أضاء مهرجان البحرين الدولي للموسيقى (22) أول شموعه أمس، عبر (أوبرا مجنونة)، خرجت بها من صورتها النمطية في ذهن الجمهور العربي، بدمج عدة آلات شرقية مع الأوركسترا الكلاسيكية الغربية. وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمـد آل خليفة خلال مؤتمر صحافي أمس في مسرح البحرين الوطني إن «الموسيقى لغة كل الشعوب، نجتاز بها المسافات، نخاطب شعوب العالم، ونصافح حضاراتهم وثقافاتهم»، معربة عن شكرها الإعلاميين والمثقفيــــن علــــى مواكبتهــــم الدائمــة للنشاطــات الثقافيــة التــي تقدمهـــا وزارة الثقافة. ورحبــت بالفرق الفنية المقبلة من أنحـــاء العالم، معبرة عن سعادتها بتقديمهم للعروض التي سيتعرف إليهم من خلالها الجمهور البحريني، «كما سيتعرفون هم أيضاً على تراث وثقافة وحضارة المملكة من خلال زيارة معالمها الثقافية والأثرية». من جانبها شكرت مغنية الأوبرا سمر سلامة وزارة الثقافة ممثلة في الوزيرة الشيخة مي على هذه الاستضافة والفرصة لتقديم عرض أوبرا مجنونة للجمهور البحريني، مشيرة إلى أن «عرض أوبرا مجنونة يشتغل على إنتاج نمط مغاير وحديث، يخرج الأوبرا من صورتها النمطية في ذهن الجمهور العربي، ويقربها لهم عبر دمج عدد من الآلات الشرقية مع الأوركسترا الكلاسيكيـــة الغربية»، شاكرة القائمين على العمل حبيب سلامة وروجيه أبي نادر وزياد نعمة وماريو استيفانو، المايسترو توفيق معتوق ومخرج العرض جان صقر.بدوره قال قائد أوركسترا عرض أوبرا مجنونة توفيق معتوق إن «تنوع الآلات الموسيقيـــة في الأوركسترا، هو الأمر المميز، وفي أوبرا مجنونة بإمكانك أن تسمع معنا مقطوعة لموزارت فيها الناي والدف، وهذا عمل شاق للغاية». ومن جهته قال عازف البيس في فرقة كلاز الكوبية كليان فوستر -التي تقدم ثاني عــروض المهرجـــان- «أعدكم بألا يكون الجنون حصريا على أوبرا مجنونة وبأننا سنقدم أيضاً شيئاً مجنوناً» وأكمل: نعمل على دمج ألوان وأمزجة فنية مغايرة، سنعزف السنفونية الخامسة لبتهوفن على طريقة السالسا، وسنعزف مقطوعة لموزارت على طريقة موسيقى المامبو الكوبية، وأشياء أخرى «وختم» أدعوكم إلى المجيء واكتشاف هذا المزيج المتنوع المتناغم من الثقافات والموسيقى العالمية بأنفسكم عبر حضور الحفل. ويتبع مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 22 أولى فعالياته «أوبرا مجنونة»، بـ «الإخوة كــلاز وفرقـــة الإيقـــاع الكوبـــي» الذين يفتحون صندوق موسيقاهم، في اكتشاف جديد للكلاسيكية المنسجمة مع ضحكات وفرح كوبا، إذ يدمج الموسيقيون الخمسة قدراتهم ومواهبهم لتقديم أجمل المقطوعات والأنغام التي تجمع ما بين موسيقى الجاز، السوينغ، السالسا والإيقاعات اللاتينية. أما الفرقة الوطنية للموسيقى العربيـــة – فلسطيـــن، فتتأهـــب لتقديـــم الموروث الموسيقي الشعبي والإيقاع الأصيل ومقطوعات موسيقية خالدة في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر الجاري مع نخبة من موسيقيين من مختلف بقاع فلسطين.ومن وحي الموسيقي الآذرية الروحانية، ومن خلال فنون المقام يشرح الفنان عليم قاسيموف وابنته الموسيقى والألحان القديمة بجغرافيتها الممتدة ما بين شمال أفريقيا وحتى شرق آسيا. من خلال موسيقى المقام الآذرية التقليدية في مشروع بالتعاون مع مبادرة الآغا خان للموسيقى ضمن برنامج مؤسسة الآغا خان للثقافة. كما تقدم في اليوم التالي «أوركسترا بــــراغ لموسيقى الحجرة» من جمهورية التشيك مقطوعات تستدرج موزارت، هايدن وتنسج في وترياتها وإيقاعاتها كلاسيكية وأناقة العصر الباروكي الجميل، من فيفالدي وبــاخ، إلى جانب عمالقة الموسيقى البوهيمية مثل ميشنا وزيلينكا وغيرهم.ومن سوريا، تجيء الفنانة السورية من أصول أرمنية «لينا شاماميان» بأجمــــل أغنياتها في مشروعها الفني الجديد (حنا وزهر) الذي تغني فيه شيئًا من روح الجاز الشرقي المنسجمة مع الألحان الدمشقية الأصيلة والأرمنية، إلى جانب الكلاسيكيـــة الغربية.مهرجان البحرين الدولي للموسيقى يتجاوب في نسخته الثانية والعشرين مع حضارات شعوب العالم، بهوياته المتعددة وموسيقاه البديعة، في تقاطع صوتي يمثل اشتغال بلدان وفنانين، ينطلق بأسفار موسيقية بدءاً من لبنان في العشرين من شهر أكتوبر، مروراً بكوبا، فلسطين، أذربيجان، جمهورية التشيك وأخيراً سوريا حيث يصادف الحفل الأخير يوم الجمعة 25 أكتوبر 2013، برصيد فني وموسيقي يضيء مساءات المنامة بإيقاعات غربية وشرقية. حيث يستقطب المهرجان نخبة من الموسيقى العربيـــة والعالمية في حفلات وعروض موسيقية وغنائية، يقدمها عازفون منفردون وفرقٌ موسيقية، وأوركسترا، تستحضر كلها أشكالاً موسيقية متعددة، منها الكلاسيكية، الجاز، الموسيقى الشرقية، الأوبرا وغيرها.يذكر أن وزارة الثقافة تحتفي باليوم العالمي للموسيقى في الأسبـوع الأول مــن أكتوبـــر من كل عام منذ العام 1981. وتعود فكرة الاحتفال به إلى (جاك لانغ) وزير الثقافة الفرنســـي فـــي عهـــد الرئيــس (فرانســوا ميتران)، الذي يعد صاحب الفكرة، والداعم لهذه الفعالية العالمية.وهــدف هذه الاحتفالية إلى تحقيق فكـــرة منظمة (اليونسكو) في أن تسهم الموسيقى في إذكاء الذوق، وإشاعة قيم الخير والمحبــة والتسامح والسلام والصداقة والتعاون بين الشعوب، وتطوير ثقافاتهم، وتبــادل الخبرات، للوصول إلى رفع مكانة الفن الموسيقي بين قطاعات المجتمع كافة.وكانـــت وزارة الثقافـة في البحرين استجابت العام 1991 لتوصية (اليونسكو) و(المجلس الدولي للموسيقى) للاحتفال سنوياً (باليـــوم العالمي للموسيقى) وباشرت إدارة الثقافة والفنون بقطاع الثقافة والتراث الوطني منذ ذلك العام بإحياء هذا اليوم العالمي، تعبيراً عن المعنى العالمي للاحتفالية، وتأكيـــداً لمكانة البحرين الثقافية والحضارية.