بالأمس أطفأ القدر أحد أنجم البحرين اللامعة، غادرنا مخلفاً وراءه زاداً من الأعمال المسرحية والدرامية ذائعة الصيت والشهرة، رحل بعد أن قال الكثير ورسم مستقبل الحركة الفنية التمثيلية في البحرين والخليج عموماً. بالأمس أسبل رائد الحركة المسرحية البحرينية محمد عبدالرحيم البهدهي الشهير بـ»عبدالصمد» جفنيه إلى الأبد، لتظل ذكراه حاضرة بوجدان عشاقه ومحبيه، تاركاً خلفه سجلاً درامياً حافلاً من الأعمال التلفزيونية والمسرحية. بالأمس فقدت الأوساط الفنية البحرينية والخليجية مبدعاً كبيراً ورائداً حقيقياً للفن الدرامي والمسرحي، بعد أن ألزمه صراعه الطويل مع المرض الفراش، وكان صراعاً أشبه بملحمة الحياة والموت، تماماً كصراعه ليظل التراث البحريني خالداً بأعمال فنية راقية تعلق بالذاكرة ولا تغادرها. بالأمس رحل الفنان السبعيني رائد مسرح أوال والمسرح البحريني، حزم حقائبه وغادر قبل أن يقول كل ما عنده، رحل ومازال في جعبته الكثير الكثير.عرف عن الفنان دماثة خلقه وهدوئه وتعلقه الشديد بالأعمال الشعبية، وتميز خاصة بشخصية «عبدالصمد» في مسلسل «ملفى الأياويد» وكررها في عدة أعمال درامية ومسرحية.ترك البهدهي بصمة في وجدان العمل الفني البحريني من خلال أدواره المتنوعة في المسرح والدراما، وأسهمت بدورها في تطور الحركة الفنية الخليجية، ورسم ملامح تطوير الحركة الفنية البحرينية عبر تألقه بالأدوار الكوميدية.أثرى عبدالصمد المكتبة الفنية بأعمال درامية وكوميدية كثيرة ومتنوعة، ومن أشهر مسلسلاته أم هلال والوفاء وأولاد بوجاسم وشقة الحرية وملفى الأياويد وحسن ونور السنا وعجايب زمان وسرور والكلمة الطيبة وتالي العمر وآخر الرجال ولعبة الكبار وليالي البنادر وعويشة وهدوء وعواصف وصور من الحياة ودروب ولحظة ضعف، ومن مسرحياته سوق المقاصيص والبارحة وشارك بالسهرات التلفزيونية حاجز الذكريات ووعادت الابتسامة وثلاثية العين.