تونس - (وكالات): اشتبكت قوات الجيش والأمن التونسية مع متطرفين مسلحين ملاحقين عند سفح جبل الشعانبي بولاية القصرين الذي اتخذه أنصار القاعدة ملاذاً لهم قرب الحدود مع الجزائر. وقال مصدر أمني إن فرقة من وحدات مكافحة الإرهاب داهمت منزلاً في مدينة القصرين كانت تجتمع فيه عناصر إرهابية بينهم المسؤول الثاني في المجموعة الملاحقة منذ أشهر مراد غرسلي. وأوضح المصدر أن «مواجهات حدثت حين أرادت الفرقة إلقاء القبض على الجهاديين». واستمر تبادل إطلاق النار لنحو ساعة، غير أن المسلحين المتطرفين تمكنوا من الفرار وتمت مصادرة هاتف وبعض الذخيرة فقط بعد الهجوم الذي دمر فيه جزئياً المنزل المستهدف. من ناحية أخرى، أرجئت بداية «الحوار الوطني» التي كانت متوقعة أمس الأول بهدف تسوية الأزمة السياسية التي تتخبط فيها تونس منذ يوليو الماضي بسبب غموض حول تشكيلة اللجنة الانتخابية المستقلة وفق ما أفادت المعارضة. وصرحت الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي «عرقلنا البحث عن حل وسط حول اللجنة الانتخابية المستقلة». وكان يفترض أن يبدأ الحوار الوطني الذي انطلق رسمياً في 5 أكتوبر الجاري، أمس الأول كي ينتهي بعد باستقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية. لكن المباحثات التمهيدية التي بدأت الإثنين الماضي تعثرت بسبب اللجنة الانتخابية المستقلة. وقد علقت عملية تشكيل اللجنة الانتخابية أولاً إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي ثم 20 سبتمبر الماضي بقرار من الحكمة الإدارية. وتطعن جمعية عتيد التونسية «الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات» التي رفعت دعوى قضائية، في إجراءات اختيار المرشحين التي تقول إنها «تخضع منذ البداية لمحاصصة حزبية وتجاذبات سياسية ضيقة وغير أخلاقية».من جهته، قال زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة إن الانتخابات قد تجرى أوائل العام المقبل وإن الحزب لم يفقد بالضرورة فرصة قيادة البلاد. وأضاف أن «الحزب يريد إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن لكن الواقع يشير إلى الربيع المقبل، وأضاف أن «الشعب سيقرر في الانتخابات ما إذا كانت هذه الحكومة نجحت أم فشلت»، موضحاً أن «الحركة مستعدة لتسليم السلطة لمن يختاره الشعب».