طالبت كتلة الأصالة الإسلامية مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتغيير إستراتيجيته في الأمن القومي التي تعتمد بشكل رئيس على الولايات المتحدة الأمريكية، في مواجهة الخطر الإيراني المحدق، ووضع إستراتيجية جديدة تعتمد على القوى الذاتية بالتعاون مع الأشقاء في العالم العربي، والاتجاه شرقاً نحو آسيا.وشجيت «الأصالة»، في بيان لها أمس، إشادة وزير الخارجية الأمريكي بالرئيس السوري بشار الأسد. وقالت «لم نستغرب أبداً عندما سمعنا وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالجزار بشار الأسد ويقول إنه يستحق الإشادة والثناء لتعاونه فيما أسماه الكشف عن الأسلحة الكيماوية وتدميرها».وأضافت «هذا الثناء المشين على قاتل ملطخة يديه بدماء الأطفال وأعراض النساء، تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك ما سبق وقلناه وقاله غيرنا إن الولايات المتحدة متحالفة مع بشار الأسد، ومتآمرة على الشعب السوري مع روسيا وإيران والصين وإسرائيل وكثير من العرب والمسلمين، فالوقائع والأحداث على الأرض تقول بذلك، فرغم المأساة والمذبحة المهولة المستمرة أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي لا يستح أن يشيد بسفاح مصاص دماء قتل أكثر من 100 ألف سوري».وأشارت إلى أن هذه التصريحات تبين أن التلويح الأمريكي السابق بتوجيه ضربة عسكرية للنظام الدموي، لم تكن إلا مناورة لذر الرماد في العيون، رغم أن العالم كله يعلم أن النظام هو الذي استخدم السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، فلا يملكها إلا جيشه وشبيحته، وليست هذه المرة الأولي التي يفعلها، وسبق وأن توعد وتعهد أوباما بالرد العسكري إذا تجاوز المجرم الخط الأحمر، واستخدم الكيماوي، ولكنه تجاوز الخطوط الحمراء والسوداء، وقصف الأطفال والنساء بالطائرات والسكود والكيماوي وغاز السارين، ولم يتحرك أوباما، بل اكتفى بتصريحات جوفاء يلفها العار، ليتركه يذبح ويغتصب ويقتل كيفما يشاء ووقتما يشاء.وقالت «الأصالة» إن الأبرياء يقتلون بالكيماوي وغير الكيماوي، فهل تقصد الولايات المتحدة أن تسمح لبشار أن يقتل كيفما يريد طالما كان السلاح غير كيماوي، بطائرات وهاونات وسكود مثلاً، ولا تسمح له أن يقتل بغاز الخردل أو السارين؟.وطالبت الأصالة بموقف عربي وإسلامي حقيقي من السياسة الأمريكية الغادرة تجاه سوريا، وعدم الاكتفاء بالتصريحات والثرثرة الدبلوماسية والسياسية بعيدا عن الفعل الحقيقي على الأرض، والمبادرة بتسليح الجيش السوري الحر تسليحاً حقيقياً منتظماً وقادراً على توفير الحماية الضرورية للشعب السوري، بعد التحولات الدراماتيكية الأخيرة في التحالف الأمريكي الروسي، وانتقالها من السر إلى العلن في حماية النظام.وقالت «الأصالة» إن هذا الغدر الأمريكي ليس فقط تجاه القضية السورية، بل تبين كذلك في التحول العلني المهول تجاه الملف الإيراني، والغزل المشين بين الإدارة الأمريكية والدولة الإيرانية، والتدخلات الأمريكية الوقحة في مجلس التعاون، والانتقادات العلنية لبلادنا، والانحياز للانقلابيين، والتي تؤكد استعداد واشنطن للتضحية بأمن مجلس التعاون ومصالحه من أجل تحسين العلاقات مع طهران.