كتب - وليد صبري:حذر أطباء ومختصون «حجاج بيت الله الحرام من التهاون في تناول التطعيمات قبل التوجه إلى المملكة العربيـــة السعوديـــة لأداء مناســك الحج»، ونصحوا الحجيج «بضرورة إجراء فحص طبي شامل، للتأكد من حالاتهم الصحية ومدى استعداد أبدانهم لأداء تلك المناسك، إضافة إلـــى أخذ الحيطة والحذر للوقايـــة من الأمراض التي من الممكن أن يصابوا بها خلال فترة الحج، ومن ثم يؤدون مناسكهم في راحة واطمئنان حتى يعودوا سالمين معافين إلى أوطانهم».من جانبه، أوضح استشاري الأمراض الباطنية ومناظير الجهاز الهضمي والكبـد د. عماد صالح أن «الحج يمثل تجمعاً إسلامياً عالمياً، وبالطبع يعاني كثير من الحجيج من أمراض مزمنة مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والربو، وأمراض الكبد والكلى، وغيرها من الأمراض المختلفة»، لافتاً إلى أنه «فيما يتعلق بمرضى السكري فإن مناسك الحج تتطلب منهم المشي لمسافات طويلة، فيجب عليهم أن يفحصوا أقدامهم كل ليلة، للتأكد من عدم وجود جروح أو فقاعات يمكن أن تلتهب، وتُسبب مُضاعفات خطيرة، إضافة إلى ضرورة اصطحاب أحذية مُريحة وواسعة للمشي مع ضرورة تجنب مناطق الازدحام الشديد وشرب السوائل بكميات كافية، ومن الضروري أن يعلم المصاب بمرض السكري أعراض الإصابة بهبوط السكري في الدم لتفادي فقدان الوعي أو تفادي السقوط من الأماكن المرتفعة ما يزيد من المضاعفات. كما إن هبوط السكري إذا استمر لفترة طويلة، يحمل مضاعفات خطيرة للمريض تؤدي إلى الإصابة بتلف في المخ». وفي رد على سؤال يتعلق بالاحتياطات التي يجب أن يلتزم بها المرضى المصابون بأمراض مزمنة مثل الكبد، أجاب د. صالح، أنه «يجب على المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة تجنب المجهود العضلي قدر المستطاع، حيث يمكنهم أن يوكِلوا غيرهم أثناء رمي الجمرات في منى، تجنباً للمضاعفات الصحية الطارئة التي تحدث نتيجة الازدحام الشديد ومنها الإصابة بالدوار وفقدان الوعي، أما المرضى المصابون بأمراض الكلى فيفضل تناولهم لكميات كافية من السوائل والماء، من أجل التبول بشكل متكرر ومنتظم، حتى تتمكن الكلى من غسل الأملاح الزائدة في الجسم».وفي حال إصابة مرضى الكبد والكلى بالإسهال، وخاصة كبار السن، بين د. صالح أنهم «يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجفاف وتدهور الكلى والكبد، ولذلك ينصح بإبلاغ طبيب الحملة أو المركز الصحي، لاتباع البرنامج العلاجي المناسب دون تأخير».وفيما يتعلق بالإصابة بضربة الشمس، ذكر د. صالح أنه «يجب تجنب التعرض المستمر لأشعة الشمس دون ضرورة، مع تناول كميات وفيرة من المياه والسوائل، وفي حال الإصابة بزيادة إفرازات العرق الشديد، أو الإصابة بالإسهال يجب إضافة مساحيق الأملاح التعويضية للماء».من جانبه، أكد الطبيب العام د.هشام عامر «ضرورة التزام الحجيج بعدد من الإرشادات الصحية التي تتمثل في التطعيم، ويشمل التطعيم ضد السحايا لأنه ضروري لمن لم يأخذه من قبل، حيث يتم تطعيم الحاج كل 3 سنوات، ويفضل كل سنتين للذين يذهبون للحج سنوياً مثل مسؤولي الحملات، ومُقدمي الخدمات في حملات الحج»، لافتاً إلى أن «من بين أهم الإرشادات الصحية أيضاً ما يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض مُزمنة، وعليهم أن يخبروا طبيب حملة الحج بمرضهم والأدوية التي يتناولونها، وهذا يُسهل على طبيب الحملة اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة في حال حدوث أية مضاعفات صحية للمرضى، كما إن المرضى لابد أن يصطحبوا معهم أدويتهم كاملة وبكميات كافية، ولابد من مراجعة الطبيب المختص قبل الذهاب للحج لاحتمال تغيير جرعة الدواء».