توقعت نشرة "الإيكونومست إنتلجنس يونت" في تقريرها الأخير، أن تكون ثورة النفط الصخري الأميركي ذات تأثير محدود على صادرات الخامات الخليجية إلى الولايات المتحدة الأميركية.وحول مستقبل أسعار الخامات النفط، توقعت "الإيكونومست" في تقرير لها نشرته صحيفة الشرق الأوسط، أن يواصل سعر النفط لخام برنت مستوياته فوق 100 دولار للبرميل خلال الأعوام الثلاثة المقبلة حتى عام 2017.وترى أن يبلغ سعر برميل خام برنت في العام الحالي 106.6 دولار للبرميل في المتوسط السنوي ثم ينخفض إلى 104.8 دولار للبرميل في عام 2015 ثم يرتفع إلى 110 دولارات للبرميل في عام 2016 ثم يرتفع إلى 115 دولارا للبرميل في عام 2017.وتوقعت النشرة الإنجليزية أن تحقق المملكة من صادرات النفط 269.6 مليار دولار في العام الحالي وأن ينخفض الدخل المتحصل إلى 236 مليار دولار في عام 2014 و237.7 مليار دولار خلال عام 2015، كما توقعت أن ينخفض معدل التضخم في المملكة العربية السعودية إلى 4.4 في المائة خلال العام الحالي من مستواه البالغ 4.5 في المائة خلال العام الماضي 2012.وقالت "الإيكونومست" في تقريرها الصادر الأسبوع الماضي، إن تأثير زيادة الإنتاج الأميركي معظمها من النفط الخفيف الذي يطلق عليه اسم "الخام الحلو الخفيف" سهل التكرير وزيادة الإنتاج منه تؤثر على الدول المصدرة للخامات الخفيفة المماثلة إلى السوق الأميركية مثل نيجيريا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، ولكنها ذات أثر محدود على صادرات الخامات الثقيلة.ولاحظت "الإيكونومست" أن صادرات النفط النيجيري إلى أميركا انخفضت بنسبة 54 في المائة خلال العام الماضي بسبب زيادة النفط الصخري الحلو الخفيف.وقالت إن تأثير ثورة النفط الصخري على الصادرات الخليجية إلى السوق الأميركية سيكون محدودا، لأن هذه الدول تصدر خامات خفيفة لا تتنافس مباشرة مع الخامات الخفيفة.وبخصوص مستقبل صادرات النفط السعودية إلى أميركا قالت النشرة إن حصة ملكية "أرامكو" في المصافي الأميركية ستكون درعا واقية لهذه الصادرات، حيث تغذي "أرامكو" السعودية إحدى المصافي المشتركة في كاليفورنيا بخامات تقدر كميتها بنحو 600 ألف برميل يوميا.وقالت "الإيكونومست" رغم أن أميركا رفعت من معدل إنتاجها من النفط الصخري وقللت من وارداتها النفطية من الخارج، إلا أن إمكانية أن تصبح دولة مكتفية نفطيا يبقى "حلما بعيد المنال".وتوقعت نشرة "الإيكونومست" في تقريرها الصادر نهاية الأسبوع، أن تتمكن الولايات المتحدة من رفع معدل إنتاجها النفطي إلى 10.9 مليون برميل يوميا بما في ذلك سوائل الغاز الطبيعي والنفط الصخري بحلول عام 2017.وتستهلك الولايات المتحدة في المتوسط 19 مليون برميل يوميا، مما يعني أنها ستظل بحاجة إلى استيراد كمية كبيرة من الخامات من أسواق النفط العالمية.ويشكل النفط الصخري عنصرا واحدا من عناصر احتياجات أميركا من الطاقة، حيث تولد أميركا الطاقة من العناصر الحيوية مثل غاز الميثانول الذي تخلطه مع الديزل بنسب متفاوتة لتقليل استهلاك النفط.وأوضحت النشرة أن استمرارية ثورة النفط الصخري الأميركي يعتمد بدرجة كبيرة على أسعار النفط وكلف الإنتاج والمعارضة البيئية للتنقيب والاستخراج في أميركا التي تستخدم تقنية التكسير الهيدرولكي.وتعارض الكثير من الجماعات البيئية استخراج النفط الصخري بهذه التقنية بحجة المخاوف من تسميمها للمياه الجوفية.وقالت النشرة: "قد تصبح ثورة النفط الصخري في أميركا ضحية للنجاح، مع احتمالات أن تؤدي زيادة الإنتاج إلى رخص أسعار النفط، وبالتالي يصبح إنتاج النفط الصخري غير مجد اقتصاديا للشركات".وتوقعت "الإيكونومست إنتلجنس" أن تقود ثورة النفط الصخري وزيادة إنتاج النفط الأميركي تلقائيا إلى تحول في مراكز تجارة النفط وأن ينتقل المركز إلى آسيا وتصبح الصين أكبر مستورد للنفط خلال الأعوام المقبلة بدلا من أميركا.