قال أحد العارفين بالله: «عجبت لمن ابتلي بالضر، كيف ينسى قول الله تعالى: «وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين». والله تعالى يقول بعدها: «فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين». وعجبت لمن بلي بالغم، كيف ينسى قول الله تعالى: «وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، والله تعالى يقول بعدها: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين». وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف ينسى قول الله تعالى: «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل»، والله تعالى يقول بعدها: «فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءٌ واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم». وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف ينسى قول الله تعالى: «فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد»، والله تعالى يقول بعدها: «فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب». وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف ينسى قول الله تعالى: «ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً».
من رحيق الكلام
18 أكتوبر 2013