي ومحمد الحمادي ، وكان مدير الجوازات حينها الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة ، حيث عملت أولاً في إدارة الجوازات وكانت تقع في مبنى باب البحرين بسوق المنامة وكانت إدارة التسجيل العقاري تحتل الجزء الآخر من المبنى لمدة عامين، وفي عام 1970 انتقلت إلى العمل بمطار البحرين الدولي مدة 27 سنة متتالية وفي العام 1997 تم نقلي إلى قسم الموانئ البحرية بميناء المحرق إلى عام 2012، حيث تقاعدت بدرجة رئيس قسم وأتذكر أن أول راتب استلمته كان 45 ديناراً وآخر راتب 950 ديناراً والحمد لله. ويذكر صالح شمسان أنه وبالنظر أن لديه إخوة يبلغ عددهم حوالي 10 أشخاص، أراد الاعتماد على نفسه مبكراً فعمل مع المرحوم إبراهيم بونوار الذي كان مسؤولاً عن تخطيط ملاعب الاتحاد البحريني لكرة القدم وتنظيم عملية دخول وخروج الجماهير، وكان رئيس الاتحاد عند افتتاح إستاد المحرق الرياضي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وكان المرحوم جميل الجشي الأمين العام للاتحاد وكان سمو رئيس الاتحاد يحضر المباريات التي تقام أيام الجمعة، وعند افتتاح إستاد مدينة عيسى العام 1960 انتقلنا للعمل فيه وكنت مع العاملين عند افتتاح دورة الخليج العربي الأولى لكرة القدم عام 1970 والتي افتتحها الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، وقد تركت العمل في الاتحاد العام 1973 بعد أن كان وقت المباريات يتعارض مع عملي، حيث كنت أعمل بنظام النوبات، ومن بعدها تزوجت العام 1975 ولدي أربعة أبناء ثلاثة ذكور «بدر، فواز، خالد» وبنت واحدة «منى»، وقد سكنت في بداية حياتي الزوجية بمنطقة الرفاع لسنة واحدة فقط وجدت نفسي بعدها غير قادر على الابتعاد عن مدينة المحرق الخالدة موطن الآباء والأجداد بعدها بعت البيت واشتريت بيتاً آخر في المحرق إلى يومنا هذا. طائرة الكونكورد ويضيف صالح : عندما بدأت طائرة الكونكورد الفرنسية والبريطانية الصنع طلبت منا إدارة المطار القيام برحلة تجريبية على الطائرة إلى مدينة بومبي بالهند، وكان الموظفون يتزاحمون في الحصول على فرصة السفر عليها فحصلت على الموافقة ضمن الدفعة الرابعة، وقد استغرقت السفرة إلى الهند مدة 45 دقيقة فقط، ومن المسؤولين الذين عمل معهم يتذكر أن أول مسؤول هو حسن الحايكي بإدارة الجوازات، أما في المطار فقد عمل تحت إدارة المرحوم علي راشد المسقطي والمرحوم أحمد مقبل وحسن ألبي وعبداللطيف أمين، وكانت طريقة نوبات العمل أسبوعياً «نهاراً وأول ليل وآخر ليل».مواقف لا تنسى ويذكر صالح أن من ضمن الأمور الغريبة المضحكة التي لا أنساها أننا في إحدى المرات وكان علينا أن نصل إلى الإستاد الرياضي لتخطيط الملعب لإقامة مباراة مهمة إلا أننا تأخرنا في الوصول حتى انه لم يتبقى على بداية اللعب غير نصف ساعة ، وعندما وصلنا للملعب لم يتذكر المرحوم إبراهيم بونوار المسؤول عن الملعب إحضار شبكة المرمى ومادة «النورة» البيضاء التي تستخدم في تخطيط أرضية الملعب، مما أوقعنا في إحراج كبير مع إدارة الاتحاد واللاعبين والجماهير المتواجدة، فما كان من بونوار إلا أن استأجر سيارة تاكسي عائداً إلى بيته لإحضار ما نسيناه مما سبب تأخر المباراة عن وقتها قليلاً. وفي إحدى المرات كذلك تعرض أحد الموظفين العاملين معنا وكنا نستقل «جيب» تابعة للشرطة تأخذنا من قرب مسجد الشيخ حمد بالمحرق إلى موقع عملنا بباب البحرين، وعند صعود ذلك الموظف إلى السيارة سقطت إحدى نعليه دون أن يلاحظ سقوطها وعند وصولنا لم يجد إلا واحدة فكان موقفاً محرجاً له ومضحكاً لنا».الحياة بعد التقاعد يقول صالح «بعد أن تقاعدت عن العمل صار لدي متسع من الوقت كفراغ لذلك فأنا بعد أداء صلاة الفجر في مسجد عمر بن عبدالعزيز القريب من منزلي آخذ فترة من الراحة في قراءة الصحف حتى الساعة التاسعة ثم أخرج بعدها من البيت إلى موقع سوق المحرق المركزي، حيث أقضي الوقت قبل صلاة الظهر مع عدد من الأصدقاء في أحد مقاهي السوق، وأحياناً أذهب مع الأصدقاء عبدالرحمن محمد أمين ومحمد حسن بوجيري إلى أحد المجمعات التجارية لتقضية الوقت وشراء بعض حاجيات المنزل، وبالمناسبة فقد كنت قبل التقاعد لا أدري عن أي شيء من مستلزمات المنزل، أما الآن فلا يكاد يمر يوم إلا وأجد أمامي من أم العيال ورقة تحتوي على حاجيات المنزل ، فبدلاً من أن أرتاح في التقاعد زادت علي المسؤوليات.ويتوجه صالح بالدعاء إلى الله تعالى أن يحفظ الوطن الغالي بأمن وأمان وأن تعود تلك الأيام الجميلة التي عشناها إخوة متحابين تربطنا وثائق الوفاء والمحبة والإخلاص.