خصصت السلطات الأمنية والمدنية السعودية 32 شاشة تلفزيونية ضخمة لمتابعة ورصد حركة الحجاج في المشاعر المقدسة على مدار الساعة طوال أيام الحج. وكشفت المديرية العامة للدفاع المدني على لسان عدد من مسؤوليها أمس، عن الاستعانة وتسخير كافة التقنيات الحديثة المتاحة في حج هذا العام من كاميرات رصد دقيقة وشاشات عرض ضخمة توفر متابعة مباشرة من قبل القيادات الأمنية لسرعة توجيه الوحدات والفرق الميدانية للمواقع التي تمثل خطورة على سلامة الحجاج، وإدارة العمليات الميدانية في مكافحة مخاطر الحريق وأعمال الإنقاذ والإسعاف في حالات الطوارئ.وقال مدير مركز عمليات الدفاع المدني بالمشاعر المقدسة العقيد مانع أبو جلبة، إن المركز مجهز بأحدث التقنيات لخدمة الوحدات والفرق الميدانية في منى ومزدلفة وعرفات ومتابعة تنقلات الحجيج بين المشاعر وكذلك داخل الحرم الشريف والمنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة، وتسجيل كافة المعلومات للاستفادة منها في إدارة خطط العمل الميداني، ودعم جهود رجال الدفاع المدني لأداء مهامهم في التعامل مع كافة المخاطر الافتراضية المحتملة في الحج.وأشار العقيد أبو جلبة، إلى أن الكاميرات تراقب كافة المشروعات الضخمة التي تم إنشاؤها بالمشاعر المقدسة، وفي مقدمتها منشأة الجمرات ومحطات قطار المشاعر في منى ومزدلفة وعرفة، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بإدارة وتشغيل هذه المشروعات خلال موسم الحج. وكشف أبو جلبة عن نظام جديد لتلقي بلاغات الحوادث يتيح إمكانات تحديد موقع الحادث ومتابعة حركة فرق الإطفاء والإنقاذ. وأضاف «يمكن لضابط العمليات فور تلقي بلاغ عن حريق في أحد المخيمات على سبيل المثال، تحديد أقرب الوحدات الميدانية لموقع الحريق وعدد الحجاج الموجودين في المخيم وموقع مخارج الطوارئ في المخيم، وأقرب مصدر للمياه وكافة البيانات الأخرى التي يتم تمريرها بسرعة فائقة للاستفادة منها في التعامل مع الحادثة في أقصر وقت ممكن، وبأعلى درجات الكفاءة»، مؤكداً تلقي المركز قرابة 200 بلاغ يومياً.من جهته، بين رئيس الوردية الأولى بمركز عمليات الدفاع المدني بالمشاعر العقيد خالد الهزاع أن الكاميرات التلفزيونية توفر صورة دقيقة لكافة الحوادث التي قد تقع خلال الموسم وتحدد مواقعها بدقة، وذلك عبر ما يزيد عن 32 شاشة تلفزيونية خاصة، وتوثيقها بالتنسيق مع الأمن العام والحصول على هذه الصور لكافة الحوادث التي قد تقع خارج نطاق كاميرات المراقبة الخاصة بعمليات الدفاع المدني.كما كشفت مديرية الدفاع المدني عن تطبيق استخدام نظام المعلومات الجغرافية (GIS) في مركز عمليات الحج، كأحد الأنظمة المتطورة لأداء مهام الفرق الميدانية في سرعة الوصول إلى المواقع، مما ضاعف من مسؤولية المركز في إدارة العمليات الميدانية، بدءاً من تحديد موقع الحادث بدقة والتعرف على أقرب الوحدات الميدانية، ومن ثم تحريكها لمباشرة الحوادث وتحديد المعدات والآليات المناسبة لذلك، بالإضافة إلى تحديد جميع الجهات المساندة القريبة من المواقع والتي يمكن الاستفادة منها في التعامل مع الحادث.