قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى (22) ذاكرة تكاد أن تقترب من ربع قرنٍ في عمرها الفني والموسيقي، تجسد خطاباً جمالياً لحنياً ينسجم في لغته وتعبيراته مع جميع الإنسانيات ويشرح فصول الشعوب وعلاقتها بالصوت والموسيقى. وأضافت أن «أجمل هذه الإنسانيات تشاركنا في منامة السياحة فكرة إنسانها وشعوبها، سنعبر تجربتها معاً ومن هذه الخشبة التي تقترب من عامها الأول سنعيد اكتشاف الموسيقى بتوليفة غريبة ووعود بأن نستمر في صناعة الجمال وإيجاد نماذجه وتفاصيله»، مردفة: «ومثلما سيحدث في فصل السياحة البيئية التي تفتح فيه المنامة قلبها باتجاه العالم، ستزهر الموسيقى أروع أحاسيسها وملامسها الثقافية والفكرية في إصغاء شفيف تستمع فيه المنامة لأداءات وأغنيات متواصلة، تتقاسم مع العالم يومه العالمي للموسيقى، وتعيش تجربتها في استدعاء روائع المقطوعات والإيقاعات».وتعقد وزارة الثقافة مؤتمرها الصحافي اليوم لإعلان فعاليات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 22، بكافتيريا مسرح البحرين، وذلك في سياق الاحتفاء بالمنامة عاصمة السياحة العربية بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى مطلع أكتوبر، بحضور وزيرة الثقافة وأعضاء فرقة أوبرا مجنونة وأعضاء الفرقة الكوبية «الإخوة كلاز»، وعدد من المثقفين البحرينيين والمهتمين بالموسيقى والإعلاميين.ويتوج الافتتاح بعرض لـ «أوبرا مجنونة» على خشبة المسرح الوطني، في الثامنة من مساء اليوم الأحد، حيث بدأ بيع تذاكر الحفل من خلال محلات فيرجن ميجا ستور في مجمع الستي سنتر، وعلى الموقع الإلكتروني للمحل.ويدشن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 22 أولى فعالياته برفقة «أوبرا مجنونة» على خشبة مسرح البحرين الوطني، إذ يقدم الحفل مزيجًا رائعًا من المقطوعات الأوبرالية الغربية والإيقاعات والغنائيات العربية الأصيلة، في قالب فريد يجمع بين الموسيقى والرقص والغناء. وتتألف الفرقة من مغنية السوبرانو المبدعة سمر سلامة، والفنانين المتألقين زياد نعمة وروجيه أبي نادر، والمايسترو توفبق معتوق، أوركسترا وفرقة غنائية من الجامعة الأنطونية.يتبعها «الإخوة كلاز وفرقة الإيقاع الكوبي» الذين يفتحون صندوق موسيقاهم، في اكتشاف جديد للكلاسيكية المنسجمة مع ضحكات وفرح كوبا، إذ يدمج الموسيقيون الخمسة قدراتهم ومواهبهم لتقديم أجمل المقطوعات والأنغام التي تجمع ما بين موسيقى الجاز، السوينغ، السالسا والإيقاعات اللاتينية. أما الفرقة الوطنية للموسيقى العربية – فلسطين، فتتأهب لتقديم الموروث الموسيقي الشعبي والإيقاع الأصيل ومقطوعات موسيقية خالدة في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر الجاري مع نخبة من موسيقيين من مختلف بقاع فلسطين.ومن وحي الموسيقي الآذرية الروحانية، ومن خلال فنون المقام يشرح الفنان عليم قاسيموف وابنته الموسيقى والألحان القديمة بجغرافيتها الممتدة ما بين شمال أفريقيا وحتى شرق آسيا. من خلال موسيقى المقام الآذرية التقليدية في مشروع بالتعاون مع مبادرة الآغا خان للموسيقى ضمن برنامج مؤسسة الآغا خان للثقافة. كما تقدم في اليوم التالي «أوركسترا براغ لموسيقى الحجرة» من جمهورية التشيك مقطوعات تستدرج موزارت، هايدن وتنسج في وترياتها وإيقاعاتها كلاسيكية وأناقة العصر الباروكي الجميل، من فيفالدي وباخ، إلى جانب عمالقة الموسيقى البوهيمية مثل ميشنا وزيلينكا وغيرهم. ومن سوريا، تجيء الفنانة السورية من أصول أرمنية «لينا شاماميان» بأجمل أغنياتها في مشروعها الفني الجديد (حنا وزهر) الذي تغني فيه شيئًا من روح الجاز الشرقي المنسجمة مع الألحان الدمشقية الأصيلة والأرمنية، إلى جانب الكلاسيكية الغربية.مهرجان البحرين الدولي للموسيقى يتجاوب في نسخته الثانية والعشرين مع حضارات شعوب العالم، بهوياته المتعددة وموسيقاه البديعة، في تقاطع صوتي يمثل اشتغال بلدان وفنانين، ينطلق بأسفار موسيقية بدءاً من لبنان في العشرين من شهر أكتوبر، مروراً بكوبا، فلسطين، أذربيجان، جمهورية التشيك وأخيراً سوريا حيث يصادف الحفل الأخير يوم الجمعة 25 أكتوبر 2013، برصيد فني وموسيقي يضيء مساءات المنامة بإيقاعات غربية وشرقية. حيث يستقطب المهرجان نخبة من الموسيقى العربية والعالمية في حفلات وعروض موسيقية وغنائية، يقدمها عازفون منفردون وفرقٌ موسيقية، وأوركسترا، تستحضر كلها أشكالاً موسيقية متعددة، منها الكلاسيكية، الجاز، الموسيقى الشرقية، الأوبرا وغيرها. يذكر أن وزارة الثقافة تحتفي باليوم العالمي للموسيقى في الأسبوع الأول من أكتوبر من كل عام منذ العام 1981. وتعود فكرة الاحتفال به إلى (جاك لانغ) وزير الثقافة الفرنسي في عهد الرئيس (فرانسوا ميتران)، الذي يعد صاحب الفكرة، والداعم لهذه الفعالية العالمية. وهدف هذه الاحتفالية إلى تحقيق فكرة منظمة (اليونسكو) في أن تسهم الموسيقى في إذكاء الذوق، وإشاعة قيم الخير والمحبة والتسامح والسلام والصداقة والتعاون بين الشعوب، وتطوير ثقافاتهم، وتبادل الخبرات، للوصول إلى رفع مكانة الفن الموسيقي بين قطاعات المجتمع كافة.وكانت وزارة الثقافة في البحرين استجابت العام 1991 لتوصية (اليونسكو) و(المجلس الدولي للموسيقى) للاحتفال سنويًا (باليوم العالمي للموسيقى) وباشرت إدارة الثقافة والفنون بقطاع الثقافة والتراث الوطني منذ ذلك العام بإحياء هذا اليوم العالمي، تعبيراً عن المعنى العالمي للاحتفالية، وتأكيداً لمكانة البحرين الثقافية والحضارية.