قال سفير الجمهورية الفرنسية لدى مملكة البحرين كريستيون تستو إن فرنسا تدعم الإصلاح وتساند دعوة جلالة الملك للحوار باعتباره «الوسيلة الأفضل لتجاوز العراقيل والخلافات السياسية».وأضاف أن فرنسا تدين بشدة أعمال العنف، وتشدد على أن الإرهاب ليس من شأنه أن يكون أداة سياسية، مؤكداً أن دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للحوار الوطني -الذي بدأ في فبراير الماضي- تعتبر خطوة مهمة في تاريخ البحرين. وأعرب السفير الفرنسي في تصريح لوكالة أنباء البحرين عن أمله في عودة الجمعيات الخمس التي انسحبت من طاولة الحوار وقال «من الضروري أن يجد البحرينيون وسيلة للتوافق بما يسمح بتعايش ورضا كل الأطراف مهما اختلفت وجهات نظرها، وأن هذا الهدف لن يتحقق إلا بالحوار الوطني». وأكد أن العنف لن يؤدي إلا إلى عنف مضاد وبالتالي إلى حلقة مفرغة، مردفاً «بحكم الصداقة التي تجمع بلدنا بمملكة البحرين ندعو بكل صدق كافة الأطراف إلى إيجاد طريق إلى التوافق بما يرضي كل الأطراف ليس على حساب أطراف أخرى، مما يحتم على كل طرف أن يتقدم بخطوات إيجابية لأن ذلك سيكون في مصلحة البلد». ووصف السفير العلاقات السياسية بين فرنسا والبحرين بأنها جيدة جداً، مؤكداً أن البلدين يعملان بشكل دؤوب على الارتقاء بها إلى أعلى المستويات. وقال: بعد زيارة الملك لفرنسا بتاريخ يوليو 2012 قرر قادة البلدين تعميق العلاقات وتعزيز مجالات التعاون وذلك عن طريق إنشاء اللجنة المشتركة الفرنسية البحرينية، حيث سيتم التوقيع على هذا الاتفاق قريباً في المملكة، موضحاً أن هذا الاتفاق يشمل كل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية.وأكد السفير الفرنسي أن البحرين بلد صديق وأن فرنسا تتطلع إلى تعزيز حضورها في المملكة، كما إن مواقفها حيال القضايا السياسية العالمية كملف مالي وسوريا والأمن الإقليمي تتسم بقربها الوشيك مع مواقف مملكة البحرين.وفي ما يتعلق بالعلاقات التجارية أوضح أن فرنسا كانت أول المستثمرين الأجانب بالمملكة في الفترة ما بين 2000-2010 في مجالي الطاقة والبنية التحتية والقطاع المصرفي، مؤكداً أن الاستثمارات الفرنسية توسعت حالياً لتشمل القطاع البنكي مع بنك بي إن بي باريبا الذي جعل من البحرين مقره الاقليمي وكذلك القطاع الفندقي مع فنادق سوفيتيل ونوفوتيل وميركور التابعة لمجموعة اكور الفرنسية والقطاع الصناعي الذي يشمل استثمارات مهمة في مجال صناعة الألمنيوم مع مجموعة ألبا البحرينية في مشروع صناعة أوكسيد الألمنيوم والقطاع البيئي مع مشروع الحفاظ على البيئة بامتياز الذي يهتم بتحويل النفايات إلى طاقة حال ما يحصل على الموافقة الأخيـرة مـــن السلطات البيئية المختصة.وذكر السفير كــريستيون تيستو أن مجالات التعاون بين البحرين وفرنسا تشمل مجالي الثقافة والتربية والمجال العلمي الجامعي، موضحاً أنه في مجال التعاون الثقافي فإن السفارة الفرنسية و«أليانس فرانسيز» حاضرتان بشدة في الأعمال الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة والفعاليات الثقافية .وأشار إلى أن السفارة الفرنسية شاركت في أول مهرجان للفيلم القصير «نقش» وتدعم الفنانين البحرينيين بفضل المركز الثقافي البحريني الفرنسي «دار جمشير» في المحرق، كما لها تعاونات أخرى في علم الأثريات وحماية التراث والسياحة. أما في مجال التعاون التربوي فإن السفارة تدعم السلطات البحرينية والقطاع الخاص في اعتماد اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية عن طريق تدريب أساتذة اللغة الفرنسية بمقر «أليانس فرانسيز» بمدينة عيسى وتقديم منح دراسية للمتفوقين للدراسة في فرنسا.وأضاف السفير أن مجال التعاون العلمي الجامعي تطور في الآونة الأخيرة بفضل شهادة ماجستير إدارة الأعمال الذي يقدمها المعهد العربي الفرنسي للتجارة بالتعاون مع الجامعة الخليجية وESSEC «إيسك» بباريس وكذا الاتفاقية الموقعة مع جامعة فرساي للتعاون في المجال الطبي وتدريس اللغة الفرنسية والعلوم الإلكترونية.واعتبر السفير تيستو الحضور الفرنسي في المملكة مهماً، كاشفاً عن أن عدد الفرنسيين في المملكة يصل إلى 1000 مقيم ويتمثل في المدرسة الفرنسية التي تستقبل 450 تلميذاً منهم الفرنسيون والبحرينيون، وكذلك الجنسيات الأخرى، إضافة إلى أليانس فرانسيز التي تعتبر هيكلاً فرنسياً ينظم نشاطات ثقافية وترفيهية تساعد على تعزيز الحضور الفرنسي في مملكة البحرين.وقال السفير الفرنسي إن إجراءات تأشيرة الدخول لفرنسا لا تشكل عائقاً أمام البحرينيين الراغبين في الذهاب إليها، كما إنها سهلة وتمكن البحرينيين من الحصول على تأشيرة صالحة لمدة طويلة في غضون أيام معدودة، مؤكداً أن فرنسا تحبذ زيارة البحرينيين لها وكذا مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
السفير الفرنسي: باريس تدعم الإصلاح وتدين العنف
16 أكتوبر 2013