كتب - أحمد الجناحي:تبدو أحوال الناس خصوصاً الشباب منهم، بشأن استقبال عيد الأضحى، مختلفة كثيراً عن أحوالهم في انتظار عيد الفطر. وبينما يؤكد البعض أن هذا الحج خاص بالحجاج، يرى آخرون أن عيد الأضحى يضع أعباء أخرى على عواتق الناس، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، فهم يتساءلون: هل يمكن تأجيل عيد الأضحى؟ ورغم أن الأسواق والمراكز التجارية تتلهف لاستقبال مزيد من الزبائن، إلا أن الحركة فيه لا تقارن بالفترة السابقة لعيد الفطر. وتقول أمينة فريد: أستعد لعيد الفطر أكثر من عيد الحج، لأنه أول عيد بالسنة ويكسر روتين رمضان ويعطي جواً آخر ونكهه مختلفة، أما عيد الحج فهو للحجاج كما هو واضح من اسمه. وتذكر أنها ستقضي هذا العيد باستعداد أقل وبعيداً عن أهلها وأصحابها، نظراً لمرافقتها ابن أخوها الصغير في رحلة علاجية، وتتمنى من الجميع التكاتف معها والدعاء له بالشفاء العاجل «سأكون بعيدة في العيد عن الأهل والأصدقاء لمرافقتي «عبدالله» ابن أخي في رحلة علاجية، وأتمنى من الجميع الدعاء له بالشفاء العاجل». وتؤكد مريم جاسم أنها تستعد للعيد قبل مدة طويلة، «عندما سافرت في شهر مايو لقضاء العطلة، اشتريت ملابس ومستلزمات العيدين»، لكن مريم غير متحمسة لعيد الأضحى نظراً لذهاب بعض من أفراد أسرتها التي اعتادت قضاء العيد برفقهم لتأدية فريضة الحج.ويشير الموظف زياد علي إلى أن وضعه المادي متدهور بسبب موسم المناسبات الذي بدا بشهر رمضان ووصل لعيد الأضحى، «أفقد حماسي لعيد الأضحى المبارك نظراً للوضع المادي الذي أمر به، وأنا محرج من أسرتي، وأشعر بضيق لعدم تمكني من شراء مستلزمات العيد لأسرتي». ويضيف أن «فرحة الأطفال فوق كل اعتبار، غير أني غير قادر على الاقتراض أيضاً، وأتساءل هل من الممكن تأجيل العيد، لأنه من الصعب استقباله بهذه الصورة». ولا تجد إيمان عبدالحميد حرجاً في أن تقول إن «عيد رمضان مختلف، لأنه أول عيد بالسنة يهل بعد فترة طويلة ودائماً أترقبه وأنتظره، خصوصاً وأنه يكسر روتين رمضان الذي يستمر شهراً كاملاً، أما عيد الحج فهو مناسبة للحجاج. وبالنسبة لها فإن هذا العيد سيكون مختلفاً نظراً لوفاة أحد أقربائها قبل أسبوعين، حيث إنها ستقضي العيد باستقبال الزوار وبرفقه الأهل. والعيد في تصور إسحاق محمد، حق للأطفال أكثر من الكبار، «لكن هناك فرحة من نوع آخر للكبار وللوالدين الذين يجب أن يشعروا ويعيشوا العيد مع أبنائهم، لذلك نجد ربات البيوت في المنازل يستعددن لهذه المناسبة بإدخال تحسينات على ديكور المنزل وتنظيف أركانه وجعله في حلة تليق به أمام الزيارات الكثيرة خلال العيد، خصوصاً وأن معظم الأبناء الذين اعتادوا تناول وجبة الإفطار في منزل العائلة في رمضان انقطعوا بعد انتهاء الشهر الفضيل». لكن الجد محمد صالح يجد أن فرحة عيد الأضحى تفوق عيد الفطر، لذلك يستعد له مع زوجته الجدة أم عبدالله بشكل مختلف ومغاير، وباندفاع أكبر نظراً لفرح الأطفال باستقباله. وترى هيا محمد في غياب معظم الأسر في الحج سبباً وجيهاً لأن يفقد «الأضحى» جزءاً كبيراً من جماله، «معظم الناس يسافرون في عيد الأضحى لقضاء فريضة الحج، ويكون اليوم الأول من العيد في البحرين لزيارة الأهل والأصدقاء، كما إن معظم الأسر التي بقيت في البحرين تسافر في اليوم الثاني من العيد للسياحة، لذلك أشعر أن العيد مختلف نظراً لسفر الناس إما للحج أو السياحة».أما عبدالرضا علي فيؤكد أن الاستعداد لعيد الأضحى مختلف وممتع أكثر نظراً للإقبال الواسع على شراء الأضاحي، «ذلك أمر أساسي لعيد الأضحى بل هو الركيزة الأساسية، وما من شك أن الإقبال على شراء اللحوم وبالذات الأضاحي متضاعف في هذا العيد مقارنة مع عيد الفطر بحيث أن عيد الأضحى يتميز بذبح الأضاحي».