قال النائب محمود المحمود إن العبارات التي وردت في رسالة «تهنئة» سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى البحرين توماس كراجيسكي، بعيد الأضحى، لم تخلُ من تلميحات سياسية رغم أن المناسبة هي الأعظم لدى مسلمي العالم أجمع، مشيراًً إلى أن السفير لم يترك هذه المناسبة دون أن يمرر ما يرغب في الحديث عنه، وكان من الأجدر به -وبإدارته- أن يتم الفصل بين التهنئة والتلميحات السياسية. وأضاف المحمود إن السياسة الأمريكية نحو الدول العربية لم تتغير ولن تتبدل، فهي تعتمد على المصلحة فقط، وإن وجدت في مكان آخر ستبيع من تقول إنهم أصدقاؤها وحلفاؤها، مشيراً إلى ما أدلى بها الجنرال هيو شيلتون عن التوغل الأمريكي في إسقاط الأنظمة العربية الشرعية، مؤكداً أن تصريح شيلتون وتزامنه مع رياح التغيير في العلاقات الأمريكية الإيرانية كان بالون اختبار، أدى دوره وكشف لهم ما يعتمل في صدور العرب.واستغرب المحمود ردود الفعل السريعة حول ما يتم نشره وإذاعته من تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية أو من يحسبون عليها، مشدداً على التروي ودراسة الأسباب والظواهر المحيطة وعلاقة كل تصريح بمجريات الأحداث في المنطقة ثم التقرير بالرد المناسب عليه، لافتاً إلى أنه لا يمكن التعامل مع السياسة من جانب ورؤية واحدة لأنهم في الإدارة الأمريكية لا يتبعون هذا الأسلوب، فلديهم من يلعب دور الخائف على مصالح العرب، وفي الوقت نفسه من يرصد ردود الأفعال ليعرف إلى أي مدى يمكن تطبيق سياسة جديدة. واستغرب المحمود الهجوم على السفير الأمريكي لدى البحرين، مبيناً أن هذا الرجل ليس إلا موظفاً يعمل وفق سياسات دولته وينفذ أوامر تتلى عليه، ومن يعتقد أنه يعمل بمنأى عن الإدارة الأمريكية فهو خاطئ، حيث نادى البعض بإرسال خطاب موقع من جموع الشعب البحريني للرئيس الأمريكي يطالبون فيه بتغيير هذا السفير، بينما غاب عنهم أنه ليس سوى أداة تنفيذ فقط.ولفت المحمود إلى أن التقارب الإيراني الأمريكي الأخير كان جزءاً من مخطط بدأ في تسعينات القرن الماضي لتقسيم المنطقة، وانطلق من الحرب على العراق إلى أن أصبحت عبارة عن دولة مقسمة تدير الجزء الأكبر منها إيران، والجزء الآخر «إقليم كردستان» يعتبر في عرف الدولة المستقلة.