عواصم - (وكالات): قرر القضاء المصري إحالة المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف إلى محكمة جنايات القاهرة بتهمة إهانة السلطة القضائية والإساءة لأعضائها.وكان عدد كبير من رجال القضاء قد قدموا بلاغات ضد مهدي عاكف مرتبطة بتصريحات أدلى بها لصحيفة «الجريدة» الكويتية واتهم فيها القضاء بالفساد، وهو ما نفاه عاكف أثناء استجوابه.غير أن وسائل إعلام مصرية نقلت عن مصادر قضائية قولها إن التحقيق أثبت صحة تسجيلات تعود لعاكف بهذا الخصوص فتقررت إحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة إهانة القضاء والتأثير على رجاله، على حد تعبيرها. وقد وجدت جماعة الإخوان المسلمين نفسها في يوليو الماضي في مواجهة تحديات تستهدف وجودها واستمرارها كفصيل سياسي نجح في إيصال أحد كوادره وهو محمد مرسي إلى منصب الرئاسة.وخاضت الجماعة ما سمّته حراكاً سلمياً ضد الانقلاب العسكري الذي أطاح بمرسي، إلا أنّه لم ينجح في زحزحة قادة النظام الجديد، وعليه اعتقلت قيادات الجماعة وحلت الجمعية التابعة لها وشطبت من سجلات الدولة لتدخل دائرة الحظر من جديد. من جهة أخرى، وعلى الرغم من حجب معظم المساعدات العسكرية لمصر ما زالت الحكومة الأمريكية مرتبكة جداً بشأن ما إذا كانت تصف إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي «انقلاباً». وظهرت أحدث تعبيرات بلاغية للإدارة الأمريكية عندما اطلع المسؤولــــــون الأمريكيـــــــون الكونغرس الأسبوع الماضي على قرارهم بحجب تسليم طائـــــرات مقاتلــــة ودبابــــات وطائرات هليكوبتر وصورايخ بالإضافــــــة إلى 260 مليـــــون دولار من المساعدات لمصر. وأبلغ المسؤولون مساعدين بالكونغرس أنهم قرروا في هدوء احترام قانون يحظر المساعدات للحكومة المصرية في حالة وقوع انقلاب عسكري حتى على الرغم من اتخاذ الإدارة قراراً في الصيف الماضي بأنها غير مجبرة على تقرير ماذا كان هذا انقلاباً أم لا ومن ثم فإنها ليست مضطرة لتطبيق القانون، وقطع المعونــة المرتبطــة باتفاقيــــة كامب ديفيد مع إسرائيل. وقال مساعــــدون بالكونغــــــرس إن مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع «البنتاغون» ووكالة التنمية الدولية والذين ناقشوا الوضع بمصر في الكونغرس مازالــــوا يرفضــون استخـــــدام تعبير»انقلاب» لوصف الإطاحة بمرسي الإسلامي وأول رئيس لمصر منتخب بشكل حر.وقال مساعد بمجلس النواب بعد المناقشة «أوضحوا تمامــاً أنهـم لايصفونه بانقلاب».وتوضح قضية التعبيرات اللغوية تلك ما يعتبره بعض المحللين بسياسة أمريكية قلقة تجاه مصر حيث تتعارض الرغبة في النظر لواشنطن على أنها داعمة لحقوق الإنسان والديمقراطية والأمل في الاحتفاظ بنفوذ في بلــد مهــم من الناحيــــة الاستراتيجية وعدم إزعاج الجيش المصري.