ونصح د. عامر الحجيج بتجنب الإصابة بفيروس كورونا او متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، عن طريق اتخاذ احتياطات النظافة العامة، وغسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، وإذا لم يتوفر الماء، يمكن استخدام مطهر لليد يكون الكحول مكوناً أساسياً فيه، وتغطية الأنف والفم بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، وتجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك بأيد غير مغسولة، وتجنب الاتصال الوثيق، وعدم الاستخدام المشترك للأكواب وأواني الطعام مع المرضى، والتنظيف والتعقيم المتكرر للأسطح التي يتم لمسها.التسمم الغذائيوأوضح استشاري الجهاز الهضمي د.عماد رشيد أنه «في فترة الحج تكثر حالات التسمم الغذائي الناتجة عن تلوث الغذاء، وذلك لتناول الأغذية الفاسدة والمياه الملوثة وأكل الوجبات وشرب السوائل المحضرة بواسطة الباعة المتجولين، وترك الأغذية مكشوفة لفترات طويلة، فتكون عرضة للذباب والحشرات، إضافة إلى عدم غسل الخضروات والفواكه جيداً، حيث تكون أكثر عرضة للتلوث، وكذلك عدم تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي، وعدم العناية بالنظافة الشخصية ونظافة الأظافر وكذلك عدم غسل اليدين بعد استعمال المرحاض»، مشيراً إلى أن «نسبة الإصابة بالنزلات المعوية تزيد في موسم الحج»، لافتاً إلى أنه «من أهم النصائح في هذا الأمر الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل جيد ويجب على الحاج الابتعاد عن استهلاك الأغذية التي يشك في نظافتها».الازدحام ومرضى الربووحول الإرشادات الصحية التي ينبغي أن يتبعها مرضى الربو، أوضح استشاري الأمراض الصدرية د.غانم المريدي أن «مريض الربو وحساسية الصدر الذي يريد الحج، عليه الحرص الشديد على ضرورة الاحتفاظ بعقار البخاخ الموسع للشعب الهوائية لحين الحاجة إليه، حتى يتم تجنب حدوث الأزمات الشديدة والحادة قدر الإمكان، خاصة مع الازدحام الذي يحدث في موسم الحج والدخان الناتج عن الحافلات».من جهته، نصح استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة د. رفيق بركات «بتناول التطعيمات الخاصة بفيروس أنفلونزا الخنازير، والحمى الشوكية، والحمى الصفراء، والكوليرا، والدفتيريا، والتيتانوس، والأنفلونزا، وهي لها أهمية خاصة هذا العام، أما فيما يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى أو السكلر، فعليهم أن يحملوا بطاقة خاصة تبين المرض والعلاج اللازم، وأخذ كميات كافية من الأدوية الخاصة بهم».كما نصح د. بركات الحجاج «بأخذ قسط من الراحة قبل وبعد كل شعيرة، إضافة إلى ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية واستخدام الكمامات الواقية مع التخلص السليم من النفايات، والإكثار من شرب السوائل وتناول الفواكه والأطعمة الخفيفة والامتناع عن تناول الأطعمة المكشوفة أو المهيجـة للأمعاء».من جهتهـــا، دعت منسقة مرضى السكري بمجمع السلمانية الطبي إيمان الأنصاري، مرضى السكري إلى «أخذ التطعيمات اللازمة قبل موسم الحج منعاً لانتقال العدوى». ونبهت المرضى إلى «ضرورة أن يُعلم المريض حملة الحج بحالته الصحية وما يتناوله من أدوية، وأن يحمل بطاقة تحتوي على بياناته الشخصية وحالته الصحية، وأن يتعرف على مرافق على دراية بحالته الصحية ليتمكن من مراقبته أثناء أداء المناسك». وأهابت بالمرضى أن «يلتزموا بحمل الملابس القطنية المريحة الممتصة للعرق وتبديلها باستمرار، وانتعال الأحذية الواسعة المريحة أو المفتوحة ولبس الجوارب القطنية لتقليل نسبة احتكاك الأقدام وحمايتها من الجروح والإصابات، وحمل مظلة شمسية أو لبس القبعات للتقليل من التعرض لأشعة الشمس المباشرة».